هل دخلت البلاد تحت معادلة (س . س) الحريري وفرنجية؟!

مع إعلان النائب سليمان فرنجية أمس إصراره على ترشّحه للرئاسة، وأمام استمرار رفض العماد ميشال عون إضافة إلى تكتم حزب الله، عاد المشهد السياسي إلى حالة الإرباك والغموض. فما هو مصير هذه التسوية؟ وكيف ستأثر على التحالفات؟ وهل دخلت البلاد في معادلة (س س) جديدة؟ أي سعد الحريري وسليمان فرنجيّة؟!

في خطوة متوقعة، أعلن النائب سليمان فرنجيه في مقابلته التلفزيونية مساء أمس عبر برنامج “كلام الناس” من المؤسسة اللبنانية للارسال انه يعتبر نفسه مرشّحا لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت مضى، منعشًا بذلك التسوية بعدما دخلت في العناية الفائقة. غير ان هذا من شأنه أن يرسّخ مزيدا من الشرخ بين مكونات قوى 8 أذار بعدما تكرّست أمس”معادلة المرشحين” داخل الفريق الواحد.
وبهذه المناسبة لاحظ الدكتور أنطوان حداد عدّة أمور حول مقابلة النائب فرنجية مع مارسيل غانم سجّلها لـ”جنوبية” وهي أنانطوان حداد “فرنجية لم يتخذ موقفا من القضايا الاساسية المختلف عليها هي: سلاح حزب الله، الانخراط في الحرب السورية، قانون الانتخاب، الخ… لا بل كاد ان يرتكب هفوة كبيرة لدى حديثه عن إمكانية “إلغاء المحكمة الدولية” “.
ورأى أن “الثابت الوحيد في حديثه، والذي تكرّر عشرات المرات في الحلقة، هو حزب الله والسيد حسن نصرالله، فيما حديثه عن بشار الأسد يكاد يكون من باب رفع العتب”.
كما ولاحظ أن فرنجية “لم ينتقد احدا طوال الحلقة، لا بل حرص على توجيه كلام لطيف (وان كان لا يرقى الى حد التطمين) الى الدكتور سمير جعجع، باستثناء عون الذي خصّه بالنقد المتواصل طوال الحلقة.
وقد رأى الدكتور حداد أنه “في المحصلة، فإن هذه الحلقة لم تساعد في حلحلة المشاكل التي تعترض وصول فرنجية الى الرئاسة. بالعكس ربما زادتها تعقيدا”.
وفي هذا السياق، رأى الصحافي والمحلل السياسي شارل جبّور أن “النائب فرنجية أنعش التسوية أمس، بعدما كانت قد دخلتشارل جبور العناية الفائقة “. موضحًا في حديث خاصّ مع “جنوبية” أن “ذلك تم من خلال كشف فرنجية عن أن حزب الله واكب جميع خطواته وأنه كان على دراية بكل ما جرى بشكل دقيق. ولفت إلى أن هذا “الإعلان يمثل عامل قوّة لفرنجية لأنه لا يستطيع أن يتجاوز طريق بعبدا دون المرور بموافقة حزب الله، كما أشار جبور إلى أن “فرنجية أظهر أن هناك خيارا آخر غير عون لدى حزب الله ما أسماه بخطة (ب)”.

ولفت جبور ان “ما قاله فرنجية يؤشر أن الحزب يخوض معركته ولكن في السرّ لعدم إحراج عون”. ورأى إلى أنه “يعتقد أن الأمور قد تنقلب رأسًا على عقب في حال عون لم يردّ بشكل قاسٍ، لاستحصال ردّ من حزب الله من اجل تبرير أو إنكار ما قاله فرنجية لحفظ ماء وجهه”.

وأضاف جبور إلى أن ” المفترض بفرنجية أن تكون علاقته متوازنة مع الجميع، ولم يكن ضروريا التصعيد في وجه عون بهذه القسوة، فالأمور دخلت بمسار جديد في العلاقة ويمكن اقول أنها تخلخلت بشكل كبير، ولكن الموقف الأساس يتعلق بالحزب،وذلك بالإشارة إلى أن نصرالله موافق على ترشّح فرنجية وهو من شأنه ان يحرج الحزب مع عون”.

وحول سؤلنا هل أصبح فرنجية أقرب للحريري من عون ردّ جبور إلى أن “السؤال يجب أن يكون هل أصبح فرنجية أقرب للحريري من جعجع؟!”. قائلاً “المعادلة أصبحت “سين” “سين” أي سعد وسليمان”.”

وأكّد جبور إلى أن “فرنجية مرشح الحريري بقوة وهي أصبحت ورقة شخصية بالنسبة للحريري ويعتبر الأخير انكسار فرنجية هوانكسار له”.

وخلص جبّور إلى أن الأمور أصبحت واضحة “فالحريري يريد العودة إلى لبنان والسعودية لا تريد عون للرئاسة، وبالتالي الحريري في ظلّ الفراغ لا يستطيع العودة وإنقاذ الحريرية السياسية”.

اقرأ أيضاً: تسوية سليمان فرنجية

اما الكاتب الصحافي وسام سعادة فقد قال بدوره لـ”جنوبية” أن مَن طرح المبادرة لا يزال ماض فيها ولكن ليس هناك تطورا منهجيا، وسام سعادةوالأكيد هو وجود عدد من العراقيل”. مضيفًا “هناك رزمة قوى مؤيدة للتسوية وهي تمثل الأكثرية النيابية. لكن، 8أذار فيها خلاف على أفضلية المرور بين فرنجية وعون. خاصة، بعدما أعلن الأول عن وجود مرشَّحَين للرئاسة”. لافتًا إلى أن “القصة عالقة عند عون فالمشكلة بين الحريري وجعجع أخف وطأة. فرفض القوات لن يكون أكثر كيدية من رفض عون”. وأشار سعادة إلى أن “حزب الله وسوريا يعتبران وصول رئيس من 8 أذار فرصة لا تتعوض، ولكن الفترة الحالية ليست مناسبة “.

كما رأى إلى أن “فرنجية نجح أمس، باختباره التلفزيوني وهو كان ناجحا بالمقاييس السياسسية وبتدوير الزوايا بطريقة لم يظهر فيها أنه يمارس الرّياء السياسي”.

واعتبر أن “فرنجية هو المرشح الأوفر حظًا للرئاسة ولديه زخم وذلك أن المرشحين الآخرين أتعس منه ولديهم مشاكل، في حين فرنجية لا فيتو عليه، وكل العواصم مع ترشيحه وهذا الفرق بينه وبين الآخرين”. واعتقد أن “الأمور ممكن ان تمتد أكثر وليس من الضروري أن تنتهي بسرعة وذلك بحسب التسويات الإقليمية لأن لا أحد يشعر أن الإستحقاق الرئاسي أمر ملحّ”.

في المقلب الأخر، رأى الصحافي نبيل هيثم لموقعنا انه”حتى الآن لا توجد تسوية لسبب بسيط وهو أن الحريري لم يعلنها بشكل رسمي علمًا أن البلد تأثّر فيها”. مضيفًا ” هناك ملامح ايجابية أن الاستحقاق ذاهب إلى الإتمام بالمنحى القريب ولكن لا أعتقد أن هذا البلد سوف تتم فيه التسوية بالمدى المنطور”.

وعن ما صرّح به فرنجية أمس لفت هيثم إنه “قال ما يجب أن يقوله، حدّد الجهات التي يمكن أن يتحالف معها، وقام بنوع من الطلاق مع عون “.
وأضاف هيثم أن “لبنان ليس مهيئا بعد للإستحقاق الرئاسي وذلك بسب الصراعات المحلية والإقلمية، وهذا واضح خاصة بعدنبيل هيثم البيان الذي أصدره حزب الله ضد السعودية أمس ردا على اجراءاتها بحق قياديي الحزب”. وتساءل “هل حزب الله يريد الحريري رئيسا للحكومة؟ ” والجواب طبعا ” لا يريدون رئيسا طالما الأسباب التي أزاحته في السابق لا تزال إلى الآن، فالحزب يرفض إعطاء السعودية جائزة ترضية. وسبب رفض حزب الله أنّه لا يريد عودة السعودية إلى لبنان من خلال الحريري”.

وخلص هيثم إلى أن “التسوية تتطلب معجزة للتتحقق بالمدى القريب. وحتى الآن، مفتاح الرئاسة بيد عون وحلفائه، ولن يُفتح المجلس لجلسة فيها اشتباكات”.

اقرأ أيضاً: لماذا يخشى عون وصول سليمان فرنجيّة الى بعبدا ؟

 

السابق
ترك مرافق حسن يعقوب الثالث والرابع لا يزال قيد الاستجواب في فرع المعلومات
التالي
غارديان: السعودية مهتمة بانقاذ صورتها الدولية