سياسة الموت الأمريكية بحثا عن الثروات…

اقتصاد أميركي
لماذا كلّ هذا الكلام عن الشّرق الأوسط الجديد والسؤال عن حدوده وجغرافيته؟ لماذا هذا الكمّ من التّحليلات وهذه الكثرة من الإستخدام للكيفيّة الإستفهاميّة في دراسة هذا الشّرق ومعرفة ماهيّته والدّور الذي ستضطلع به دُوله؟

في الوقت الذي نحن بحاجة أكثر إلى معرفة من هي بلاد الشّمال التي تسيطر وتؤثّر وتحرّك وتدير العالم سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً وتكنولوجياً. تلك المسمّاة إصطلاحاً القوة الثالثة، لأنّه ببساطة وبالقياس إلى وحدانية قوتها لن يكون هنالك -أقلها على المدى القريب- شيء إسمه حرب ثالثة ولا حتى رابعة أو خامسة.

اقرأ أيضاً: رشا أبو زكي: وصار الاقتصاد محور حياتنا

هي حرب “الداو جونز” أو كما يحلو لكثيرين تسميتها ب”الداو 30″ أي الثّلاثون شركة أمريكية الكبرى، شركات صناعة الموت المتواصل وإدارة التّحولات الديموغرافية والتحكم بالحدود الجغرافيّة والأعداد السّكانية التي عبثاً تنمو بشكلٍ سرطاني يخشى منها مستقبلاً في الصّراع الحضاري. ستة بلايين نسمة تقريباً يتحكّم بهم وبمصيرهم 15% منهم، ممّن يستمتعون بأسلوب حياةٍ مرفهةٍ، ويعتبرون أنّ العالم مسطّح ومكشوف أمامهم من دون أبواب، تفرض عليهم قوانينها وتدعوهم تحت غطاء اللّيبرالية إلى إتّباع سياسة تحريرالتّجارة من القيود، والإنفتاح على الإستثمارات الأجنبيّة، وعرض القطاعات العامّة العائدة لدّولهم برمّتها للخصخصة، وكلّ ذلك يتمّ عبر تسهيلات يقدّمها كلّ من البنك الدّولي أو صندوق النّقد الدّولي وتباعاً المنظّمة العامّة للتّعريفات الجمركيّة والتّجارة التي باتت تعرف اليوم بمنظّمة التّجارة العالميّة.

اقتصاد ايران

الدّخول في هذا العالم كما أشعة الشمس بالنسبة للأرض سهل جداً، لكنّ الخروج أو التفلّت منه صعب بل ومستحيل وهو هنا تماماً كما الإحتباس الحراري يصعب خروجه من الغلاف المحيط ذلك أنه لحكمة مصمم للدخول دون الخروج. ولكن كحقيقة واقعة تحتاج إلى من يضّحدها أو يبررها فإن دول الوسط البكماء وآخرها الشّرق الأوسط أخفقت وعبر السّياق الزّمني الطّويل في أن تكون كما أرادوها الشماليون، ممر أحاديّ الإتجاه لأنها شكّلت دوماً تقاطع مربكاً ومتداخلاً ونقطة إنطلاق لكثير من الثّقافات والسّياسات والإيديولوجيات المسافرة في كلّ الإتّجاهات.

اقرأ أيضاً: أميركا والعالم: عزلة وانحسار أم إعادة تموضع؟

إنها بإختصار حرب الإنتقال التاريخي للمال من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، إنه الصراع الأحمر للسيطرة على خارطة النفوذ الإقتصادي العالمي ومحور دراستها لفظة غير رنانة، مملة أطلق عليها الأكاديميون الباحثون إسم ديموغرافيا.

 

السابق
موسكو تكذّب وكالة «فارس»: سليماني لم يزرنا
التالي
حذارِ أن تستخدم هذه الكلمات في العمل‏