«التحالف الاسلامي» يقسم اللبنانيين…والحكومة مستهدفة‏

أدّى اعلان المملكة العربية السعودية قيام "تحالف اسلامي لمواجهة الارهاب" يضم 34 دولة بينها لبنان، إلى أزمة داخلية إضافية كرّست الانشطار الحكومي والانقسام السياسي، وذلك بعد موقف رئيس الحكومة تمام سلام الذي رحّب بالتحالف وهو ما رفضه عدد من القوى السياسية المحسوبة على تحالف 8 اذار المشاركة في السلطة، والتي قالت أنها كانت آخر من يعلم بهذا الأمر.

ولَّد الإعلان السعودي المباغت عن الحلف الاسلامي وما اعلن عن انضمام لبنان اليه، مادة سجالية واسعة في الداخل اللبناني.  وعلى الرغم، من أن الموقف اللبناني المعلن من قبل رئيس الحكومة تمام سلام لم يتعدَ إطار الموقف المبدئي بانتظار طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء حينما يصبح له تبعات تنفيذية، فقد تصاعدت وتيرة حملة ترهيب رفضًا لإنضمام لبنان إلى التحالف. علمًا،  أنه وبحسب سلام لا يوجد في إطار التحالف الاسلامي ما يلزم لبنان بأي مشاركة عسكرية.
وقد أصدر المكتب الإعلامي لسلام  بيانا توضيحيا لإنهاء هذا الجدال،  لفت فيه إلى أنه “بعد تلقيه اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في هذا الشأنّ أبدى ترحيباً بهذه المبادرة انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته وأجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الإرهابية التي ما زالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين”.
وفي سياق المواقف المؤيدة تميّز ترحيب  الرئيس سعد الحريري بالخطوة السعودية ومعتبراً في تصريح له  أنها “خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئاً خطيراً على صورة الإسلام الحضارية والإنسانية وتهدّد الوجود الإسلامي وتعايشه مع المجتمعات العالمية”.

اقرأ أيضًا: التحالف الاسلامي بقيادة السعودية…يقسم اللبنانيين
وفي المقلب الآخر، إعتبر العميد الركن المتقاعد أمين حطيط في إتصال مع “جنوبية” أوّلاً أنه “من حيث طبيعة المشاركة فلبنان غير ملزم، وسلام يمكن أن يلزم نفسه كمواطن لبناني وهذا شأنه. لكنّ، لا يستطيع أن يلزم لبنان لانه ليس في هذا الحلف بأي صيغة”. مضيفًا “صحيح، أن لبنان أقحم بالتحالف لكنّه، غير ملزم ولا أحد يستطيع إلزامه”. مشيراً الى ان كلام سلام غير دستوري وهو مارس حق رئيس الجمهورية وهذا أمر غير صحيح ولا يجوز”.
وفيما يخصّ هدف التحالف وهو محاربة الإرهاب قال حطيط  “إلى الآن لم يتم التوصل إلى تعريف موحّد للإرهاب فحزب الله بالنسبة للسعودية إرهابي، متسائلاً “هل يلتزم لبنان بمحاربة حزب الله؟”
كما رأى أن “هذا التحالف هدفه بالعمق  ليس محاربة الإرهاب فوظيفته أميريكية سعودية. فالدور السعودي يتمثل بالتعمّد إعلان هذا التحالف الإسلامي بعد وقف إطلاق النار في اليمن للإيحاء أنها كسبت بحربها هذه، وهذا نفاق سياسي استراتيجي عملت السعودية على إغراء بعض الدول الفقيرة بالمساعدات تحت مسمّى حماية الإسلام من الإرهاب. إضافة، إلى الصراع الداخلي في السعودية بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان”.
أما عن الدور الأميريكي فيقول العميد حطيط  انه ” خلق مواجهة سنية شيعية للقول أن الحرب في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة”.

كذلك أكّد أن هذا التحالف فيه إعاقة وعجز قائلاً إن “السعودية لم تنجح في اليمن ضمن فريق واحد وعلى الرغم من أنها متاخمة لحدودها  فكيف الآن”.
وخلص حطيط مكرّلاا أن “لا قيمة لهذا التحالف وهو يهدف لإخفاء هزيمة السعودية في اليمن وخدمة للمشروع الصهيوأمريكي”.

اقرأ أيضًا: أين دور علماء الاسلام في مواجهة داعش والقاعدة؟
بالمقابل، رحّب عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت بخطوة السعودية وفي حديث خاصّ لموقع “جنوبية” قال “المفترض أن يرحب الجميع بهذه الخطوة المهمة في سبيل محاربة الإرهاب وهو أمر مطلوب لبنانيا وإقليميا ودوليًا “.مستغربًا  المواقف اللبنانية المعارضة . كما لفت فتفت إلى أن “المشاركة الفعلية للبنان تتطلّب أصول قانونية ودستورية وأن كلام الرئيس سلام  مبدئي ومن الطبيعي أن يرحّب بهذه الخطوة”.
ورأى أن “كل الأصوات المعارضة هي حكم على النوايا وتخمين”. وختم فتفت بالقول “يجب إعطاء هذه المبادرة فرصتها وننتظر ما سيترتب عنه قبل الحكم عليه”.

اقرأ أيضًا: الحلف الإسلامي… السنّي
بدوره، أكّد  مسشتار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا على أهمية هذه الخطوة بإعتبار أن الإرهاب يتطلب مواجهة سنية بالدرجة الأولى وإسلامية بالدرجة الثانية. وقال لموقع “جنوبية” أن “لبنان مشارك في هذا التحالف بإعتبار انه مؤيّد لأي عمل للقضاء على الإرهاب. ولكنّ البعض يأخذ التحالف بغير منحى من أجل المزايدات”.
ورأى قاطيشا  أن ” ما فعله الرئيس سلام ليس موقف لبنان ككل، بل هو موقف دولي ضد الإرهاب. ولكن أي خطوة جديّة تتوجب تدابير قانونية ودستورية وهو يتطلب أيضًا إجتماع حكومي للتصويت عليه”.
واستبعد أن “يلزم لبنان بالمشاركة ميدانيًا ذلك أن لبنان يخوض معارك ضدّ الإرهاب على حدوده إضافة، إلى أنه لا يمتلك القدرات”.
كما إعتبر أن “هذه الاعتراضات سابقة لأوانها”. مؤكداَ على ضرورة إعطاء فرصة لهذا التحالف لمعرفة نتائجة على الأقل”.
وعما إذا كان هذا التحالف يدخل ،حسب ما يقال،ضمن صراع النفوذ مقابل “الحلف الرباعي” الذي تقوده روسيا وايران، وهو صراع ظاهره الحرب ضد داعش وباطنه منافسة للهيمنة على المنطقة، أكّد قاطيشا أن ” الموضوع يؤخذ لمنحى بعيد”. وختم بالقول أن “كل هذا الكلام استباقات وتخيلات وأن الموقف العام الذي أخذه لبنان هو موقف الأسرة الدَولية لمحاربة الإرهاب”.

السابق
شهيب: النفايات سترفع والسعر الذي يحكى عنه بحاجة للتدقيق
التالي
معركة كسر عظم قادمة بالانتخابات التشريعية في إيران..