اعتقال هنيبعل هل يقفل قضية الامام الصدر؟

هنيبعل ناشد المحقق عدم تسليمه للسلطات الليبية الحالية، حتى لا يلقى "حسب قوله" مصير شقيقه الساعدي الذي سلّمته النيجر لسلطات بلاده والذي يتعرّض حالياً للتعذيب والاغتصاب في السجون الليبية. أما السؤال الذي يطرح نفسه لبنانياً الآن هو، هل حان الوقت لإقفال ملف قضية الإمام الصدر نهائياً؟

أسئلة كثيرة تفرض نفسها فيما يتعلق بقضية هنيبعل القذافي والإمام موسى الصدر، فهنيبعل أصبح حديث الإعلام منذ تمّ خطفه وإذاعة فيديو له يشيد بها بالمؤتمنين على قضية الإمام المغيب ويطالب بالتالي كل من لديه من معلومات عن هذا الملف أن يصرّح بها.

اختطاف هنيبعل لم يلبث كثيراً بعد بث الخبر، حتى سلمته الجهة الخاطفة للأمن العام، إلاّ أنّ غرابة هذه العملية لا تكمن لا بخطف هنيبعل ولا بالجهة المسؤولة عن ذلك، ولا حتى بدقة التنسيق بين الأمن العام والخاطفين والتي لم تسفر عن اتهام ولا عن محاسبة، وإنما تجلّت عن إقفال قضية اختطافه ومن يتلطى وراءها، والتوّجه نحو قضية أخرى والتي هي إصدار مذكرة توقيف بحقه، لكونه يملك معلومات حول قضية الإمام الصدر!

إقرأ أيضاً: هنيبعل القذافي…«أوّل خيط» في قضية الامام موسى الصدر

الإمام موسى الصدر الذي اختفى ورفيقاه عام 1978 ، حينما كان بزيارة لليبيا إثر دعوة رسمية، ومع الإتهامات التي وجهها أنصاره لحاكم ليبيا آنذاك لقذافي، غير أنّ الأخير نفى أي علاقة له بذلك مؤكداً أنه ورفيقيه غادروا طرابلس الغرب إلى إيطاليا التي أكدت بدورها أنهم لم يطأوا حدودها. هذه القضية والتي يظهر اليوم هنيبعل متهماً أولاً بها، بل ويحمل معلومات خطيرة، هنيبعل الذي ولد عام 1975، أي كان بعمر الثالثة حينما بدأت القضية ها هو اليوم يمثل أمام القانون اللبناني بجرم إخفاء معلومات أساسية ومفصلية عن الإمام المغيب.

هنيبعل القذافي

بعد إصدار مذكرة التوقيف بحق هنيبعل، باتت التداعيات تبرز على الساحة ليظهر هنيبعل متهماً فعلياً ويدعى عليه بصفة شخصية من قبل وكيليّ الدفاع عن عائلة الصدر، وممّا صرّحت به مصادر صحفية مقربة من حزب الله والنظام السوري أنّ هنيبعل قد اعترف أنّ القذافي من خطف الإمام الصدر وأنه لم يغادر ليبيا كما أشيع، موضحاً في هذا السياق أنّ والده كلّف شقيقه سيف الإسلام إنهاء الملف.

وأضافت المصادر نفسها أنّ القذافي قد حمّل مسؤولية خطف الصدر لنائب والده عبد السلام جلّود، لافتاً إلى أنّ الإمام المغيب بعد توقيفه، نُقل إلى سجن خاص في طرابلس الغرب. وفيما يتعلق بمصيره ترك هنيبعل الاحتمالات مفتوحة بين إن كان قد تم تصفيته أو ما زال على قيد الحياة، هذا وأوردت هذه المصادر أنّ هنيبعل عرض المساعدة على الدولة اللبنانية لإدعائه أن بإمكانه التواصل بشخصيات ليبية لديها معلومات عن مصير الصدر.

إقرأ أيضاً:داني سكاف: «المعلومات» لم تفدنا بأي معلومة عن هنيبعل القذافي
إذاً هنيبعل، موقوف على ذمة التحقيق في جريمة خطف الإمام المغيب مع وجود ادعاء شخصي ضده من قبل الموكلين عن عائلة الصدر، ومع ما أشارت إليه وسائل الإعلام عن طلب الحكومة الليبية استرداده، غير أنّ مصادر قانونية لبنانية صرّحت أنه لا توجد اتفاقية استرداد موقوفين بين ليبيا والدولة اللبنانية، وأنّ للاسترداد اعتبارات دستورية وقانونية وسياسية. وهنيبعل نفسه ناشد المحقق عدم تسليمه للسلطات الليبية الحالية، حتى لا يلقى “حسب قوله” مصير شقيقه الساعدي الذي سلّمته النيجر لسلطات بلاده والذي يتعرّض حالياً للتعذيب والاغتصاب في السجون الليبية. أما السؤال الذي يطرح نفسه لبنانياً الآن هو، هل حان الوقت لإقفال ملف قضية الإمام الصدر نهائياً؟ كل التداعيات والتطورات في هذا الملف تشير إلى أنّ التوجه العام هو نحو الإنتهاء من هذه القضية ورفع الغطاء عن خفاياها أو ربما “فبركة” نهاية منطقية، يقتنع بها المنتظرون لعودة الإمام المغيب أو لمعرفة مصيره.

ولأن لكل رواية أو سيناريو “كبش فداء”، يظهر هنيبعل القذافي هو الكبش في هذا الملف ليتحمل مسؤولية جرم والده وحليفيه النظامين البعثي والإيراني ، واللذان لا بد وأنهما كانا على معرفة يتفاصيل عميلة اختطاف الإمام موسى الصدر.

إقرأ أيضاً:تحرير نجل القذافي ويعقوب ينفي اتهامه بالخطف
إذا ، حركة أمل اليوم أمام مرحلة جديدة ، تستريح بها من عبء هذا الملف الثقيل الذي حمله الرئيس بري لسنوات عديدة ، وإن نهاية هذا الملف في هذه الفترة مهما كانت النتائج ، تحسب نقطة لجمهور أمل الذين التزموا القضية حتى وصلت إلى خواتيمها والتي رسمت لبنانياً وإقليمياً .

السابق
فتفت دعا لإنجاز الإستحقاق الرئاسي: نسي البعض أن لبنان عضو في المؤتمر الإسلامي
التالي
هكذا فجّر الطرابلسي عرس حبيبته!…‏