أخيراً تحالف إسلامي لضرب الارهاب

يشكل اعلان ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن قيام تحالف عسكري إسلامي لضرب الارهاب، يضم 34 دولة، منعطفاً مهماً في الحرب على “داعش” والمنظمات الإرهابية، على رغم ان السعودية تنخرط في التحالف الدولي الذي أعلن في الرياض قبل عام تقريباً، وعلى رغم انها تشن منذ زمن قبل ظهور “داعش” وحتى قبل “القاعدة”، حرباً لا هوادة فيها على الارهابيين الذين استهدفوها بجرائمهم، قبل ان يوسعوا مسرح عملياتهم الوحشية الى دول المنطقة والعالم.
بعد الجرائم الاخيرة في باريس وكاليفورنيا ومترو لندن إنفجرت حال عصابية ضد العرب والمسلمين في الدول الغربية قاربت العنصرية في ردات فعلها الى درجة انه تم توقيف رجلين في احد المطارات الاميركية والتحقيق معهما، لمجرد انهما كانا يتحدثان باللغة العربية، وبدا واضحاً ان الأمور تندفع نحو صدام حضارات وهو ما يراهن عليه “داعش” الذي يختطف الاسلام ويمضي في تشويه صورته أمام الرأي العام العالمي، الى درجة ان كل مسلم أو عربي بات يمثل في نظر الكثيرين في الغرب ارهابياً وقاتلاً عشوائياً.

اقرأ أيضًا: بعد التدخّل الروسي… الحرب في سوريا أصبحت أكثر وحشيّة
البيان المشترك الذي اعلن قيام التحالف الاسلامي جاء ممتازاً اولاً في إستناده الى تعاليم الشريعة الاسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرم الارهاب بكل صوره واشكاله، وتعتبره جريمة وحشية وإنتهاكاً خطيراً لكرامة الانسان، وثانياً في إعلانه الحرب الشاملة عسكرياً وفكرياً وإعلامياً على الارهاب الذي لا يتوقف عند “داعش” بل يشمل كل التنظيمات الإرهابية على ما اعلن الامير محمد.
الرياض ستقود حرب التحالف الاسلامي على الارهاب ولهذا معنى عميق ومهم لأن السعودية هي مرجعية الدين الاسلامي، ولأنها كانت دائماً السباقة في مكافحتها الإرهابيين الذي إستهدفوها بجرائمهم قبل ان يستهدفوا الدول الاخرى، ولطالما حرضت على مكافحة الارهاب وسبق لها ان دعت الى انشاء المركز الدولي لمكافحة الارهاب وتبرعت له بمبلغ مئة مليون دولار لهذا.
ليس هناك أفضل من الدول العربية وتحديداً الدول السنّية، يضرب “داعش” ويقضي على الإرهاب، فعندما تكرر السعودية ان الإرهابيين اختطفوا الاسلام وشوّهوا صورته في العالم، وعندما يتمادى الإرهابيون في جرائمهم المقززة وهم يرفعون زوراً لافتة “الدولة الاسلامية”، وعندما تُعرض أفلام الذبح الوحشي على الرأي العالم العالمي، العاجز عن التفريق بين الاسلام السمح والحنيف الذي يدين القتل والقتلة الذين يذبحون من المسلمين أكثر من غيرهم، من الطبيعي ان يصبح القضاء على هؤلاء مسؤولية اسلامية بالدرجة الاولى!
شبكة ” CNN” سبق لها ان إعتبرت ان تشكيل قوة اسلامية لمحاربة “داعش” خطوة استراتيجية مهمة جداً للمنطقة وستمثّل إنجازاً يضع الأمور في نصابها الصحيح، لأن الاعتماد على أميركا والغرب يعطي “داعش” حجة للقول إنها حرب صليبية – شيعية مشتركة على الاسلام.

(النهار)

السابق
مليار دولار في السنة تكلفة التدخل العسكري الروسي بسوريا
التالي
الاهتراء اللبناني.. والاهتراء الإيراني والروسي