رسالة من سعد الحريري الى سليمان فرنجية

صديقي سليمان بيك... أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت بأتّم الصحة، راجياً من الله تعالى أن تمر عليك وعلى زوجتك العزيزة ريما وعائلتك وكل اللبنانيين الأعياد المجيدة بالخير واليمن ودوام السعادة .

عزيزي سليمان، وبعد مرور أيام على لقائنا الجميل هنا في فرنسا، والأجواء الرائعة التي تخللته والذي عبر فيه كلانا عن عميق مشاعرنا اللبنانية الأصيلة، ولا أخفي عليك أنني اكتشفت فيك ما كنت أجهله عنك وتلمّست فيك عن قرب ما كنت أسمعه منك عن بعد، من عميق توجسك على مستقبل وطننا العزيز لبنان، وخوفك المتجذر على مؤسساته الدستورية وحرصك النابع من أصالة تاريخية وإيمان عميق لديك بالمحافظة على تمايز بلدنا الرسالة.

إقرأ أيضاً:بعد تجميد التسوية…الحريري يتمسّك بفرنجيّة ويتصل بجعجع
ولن أخفي عليك عظيم تفاجئي وأنا أستمع اليك في تلك الجلسة، عن أحساسي بتحطّم كل الجدران التي كانت تقف بيننا حتى أنني حسبتك وأنت تحدثني عن جمال بنشعي وعن تاريخ زغرتا بأنني أجالس واحدة من أرزات لبنان الراسخة والشامخة على قمة من جباله .

سليمان فرنجية
عزيزي سليمان بك
أنا أتفهم حجم الخيبة التي أنت عليها الآن، والتي كنت قد حذرتك منها مراراً وتكراراً ها هنا، ولا أكاد أنسى ابتسامتك العريضة عندما سألتك بوضوح عن تقديرك لموقف حلفائك من طرح اسمك كمرشح تسوية لرئاسة الجمهورية؟ تلك البسمة التي اختصرت بها يقينك المبرر، وحسمك الأكيد بأن حليفك الأكبر السيد حسن نصرالله سيعتبر أن وصولك للرئاسة سيكون بمثابة ” نصر إلهي ” جديد يضيفه إلى رصيده اللبناني .
وعندما حذرتك من التفريط بحجم هذا التفاؤل، وباعتقادي أن حزب الله يعتبر لبنان ما هو إلا ورقة من الأوراق التي تعمل إيران على الإمساك بها وتقديمها في لعبة التسوية الإقليمية، وأنّ ترتيب الوضع اللبناني لن يُفصل عن بقية الأزمات في المنطقة من اليمن مروراً بالعراق وسوريا، وبأنّهم لن يسيروا بأيّ تسوية لبنانية بمعزل عن تسوية لكامل المنطقة، كيف أجبتني وبلا تردد : “وهل نسيت يا شيخ سعد أنك تتحدث إلى حليف حقيقي وعتيق لهذا المحور، وحزب الله سيعتبر أنّ وصولي إلى بعبدا لا يعني التخلي عن الورقة اللبنانية إن لم أقل أكثر .”

إقرأ أيضاً:كواليس «فكرة» هزّت لبنان: قصة ترشيح فرنجية كاملة.. من بنشعي إلى باريس
عزيزي سليمان بك
لن أطيل عليك، وكل ما أرجوه بعد هذه التجربة المشتركة والتي أؤكد لك أنني لا زلت متسمكاً بها بجدية كبيرة وأنني كما عملت على تذليل العقبات من أمامها اقليمياً ودولياً، فإنني مستمر حتى النهاية مع حلفائي في الداخل اللبناني الى ان تصل أنت لليقين الذي حذرتك منه، بأنّ لحلفائك حسابات غير لبنانية وأن وفاءهم الحقيقي الذي يتغنون به صباحاً مساءً إنّما هو الوفاء المطلق لمصالح ونفوذ لا تمت إلى وطننا العزيز بأي صلة.
وما تمسكهم غير المفهوم بحليفك ميشال عون انما هو بوصفه يخدم ما يخططون له وما يسعون إليه، وعندما تحين اللحظة فلن يكون مصيره هو الآخر بأفضل مما أنت عليه الآن .
ختاماً، حماك الله وحمى وطننا لبنان وأعياد مجيدة لك وللعزيزة ريما .
سعد الحريري .

إقرأ أيضاً:فرنجية غاضب من عون… ومن حزب الله

السابق
لماذا أبكى الممثل باسم ياخور الممثلة شكران مرتجى؟
التالي
«خِرْيو… و قرِيع»