بعد تجميد التسوية…الحريري يتمسّك بفرنجيّة ويتصل بجعجع

سعد الحريري
بات بحكم المسلَّم به أن انتخابات رئيس جديد للجمهورية لن تحصل هذه السنة. لكن رؤية المعنيين بالتسوية الرئاسية مختلفة، إن لم تكن متباعدة، وفق حسابات لا صلة لها "بالبيدر السياسي"، إنما، ربّما، يغلب عليها "المزاج الشخصي" القريب من "الغنائية الرومانطيقية"، مما يعني أن الوقائع لا تكون قائمة إلا بما يخدم الأهداف الشخصية والمزاجية لهذا الفريق السياسي أو ذاك.

بات مؤكداً أن الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الأربعاء لن تكون “ثابتة” ولن تشكل نهاية مسار الشغور، بل رقماً جديداً كمثيلاتها من حيث عدم توافر النصاب، في ظل تعثّر المساعي للتوافق على النائب سليمان فرنجيه رئيساً، ورفض الجهة المعطلة على الدوام هذه التسوية، أي “8 آذار” الذي ينتمي اليه، إذ يتركز الرفض لدى تحالف “حزب الله” – “التيار الوطني الحر”.

إقرأ أيضاً: كواليس «فكرة» هزّت لبنان: قصة ترشيح فرنجية كاملة.. من بنشعي إلى باريس

وأشارت “النهار” إلى أن الحريري اتصل هاتفياً أمس فرنجية وتبادلا الآراء في مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية. وخلص الاتصال الى تأكيد متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية.

ورأت “المستقبل” ان الاتصال الهاتفي بدّد الشكوك التي أحاطت بالمبادرة الرئاسية المطروحة، والتي ذهب بعضها إلى حدّ الحديث عن طيّ صفحتها، فخلص الاتصال الذي جرى خلاله “تبادل الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية”، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الى التأكيد على “متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية”.

سعد الحريري سليمان فرنجية

وكان لافتا لانتباه “السفير” في البيان، الذي صدر عن الحريري ويُفترض ان يكون فرنجية قد اطلع عليه قبل نشره، تأكيد “المضي في المسار المشترك”، ما يعني أن رئيس “المستقبل” لا يزال متمسكاً بدعم ترشيح فرنجية، على الرغم من الاعتراضات التي تواجه هذا الترشيح. وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع “السفير” ان الاهم في اتصال الحريري بفرنجية أنه ينطوي على رسالة بأن المبادرة مستمرة ولو أنها تباطأت، وان رئيس “المستقبل” لا يناور بطرحها.

إقرأ أيضاً: حقيقة الموقف الايراني من ترشيح فرنجية

تواصلت المشاورات الرئاسية أول من أمس في اتصال أجراه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بالرئيس سعد الحريري، دام ساعة كاملة. وأبلغت مصادر القوات “النهار” أن جعجع بادر إلى الاتصال وناقشا الاستحقاق الرئاسي وكل الخيارات المتعلقة به وسلبيات كل خيار وإيجابياته بطريقة عملية، واتفقا على متابعة الاتصالات.

ولفتت “الجمهورية” إلى أن جعجع ردّ على الإتصال الذي تلقّاه من الحريري منتصف الأسبوع الماضي، باتصال مماثل ليل امس الاول استمر ساعة خُصّص للبحث في التطورات الجارية والأجواء التي جمّدت مختلف القرارات الخاصة باستمرار الحريري في ترشيح فرنجية وتفكير جعجع بترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على ما تردد في فترة التجاذبات بين الطرفين.

وعلمت “اللواء” أن الموقف القواتي لم يكن حادّاً، وأبقى الباب مفتوحاً أمام الأخذ والردّ، وتقليب الاحتمالات والاستفسارات والخيارات البديلة، في ظل وضوح أن لا خيار في الواجهة الآن سوى ترشيح فرنجية ضمن سلّة المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري لإنهاء الشغور الرئاسي، وإبعاد شبهة “الدولة الفاشلة” عن لبنان بتحريك العجلة الاقتصادية، وإنهاء أزمة النفايات، وإعادة الروح إلى مؤسسات الدولة الدستورية، وتغطية الإنجازات الأمنية التي كان آخرها، أمس الأول، باعتقال العقل التنفيذي لتفجيري برج البراجنة بلال البقار، وملاحقة سطام الشتيوي المتواري في جرود عرسال.

إقرأ أيضاً: همروجة ترشيح فرنجية…هل تخفي قطبة مخفيّة؟!

قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم الرياشي في أحاديث صحافية إن الاتصال كان “علمياً وواضحاً”، مضيفاً أن الاستقرار لا يؤمّنه “إلا تسوية بالسياسة لا تسوية بالنظام لأننا ارتضينا جميعاً باتفاق الطائف”. وأكد أنه وإن كان هناك “اختلاف بين “المستقبل” و”القوات” لكن لن يصبح خلافاً يوماً ولن نترك بعضنا البعض أبداً”.

السابق
هل تستمر العاصفة غداً؟
التالي
وقف اطلاق النار في اليمن سيبدأ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء