فيروز هي فيروز

"ما لا تعرفونه عن سفيرة لبنان إلى النجوم، فيروز عدوة الناس وعاشقة المال والويسكي ومتآمرة مع الأسد " ... مانشيت يجعلنا نستدعي روح الرئيس الراحل "الياس الهراوي" لتجدد الصفعة على خد من نسيَ أنّ الإعلام رسالة وحدث وليس "سكوب" وتعدّي على المقدسات ...

لم يجد حسن صبرا من وسيلة يرفع بها ورقه الأصفر من القاع إلى البلبلة، ويوقف من خلالها بالتالي الموت السريري للشراع إلا التعرّض للذات الفيروزية! صبرا الذي تناسى من هي ” فيروز”، وأنّها رمز كأيّ رمز ديني لأيّ من الطوائف، وأنّها من عالم الكبار الذي لا يقبل الخدش أو المساس أو التعرض له في حفلة إعلامية مبتذلة، وأنّها السفيرة بلا بطاقات والنجمة حتى حينما تنطفىء كل النجوم ! ما لا نعرفه “وما يدعي حسن صبرا أنه يعرفه”، معلومات لا طائل منها، شخصية بحتة لا تسيء لأي منّا ولا تنزل الفيروزة عن عرشها. ودون التدقيق في صحة ما اتهم به “سيدتنا”، فالنطاق الشخصي والحرية الشخصية خط أحمر لا يحق لأيّ كان أن يجاهر في تفاصيلها وأن يستعملها كمانشيت أقلّ ما يمكن توصيفه بأنّه من دكاكين الإعلام الرخيصة.

ما قاله “أخونا” عن فيروز وإن صحّ فهذه حريتها التي لا تضرّ لا باللبنانيين ولا بالوطن، غير أنّه وفي معبر آخر ينطبق على الكثيرين ممّن سمّوا أنفسهم حماة الوطن. فيروز عدوة الناس، وهل أكثر عداءً للناس من سياسيين يتاجرون بهم بالسوق السوداء ويبيعون حقوقهم! فيروز عاشقة المال، ألم يستحِ أن يصف قديسة لبنان بذاك، ونحن الغارقون بمليارات مليارات الدولارات من الديون التي صبّت في حسابات أجنبية تابعة لمرتزقة الطبقة السياسية؟

فيروز

فيروز عاشقة الويكسي … وكلّي يقين أنّ الكاتب المخضرم لم يخرج بهكذا مقال غير صحفي وغير مهني إلاّ و عقله قد ذهب بفعل الكحول وربما “الحشيش” الذي شرّعه جنبلاط تويترياً.. فيروز متآمرة مع الأسد؟؟ وماذا عن طرفي النزاع اللبناني 8 و 14، فالأول أسدي حتى الموت، والثاني ماضٍ بتسوية تأتي بشقيق الأسد الروحي رئيساً لبعبدا … وماذا عن بطرك سوريا في لبنان، البطريرك الراعي؟ وعن الولاء العلني لبشار الأسد وعن صلواته للنظام …
ما قاله عن فيروز لا يعيبها ولا يقلل من شأنها ولا همّ لنا إن كان حقيقة أم افتراء، ببساطة فيروز هي “فيروز” شاء من شاء وأبى من أبى، ومن باع قلمه في زواريب السياسة ومن لا جرأة له على رفع الستار عن الفساد أحق به أن يصمت هو وشراعه لأنه وبغض النظر عن كلّ ما سلف، من هو حسن صبرا؟ هو الذي لا أحد من الجيل الجديد “الإلكتروني” يعلم عنه وعن “الشراع” إلا ما قلّ ودلّ أو ما جاء صدفة، فما كان به إلاّ أن تعلق بكبيرتنا ليقول “شوفيني يا منيرة” .
ما قام به صبرا، أنهاه صحفياً ومهنياً، مانحاً إياه شهرة مؤقتة لم تجلب له غير الدعاوى و الإنتقاد، فليفرح الآن بنشوة بروباغندا رخيصة ما إن تخبت حتى تكتب نهايته معها، فالصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي التي لم يتمكن “حسن” من فرض قلمه و ورقه بها ها هي اليوم تواجهه مدافعة عن سفيرة النجوم وبعلبك لبنان “فيروز” .

إقرأ أيضًا: في عيدها ميلادها.. معلومات لا يعرفها الكثيرون عن الأيقونة فيروز…

مع الإشارة إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تتعرض به السيدة فيروز لإنتقاد من ناقص، ففي ميلادها الثمانين، اعتبرت الكاتبة والمنتجة الكويتية فجر السعيد (والتي لا يعرفها إلاّ أبناء بيئتها)، انّ فيروز ليست أسطورة وأنّه لا يمكن أن نخلق منها أسطورة معتمدة مقاربة غير منطقية بينها وبين أم كلثوم وملصقة بها عدد من الإتهامات البالية؟!
لتكون القصة بإختصار أنّ فيروز هي الطريقة التي يتمكن بها اللاهثون للشهرة أن يحدثوا ضوضاء حول اسمهم المخفي، إلا أنّ فيروز هي المنارة وفجر السعيد وحسن صبرا وكل من يتطاول عليها سيظلون في ظلامهم وفي عالم النكرات أسماء ساقطة عنها ال “التعريف” .

السابق
افتتاح الجلسة الثانية تحت عنوان «قراءة في تجربة الحراك المدني في لبنان»
التالي
الزعتري الحراك أصيل استكمالا لتحرك ٢٠١١.. عبد الصمد: لتنفيذ خطّة شهيب وتحويل أموال البلديات