هل كرّست زيارة فرنجية لعون الانقسام الماروني؟

لأنظار اتّجهت أمس إلى اللقاء الذي جمعَ العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، من منطلق أنّ هذا اللقاء يمكن أن يشكّل محطة ليس فقط لإنعاش التسوية الرئاسية، إنّما لإخراج الملف الرئاسي برُمَّته من عنق الزجاجة. ولكنْ كما كان مرتقَباً، لم يحدث أيّ تبدّل في مواقف الرَجلين، فلا عون سحبَ ترشيحه ليتبنّى ترشيح فرنجية، ولا فرنجية بدوره كرّر علناً لازمتَه الشهيرة بدعم ترشيح عون، ولا أعلنَ أيضاً عن نيّتِه تعليقَ ترشيحه

“الصمت” المطبق مستمرّ على التسوية الرئاسية سيّد الموقف في الرابية، وقد انسحب وانعكس أمس على زيارة رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية الذي اختار الصيام عن الكلام بعد لقاء النائب ميشال عون.

وفيما لزم فرنجيه الصمت بعد لقائه عون الذي استمر زهاء ساعة، حرصت الاوساط القريبة من الرابية على القول أن أجواء اللقاء كانت ايجابية وتخللها تأكيد الحلف بين القطبين وان الدعم قائم ودائم للعماد عون ما دام مرشحاً. آثر فرنجية الاقتضاب والتصريح بما قلّ ودلّ حول جلسة الرابية قائلاً لـ”المستقبل”: “الجلسة كانت صريحة وهادئة ولم يتخلّلها أي التزام من أي من الطرفين”.

اقرأ أيضًا: حقيقة الموقف الايراني من ترشيح فرنجية
خلوة الرابية: بيت 8 آذار بمرشحَين

وبدا لـ”النهار” أن الحصيلة الجدية البعيدة من مجاملات “الاحلاف السياسية” لخلوة الرابية امس لم تشكل عامل دفع حقيقياً نحو تسوية لمأزق التسوية التي رشّحت فرنجيه لرئاسة الجمهورية. ذلك ان لقاء الرابية الذي بالكاد شكل تذويباً لجليد العلاقة المتوترة بين الجانبين، شكل في المقابل واقعاً من شأنه ان يفاقم تعقيدات المأزق الناشئ عن ترشيح فرنجيه من جانب أحادي يتمثل في تكريس ازدواجية المرشحين داخل تحالف 8 آذار مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لفرص كليهما.

عون دعا فرنجية إلى عدم إحداث شرخ في الخط الاستراتيجي!

وصرح رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي شارك في اللقاء لـ”النهار” بأن “سليمان فرنجيه صديق وحليف ولن يستطيع أحد بكل محاولاته أن يخرّب العلاقة بيننا عبر كلام مغلوط، لا بل بالعكس الكلام بيننا فيه دائماً صدق والتزام، وما حصل هو ربح لفريقنا ويعزّز الخط الاستراتيجي، ولن ندع أي خسارة تطاله بل ربح صافٍ نزيد عليه تباعاً”.

غير أن مصادر سياسية أخرى مواكبة للقاء قالت لـ”النهار” إن فرنجيه فوجئ بأن سمع جواباً عن طلبه تأييد ترشيحه بقول عون له إنه يريد منه الإستمرار في تأييده، داعياً إياه الى عدم إحداث شرخ في الخط الاستراتيجي وكذلك عدم الوقوع في فخ المناورة التي دبّرت، خصوصاً أن حليفيه “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” غير مؤيّدين لترشيحه وعندئذ مع من سيحكم؟ وشرح عون لفرنجيه أنه لا ينوي الانسحاب من السباق الرئاسي وأن حظوظه باتت مكتملة. ورد فرنجيه بأن تأييد الفريق الآخر لترشيحه لم يكن مناورة وأن الامر جديّ، فرد عون بالقول بأنه، أي فرنجيه، بأنهلا يستطيع أن يحكم مع الحريري وحده.

اقرأ أيضًا: همروجة ترشيح فرنجية…هل تخفي قطبة مخفيّة؟!
 فرنجية صرف النظر عن اللقاء.. ثم كانت الاتصالات!

رأت “اللواء” أن الأهم في اللقاء الذي حصل بين عون وفرنجية ليس ما انتهى إليه، بل انعقاده، بعدما كانت احتمالات صرف النظر عنه من قبل بنشعي تقدمت في ساعات ما بعد الظهر، وأن الذين التقوا رئيس تيّار “المردة” لمسوا منه انه لم يعد يرى مبرراً لعقد اللقاء، بعد المعلومات التي وصلت إليه عما قاله رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” من “طعن بالظهر”، وانه لم يكن يتوقع ان يقدم فرنجية على أي خطوة من دون ان يضعه مسبقاً في جوها، باعتباره المرشح المدعوم من فريقه السياسي للرئاسة الأولى.

الا ان اتصالات جرت مع فرنجية انتهت باقناعه بعدم تفويت فرصة اللقاء، وعدم حشر عون في الزاوية، لأن انعقاد اللقاء مهما آل إليه من نتائج يبقى أفضل من عدم انعقاده، وحتى لا يتسبب الترشيح بأزمة داخل فريق 8 آذار، خصوصاً وأن اتصالات جرت داخل فريق 14 آذار أدّت إلى ما يمكن وصفه باحتواء موقف “القوات اللبنانية”.

جرعة أميركية للتسوية: حان وقت الانتخاب

توقفت الصحف عند موقف القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريشارد جونز، من بكركي، حول ضرورة إجراء الانتخابات الآن، الذي دفعَ المراقبين إلى محاولة استكشاف أبعاد الموقف الأميركي .

وقال جونز في بكركي إنّه تَوافَق مع البطريرك “على أنه حانَ وقت إجراء الانتخابات الرئاسية، وأنّ على الأحزاب المعنيّة أن تعمل معاً وتَختار رئيساً للبلاد”. ورأى أنّ “موعد إجراء الانتخابات هو الآن، لأنّ استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسبان أحداً، وخصوصاً في الوقت الذي تشهَد فيه المنطقة اضطرابات وتحدّيات كبيرة، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة وأن يُتاح للشعب أن ينال ما ينتظره من حكومته من أمن واستقرار”.

 

السابق
مسؤول إيراني: «خامنئي» يتولى هداية البشرية وعدم طاعته شرك بالله
التالي
الجيش يواصل دك مواقع المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك