هل انتهى الحراك المدني واين اصبحت شعاراته؟

الحراك المدني
بعدما تصدر مشهد الحراك المدني المشهد اللبناني العامّ واحتلّ الساحات واستطاع أن يستميل مشاعر وتأييد عدد كبير من اللبنانيين افتقد هذا الحراك منذ مدّة بريقه وحضوره على الساحة اللبنانية واقتصرت نشاطاته على بعض التحركات الخجولة اقتصرت على أهل الحراك وقلّة من المواطنين. وعكس نشاط الإستقلال الذي نظمته مجموعات الحراك انحسار شعبيته مقارنة بمظاهرة 22 و 29 آب..

التراجع في الزخم الحراك المدني طرح عدّة تساؤلات مشروعة لدى الناس هل انتهى الحراك؟ وأين أصبحت الشعارات التي رفعها الحراك منذ انطلاقته؟ وأين أصبح الحراك من مواجهة فساد الطبقة السياسية وملاحقة الملفات العالقة؟ وسيكون لمجلة “شؤون جنوبية” و”تجمع لبنان المدني حلقة نقاش تحت عنوان “قراءة في تجربة الحراك المدني في لبنان” للإجابة عن هذه الأسئلة.

اقرأ أيضاً: حسان الزين.. هل الانتقال من ضفة لأخرى يستوجب هذه الإثارة؟

هذا الحراك الذي شكل ظاهرة في المجتمع اللبناني بغض النظر عن الموقف تجاهه، لكنّ مما لاشك فيه أن هناك العديد من الممارسات تضافرت وشكلت عامل منفر من الحراك.

إذ بدا واضحًا تراجع مستوى أدائه وانحرافه عن مسار الأهداف الرئيسية التي رافقت ولادته كما وصفه البعض إضافة إلى الإنتقادات الواسعة التي طالته من حيث النشاطات التي تحوّلت من مسيرات واعتصامات إلى حراك يقتصر على رمي النفايات أمام الوزارات ومؤسسات الدولة.

الحراك المدني

ولاحقا تحول بعض الحراك المدني السلمي الى حراك أدى إلى التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في وسط بيروت، وكان آخرها حرق لأحد النووايس في حديقة المتحف من قبل بعض ناشطي حملة بدنا نحاسب، وبالرغم من من تحمل المسؤولية من قبل الحملة والإعتراف بالخطأ وأنّه لم يكن مقصودا.  وإن كان مقصود أو غير مقصود، فهذه التصرفات الخارجة عن القانون وغيرها ساهمت إلى حدٍ كبير بإنحسار شعبية الحراك وانتقاده، اضافة لما جرى مؤخراً بعد لجوء حملة “طلعت ريحتكم” إلى إعداد مشهد تمثيلي لمرأة تضع مولودها “كيس نفايات” في الشارع! هذه التمثيلية لاقت موجة غضب واسعة وانتقادات لاذعة، إذ إعتبرها البعض مجرد محاولة لإعادة الأنظار نحو حملة طلعت ريحتكم واخواتها بعدما بدأ الشعب يملها.

حسان الزين
حسان الزين

وفي هذا السياق، رأى الصحافي حسان الزين وهو أحد أبرز الناشطين والمنظمين في الحراك الشبابي الذي أعلن تعليق عمله وإنسحابه من اطار التنسيق والتنظيم في الحراك مؤخراً أن ” المشكلة الأساسية بتراجع الحراك قلّة الديمقراطية والحوار بين أغلبية مكوناته التي لم تستطع إستعاب ضرورة التنسيق والحوار “.

وفي حديثه لموقع “جنوبية” قال إن ” الحراك هو ردّة فعل شعبية وهو يتألّف من مكونات متنوعة من حيث الإنتماءات والأيديولوجيا والشخصيات، لذا من الصعب توحيده، لكنّ غياب لغة الحوار وعدم القدرة على توحيد الخطاب وإعداد خريطة عمل مشتركة وسياسة ممنهجة للحراك إضافة إلى ظروف سياسية، كعدم تفاعل الدولة والمسؤولين مع الحراك ومفاوضته كلها عوامل ساهمت بتراجع زخمه”.

كما أشار الزين إلى أن ” هذا التراجع دفع البعض منهم إلى اللجوء نحو وسائل وأساليب لإعادة لفت الأنظار فالبعض عمل على استدراج القوى الأمنية للهجوم على المتظاهرين”. قائلاً أنه ” الوضع لاحقا اختلف عن أوّل مراحل الحراك وأنا كنت من الأشخاص الذين حاولوا مراراً إلى عدم الذهاب نحو العنف “.

كما رأى أن “هذا لا ينفي أن الدولة أخذت قراراً مسبقًا بقمع الحراك والقضاء عليه خاصة حينما تبين أنه لا علاقة له بأيّة دولة أو أيّة جهة، فكان القرار بالقضاء عليه من خلال القمع والضغط والإعتقالات فإنسحب البعض وزادت مروحة التشتت”.

واعتبر أن الحراك “نجح بأن يثبت أنه خارج الإصطفافات السياسية، صحيح أنه في أوقات معينة ظهر على أنه يلتقي مع قوى أذار 8 وبأوقت أخرى مع 14 أذار إلّا أن هذه المواقف كانت ظرفية وبقضايا معينة”. معتبراً أن ” الحراك كان جنينا افتراضيا لقوى ثالثة خارج 8 و 14 واللبناني بحاجة لقوى سياسية يثق بها، والحراك لن ينتعش إلّا إذا استطاع تخطّي هذه الثغارات من خلال الطرح العقلاني والسياسات المنطقية”.

علي طي
علي طي

وفي سؤالنا حول هل ان الحراك انتهى؟ أجاب الزين أن ” تسوية الرئاسة فتحت صفحة جديدة في البلد وهي مفعّل أساسي للحراك في حال تمّ انتخاب رئيس أم لا، لأنها تطرح ملف الانتخابات النيابية  إضافة لملف النفايات ورئاسة الجمهورية، والسؤال عن انتهاء الحراك يطرح بعد اتضاح مسار تسوية الرئاسة إذ حينها يتبين هل الحراك ماضٍ أو لا”.

فيما رأى الناشط “علي طي” أحد مؤسسي حملة “حلّوا عنّا” أن “زخم الحوار تراجع ولكن مسيرة الحراك لم تنتهِ لأنه ما لازال حاجة”. وفي حديثه لموقع “جنوبية” أعلن ” وجود خطط لإعادة إنعاش الحراك خاصة بعد هذه التسوية التي أثبتت للمواطن خداع الطبقة السياسية وأن كل هذه الإنقسامات والشعارات كاذبة وأن الإصطفافات مقنعة”.

وأشار طي إلى أن ” وجود اتصالات بين مجموعات الحراك المدني وفي 16 كانون الثاني سواء تمّ انتخاب فرنجية أم لا هناك موقف وممكن أن يكون هناك تحرّك على الأرض”.

وعن تراجع الزخم ومحاولات احتوائه قال إن ” حملة “حلوا عنا” في صدد القيام بدراسة لمعرف أسباب التراجع وكذلك لمعرفة مطالب الناس والإنتقادات كما حاجاتهم”. مؤكدا أن “هناك نوايا لإعادة الزخم وصحيح أن البعض تراجع ولكن نحن مستمرين”.

ولم ينفِ طي التراجع في ملاحقة ملف النفايات قائلاً ” أن الدولة أخفقت في المعالجة كما أن تراجع بعض المشاركين في الحراك يعود إلى عدم وجود التمويل، كما أن الحراك بحاجة الى تفرّغ وفي المرحلة القادمة سيتم التطرّق إلى هذه المشكلة لإيجاد طرق في التأثير غير الشارع”.

اقرأ أيضاً: لماذا تركت الحراك وحيدًا؟

السابق
الجيش يواصل دك مواقع المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك
التالي
الطقس غدا غائم جزئيا من دون تعديل في الحرارة