هكذا جمّد حزب الله التسوية كي نشهد آخر معارك الجنرال….

بعد الديناميكية التي اتمست فيها خطى التسوية الرئاسية" منذ تسريبها إلى العلن، يبدو أن التريث أصبح سيد الموقف وانتقل الجميع من مرحلة شد الأحزمة إلى مرحلة فرملة الخطوات المتسارعة على وقع مروحة من الاتصالات المحمومة الجارية في الكواليس لإزالة التعقيدات المتعلّقة بحسابات القوى السياسية، في طليعتها "حزب الله" من جهة، والثلاثي الحزبي المسيحي من جهة أخرى.

تفرّد حزب الله بموقف متحفّظ، والتزم الصمت حيال التسوية الرئاسية إذ لم يتعامل مع مبادرة ترشيح رئيس المردة بجدّية قبل تحوّلها إلى إعلان رسمي. كذلك لم يتبنّ الحزب هذه المبادرة ليحاول إقناع عون بها قبل الإعلان الرسمي والصريح وهذا ما ساهم بدوره إلى فرض المزيد من المراوحة والتعقيدات على مسار التسوية. كما أن كل المعطيات تشير إلى اصرار “حزب الله” على موقفه بترشيح حليفه الأوحد للرئاسة العماد ميشال عون وبالتالي المحافظة على الحلف الإستراتيجي مع التيار. ولعلّ ما يفسر رفض حزب الله الضمني أن عون هو الذي يشكّل قيمة إضافية للحزب فيما فرنجية غير قادر على أن يشكّل الحماية والتغطية المسيحية المطلوبة له. وفي الوقت نفسه يحرص حزب الله على الحفاظ على فريقه السياسي، وذلك من خلال رمي الكرة بملعب فرنجية وعون عبر فتح خطوط التواصل بينهما.

وفي وقت، تشير المعطيات الإقليمية بين ايران السعودية أن المبادرة لا تزال مستمرة ولم تتجمد على الإطلاق، تشير معلومات الى مساعٍ من قبل حزب الله لتقويض مفاعيل التسوية بحسب مصدر خاصّ لـ “جنوبية” فهو “يتعمّد رفع سقف المطالب لأن عون غير ميتعدّ للتنازل لا لفرنجية ولا لغيره، ولن تنجح أي محاولات إقناعه، لأنها آخر معاركه وبالتالي الحديث عن محاولات إقناعه كذبة كبيرة. فحزب الله وحده من يقدر ان يفرض على حليفه الجنرال لو أراد”.

كما ربط المصدر “رفع حزب الله سقف هجومه على السعودية بسبب منع بث قناة “المنار” برفضه للتسوية وهذا بإعتبار أن لو حزب الله راضٍ على هذه المبادرة لما كان رفع السقف الى هذا الحدّ”.

وفي هذا السياق، إعتبر الصحافي غسان جواد في تصريح لموقع “جنوبية”: “أن التسوية بتقديره لم تتجمد بل الأصح أنها بدأت تتراجع مع عدم وجود تفاهم حول ما بعد رئاسة الجمهورية”.

وتطرق جواد في حديثه إلى ” التسوية التي دعا إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أن المقصود منها سلّة غسان جوادمتكاملة تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة إضافة إلى قانون الإنتخاب”. بإعتبار انه يجب اجراء التسوية تحت سقف الطائف وتحت شروط النسبية.

كما إعتبر جواد أن ” النقاش الذي دار بين النائب فرنجية والرئيس الحريري أظهر أن الأخير غير مستعد لإعداد قانون انتخابي عادل على أساس النسبية “. مضيفًا إلى أن سبب الرفض يعود إلى أن “النسبية ليست لصالح تيار المستقبل إذ تفقده 30% مقاعده النيابية”.

ولفت جواد إلى أن “الشيطان يكمن في التفاصيل وأن النسبية هي السبب الرئيسي لتعطيل التسوية، إضافة إلى موقف عون “.

كذلك رأى أن “في حال التسوية لم تنجح سوف ندخل في فراغ طويل وعلى ما يبدو حظوظ التسوية تراجعت”. وفي الختام خلص جواد إلى أن “فرنجية حليف حزب الله وهو يتمنى أن يصل إلى سدة الرئاسة ولكن قانون النسبية هو عائق ومن الصعب أن يوافق المستقبل عليه”.

فيما أكّد الصحافي والكاتب السياسي كمال ريشا في حديثه لموقع “جنوبية” أن “حزب الله لا يتخلّى عن حليفه ميشال عون إلّا إذا انسحب الأخير من معركة الرئاسة، وهذا لن يتم دون مقابل يرضي مصالحه ” متسائلاً “من سيقبل إعطاء هذا الثمن لعون؟”

وعن مقدرة حزب الله بإقناع عون بالقبول بالتسوية قال إن “حزب الله استطاع إقناعه بأمور عدة كما حدث في اتفاق الدوحة التيكمال ريشا أسفرت عن انتخاب ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية مقابل انسحاب عون هذا فضلا عن إقناعه بصرف النظرعن موضوع العميد شامل روكز”. لكن في الوقت الراهن “مسألة إقناع عون صعبة بإعتبار أنها آخر معاركه خاصة أنه تجاوز الثمانينات من العمر وبالتالي لن يضحي بالرئاسة كما جرى في الدوحة”. علمًا أن “حزب لله وعد حليفه بوصوله إلى بعبدا في الإنتخابات الرئاسية خلفا للرئيس سليمان”.

وأشار ريشا إلى أن “موقف حزب الله أخلاقي تجاه عون وهو موقف ثابت منذ عام 2005 تاريخ ورقة التفاهم مع التيار الوطني، ولم يخذل الجنرال عون الحزب في اي موقف في حين أن الحزب خذله في مواقف عدّة، ولكن هذه آخر معارك الجنرال وهو لن يساوم عليها”.

كما استبعد ريشا أن تسفر التسوية عن عودة طرح اسم عون حتى لو لوّح رئيس حزب القوات اللبنانية بترشيح إسمه قائلاً “الفيتو على إسم عون ليس محليًا بقدر ما هو رفض خارجي وذلك بسبب علاقته مع ايران وعلاقته العضوية مع حزب الله، بعكس فرنجية الذي ليس لديه علاقة مع إيران بل إن علاقاته الخارجية محدودة بالنظام السوري وآل الأسد تحديداً”.

حزب الله وعون

ورأى ريشا أن “الإتصالات في الوقت الراهن سوف تأخذ مداها، وسيعطى الوقت الكافي لإستعابها من قبل فريقي 8 و 14 آذار نظراً للصدمة التي ولدتها طيلة الـ 10 أيام وما زالت تتفاعل إلى الآن”.

السابق
غادة شبير تحيي حفلاً موسيقياً في قصر المؤتمرات في ضبيه
التالي
الراعي سأل الأقطاب الأربعة كلّ الأسئلة.. ونسي أن يسأل عون: هل تقبل بفرنجية؟