ترشيح فرنجية يخلط التحالفات ويهدد بتفجير تحالفي 8 و14 آذار

كل المعلومات تشير إلى أنّ مبادرة ترشيح النائب فرنجيّة من قبل الرئيس سعد الحريري قد تعثرت مما أدّى إلى تجميدها لأنّ "البلوك المسيحي" أي أحزاب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ والكتائب وبعض المستقلين، الذي يستهدف ترشيح سليمان فرنجة لا يزال مستمرا، وبالمقابل حزب الله لا يزال الصامت الاكبر، مصادر متبعة أكدّت أنّ عودة الحريري إلى لبنان مرتبطة بنضوج التسوية وقبول جميع الاطراف بمبادرته.

يجمع المراقبون ان المسيحيين ان لم يقطفوا هذه الفرصة الذهبية المواتية حاليا لانتخاب رئيس جمهورية للبنان، والقبول بالمرشح المتوافق عليه والمقبول من الاطراف الاسلامية، فإن موضوع الرئاسة سيتأجل إلى أجل غير مسمّى.

اقرأ أيضاً: هل يتخلّى فرنجيه عن «الخطّ» من أجل الرئاسة؟

وبما أنّ الأجواء السلبية مخيمة على العلاقة بين رئيس حزب القوات الللبنانية سمير جعجع والرئيس سعد الحريري القطبين الأبرزين في 14 آذار في أسوأ حالاتها، فأوساط معراب تقول بأنّ جعجع يعتبر أنّ ترشيح فرنجية هو بمثابة إغتيال سياسي له، وحتّى أنّ الحريري قد طلب لقاء جعجع في فرنسا إلاّ أنّ الأخير قد رفض. وهي المرّة الأولى التي يكون الخلاف بين الطرفين حقيقي وجدّي وكبير إلى هذه الدرجة.

ورأى مصدر آخر أنّ حظوظ ترشيح عون من قبل جعجع هي ضعيفة جدًا، لأنّ عون هو خصم لجعجع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فعون هو المنافس الأقوى لجعجع على الصعيد الشعبي والتمثيلي في مجلس النواب، أمّا فرنجية لا تتعدّى زعامته حدود البترون لذلك فهو الخصم الأضعف.

حزب الله الصامت أزاء ترشيح فرنجية سرّب في أكثر من صحيفة في اليومين الماضيين، أنه لا يمكن أن يؤمن بتسوية سعودية ويسير فيها، والسعودية مستمرة بفرض عقوبات على حزب الله، منها قبل أسبوعين عندما فرضت وزارة الخارجية السعودية عقوبات على 12 قيادي من حزب الله واتهمتهم بالارهاب، وآخرها أمس، مع وقف بثّ قناة المنار عبر قمر عرب سات، مصدر مطّلع رأى في تسريب حزب الله لهذه «الحجة» يعود إلى عدم امتلاك الحزب أي حجة لرفض فرنجية الذي هو من صلب قوى الثامن من آذار ومن الأقطاب الأربعة الأقوى مسيحيًا، لذا إعلان رفض وصوله إلى قصر بعبدا هو بمثابة إحراج لحزب الله.

مصادر أخرى تؤكّد أن “ايران وحزب الله لا يضعان فيتو على إسم فرنجية إلاّ أنّ صمت حزب الله سيستمر إلى حين إعلان الحريري ترشيحه لفرنجية، بسبب إحراج الحزب من عون».

اقرأ أيضاً: فرنجية رئيساً: فتّش عن النفط

أمّا عن العلاقة بين عون – فرنجية إن فشلت التسوية، فالأكيد أنّها لن تعود كما قبلها، فخلال اللقاء الأخير بين فرنجية والنائب وليد جنبلاط، أعلن الأخير أنّه وحتى إن فشلت التسوية فالعلاقة بينه وبين فرنجية ستستمر، في حين أعلن فرنجية من دارة جنبلاط أنّه «علينا الوصول إلى منتصف الطريق»، وهذا يعني أنّ فرنجية لن ينسى أنّ عون هو من عرقل وصوله إلى بعبدا، وبالتالي لم يعد فرنجيّة وعون في الخندق نفسه بل سيتجه للإنتقال إلى الوسطية ويتحوّل حزبه إلى حزب تسووي وتقاربي مع وليد جنبلاط وتيار المستقبل، إضافةً إلى المزايدة على عون مسيحيًا ووطنيًا.

اجتماع زعماء الموارنة في بكركي

أثبتت المواقف أنّ كل ما صدر عن اجتماع بكركي الذي جمع زعيم تيار الوطني الحرّ ميشال عون وزعيم القوات اللبنانية سمير جعجع، وزعيم حزب الكتائب أمين الجميل، وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية برعاية البطريرك الراعي، بقي حبرًا على ورق، فهم تعهّدوا بعدم تطيير النصاب لانتخاب رئيس ولم يفوا بعهدهم، وتعّهدوا بقبول أي مرشح من بينهم يحظى بتأييد باقي الأطراف والاقطاب اللبنانية، إلاّ أنّ ما أثبتته هذه الأزمة أنّهم لا يقبلون بأن يأتي أحدًا من خارج الأقطاب المسيحية الأربعة، ولا يقبلون بأن يأتي أحدً منهم، فإما تنتخبوني أنا لأو لا تنتخبوا أحدًا، وهذا دليل على العقم الذي وصلت إليه المارونية السياسية. وهذا ما وصفه مصدر مطّلع بأنّه خديعة للفريق الأخر أي المسلم، والمجتمع الدولي.

وفي النهاية يبدو ان انفجار تحالفي 8 و14 آذار بات على الأبواب، فمسيحيو 14 آذار كحزبي القوات اللبنانية والكتائب وفارس سعيد وسمير فرنجيّة وغيرهم، بدأوا بالابتعاد عن الرئيس سعد الحريري، الذين اعتبروا ان ترشيح فرنجيّة للرئاسة دون استشارتهم هو استهتار من قبله بهذا التحالف وعدم اكتراث منه لمصلحة حلفائه المسيحيين، وبالتالي هم لن يغفروا له هذا التفرّد المؤذي بحقهم، بالمقابل فان رفض ترئيس فرنجية من قبل ميشال عون، وحيازته دعم الحريري وجنبلاط، مع تـخلي حزب الله عنه وتبنّيه لخيار عون وتأييده، سوف يبعد حكما النائب سليمان فرنجية عن 8 آذار ويقرّبه من الحريري وحلفائه، فيخسر بذلك معسكر 8 آذار قطبا مسيحيّا طالما كان اساسيا وداعما له، خصوصا أن فرنجيّة ذو شعبية واسعة، وزعامة تاريخية عريقة لا يمكن تعويضها في الشمال اللبناني.

اقرأ أيضاً: فرنجية رغم «الإعتراض المسيحي».. ما زال المرشح الوحيد للرئاسة

السابق
الكتيبة الفرنسية في ديركيفا استضافت الصحافيين في لقاء تعارف
التالي
اليمين المتطرف يفوز والعنصرية تكتسح فرنسا؟