خلص اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والرئيس فرنسوا هولاند، في قصر الإليزيه أمس، إلى تأكيد القناعة اللبنانية – الفرنسية المشتركة بأنّ الحاجة ملحّة لإنهاء الفراغ الرئاسي، على وقع مواقف الحريري الذي:
- أشار إلى أن ” هولاند أكد على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وأنا من جهتي أكدت له أننا نعمل مع كل اللبنانيين لإنهاء هذا الفراغ، وأنّ هناك حواراً جارياً بين كافة الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً”.
- رداً على سؤال متصل بموضوع ارتفاع حظوظ ترشيح النائب سليمان فرنجية أجاب: “هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية إن شاء الله”.
- إذ أكد تطرقه مع الرئيس الفرنسي إلى الملف السوري، لفت إلى أنّ “المنطقة ككل تمر بمرحلة صعبة للغاية”، مشدداً على وجوب العمل لحماية لبنان، وأردف قائلاً: “لا شك أن هناك تضحيات يجب أن نقوم بها سياسياً، لأن لبنان أهمّ منا جميعاً، وكما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول “ما في حدا أهم من بلده”.
اللقاء مع حرب
ولاحقاً، استقبل الحريري في مقر إقامته في باريس وزير الاتصالات بطرس حرب الذي وصف الاجتماع بأنه كان “جيداً وإيجابياً” وأوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أنّ البحث تمحور حول “المخاطر التي تهدد الدولة”، مشيراً إلى كون “وجهات النظر كانت متقاربة” خلال التداول في مسألة الترشيح الرئاسي لفرنجية.
اقرأ أيضًا: فرنجية رغم «الإعتراض المسيحي».. ما زال المرشح الوحيد للرئاسة
الراعي يحيّي المبادرة الرئاسية: فتحت باب الخروج من “جرصة” الشغور
وبعيد وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي مختتماً جولة رعوية شملت المكسيك وألمانيا، وجّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التحية إلى المبادرة الرئاسية المطروحة راهناً.
اقرأ أيضًا: عون يتريّث ورياشي ينفي لـ «جنوبية » قرب زيارة جعجع للرياض
فرنجية “تحت رعاية” بكركي
وساءً، استقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي فرنجية الذي أوضح بعد لقاء دام على مدى أكثر من ساعة أنه وضع البطريرك في مستجدات الأمور على الساحة الرئاسية “ووضعنا أنفسنا في تصرفه”:
- أبدى استعداده لكي يعطي “التطمينات” اللازمة للفريق الآخر بشأن ترشيحه الرئاسي، وقال: “كرئيس جمهورية سأعمل على قانون يعطي التمثيل الحقيقي لكل الطوائف”.
- تمنى فرنجية ألا تصل الأمور إلى حد “مقاطعة” نواب “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” جلسة انتخابه للرئاسة في حال انعقدت، واستدرك قائلاً: “الهدف ليس وصولنا إلى الرئاسة إنما الوصول إلى توافق وإجماع وطني، وأن أكون محاطاً إذا تم اختياري رئيساً من قبل كل اللبنانيين.. وأنا دائماً تحت رعاية بكركي سواء كنت رئيساً أم لا”.
- عن موقفه من مسألة “النأي بالنفس” أجاب: “الموضوع الأهم هو حماية لبنان والاتفاق على الأسلوب وإن اختلفت التسميات، ونحن سنلتقي في الطريق نفسه على حماية البلد وإنقاذه”.
- قال: “سأعمل دائماً على قانون انتخاب ينصِف التوازن الوطني ويعطي تمثيلاً حقيقياً لباقي الطوائف، وإذا كان لدى الفريق الآخر هواجس فمِن واجبي تطمينه. وتساءل “لماذا لا تُعتبر علاقتي بالرئيس بشّار الأسد نقطة قوة وليس نقطة ضعف”.
بكركي “لعدم تفويت الفرصة”
وصف النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ”الجمهورية” لقاء فرنجية بالراعي الذي شاركَ فيه، بـ”الإيجابي”، موضحاً ان “فرنجية أكّد للبطريرك أنّه يسعى لحشد أكبر تأييد لانتخابه، وليس مستعجلاً للرئاسة، وإنّه سيواصل حواره مع الأفرقاء كافّة وعلى رأسهم الموارنة، فهو ضدّ كسر أحد بانتخابه، وخصوصاً المسيحيين”.
اقرأ أيضًا: نصرالله : ليت في بعبدا قصرين
السعودية “تبارك” المبادرة الرئاسية
برز أمس تصريح للسفير السعودي علي عواض عسيري من بكفيا بعد لقائه رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل عبّر فيه عن كون المملكة “تبارك” المبادرة الرئاسية المطروحة بوصفها مبادرة “لبنانية لبنانية”، مؤكداً أنّ دورها يقتصر على “تشجيع الأفرقاء لكي يتوصلوا إلى حل” ينهي الفراغ الرئاسي “في أسرع وقت ممكن” غير أنها “لم تسمِّ ولن تسمي أي شخص وتفرضه على اللبنانيين الذين هم أعرف من غيرهم بمن يصلح أن يكون في موقع الرئاسة”.
