هذه قصة الهرج والمرج بين السلطان العثماني والقيصر الروسي

اردوغان
لا يزال الهرج والمرج السياسي طاغ ٍ بين بين السلطان رجب طيب اردوغان والقيصر فلاديمير بوتين على خلفية قيام المقاتلة التركية من نوع F-16 بإسقاط المقاتلة الروسية من نوع سوخوي، كانت الأخيرة تحلق فوق الأجواء التركية من جهة الحدود السورية غير المرسومة، وهذه العملية التي قامت بها تركيا شكلت ضربة موجعة بوجه جيش لديه هيبة عسكرية جبارة وعملاقة مثل الجيش الروسي.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغاضب من استمرار الانتهاكات للمقاتلات الروسية فوق أجواء بلاده، انتقم متهوراً لهيبة بلاده وجيشه بعدما أمر طائراته الحربية بإسقاط المقاتلة الروسية غير آبه للسلبيات. اما الرئيس فلاديمير بوتين المجروح لهيبة جيشه وقواته الجوية على اثر اسقاط المقاتلة ومقتل الطيار وجرح مساعده، لم يسكت وبدأ بالانتقام غير العقلاني من تركيا متخذاً سلسلة من الإجراءات كعقاب لتركيا لما فعلته أهمها، منها تجميد العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، ومعاقبتها اقتصادياً وسياحياً وبشكل مؤلم جداً لما تسببه من ضرر كبير على المصالح العليا التركية، فتركيا اقتصادياً تصدّر لروسيا من المنسوجات والملابس والمواد الغذائية والزراعية والثروة الحيوانية نحو مليار دولار سنوياً، اما سياحياً فتعتمد تركيا بالدرجة الأولى على الشعب الروسي الذي يصل عدد سياحه في السنة الواحدة إلى 12 مليون سائح يضخون للدولة التركية نحو مليار دولار سنوياً.

اقرأ أيضاً: فرنجية مرشح «سوريا بوتين» وليس سوريا الاسد!

أمام هذه الإجراءات الروسية، أنقرة لم تحرك ساكناً، تاركة الجهود الدبلوماسية الدولية أن تتحرك باتجاه روسيا لتليين موقفها والرجوع عن قراراتها المؤلمة والاعتماد على عقلانية أصحاب القرار السياسي في الكرملين، مع العلم أنه إذا أرادت تركيا أن تتخذ إجراءات كتلك الإجراءات الروسية فهي تستطيع أن تؤلم مصالح الدولة الروسية. فالدولة التركية تستهلك ويمرّ عبرها الغاز الروسي بقيمة 30 مليار دولار سنوياً، فليس من المستبعد في حال استمرت موسكو بعنادها والاتجاه بوتيرة التصعيد السياسي تجاه أنقرة، أن تتخذ الأخيرة إجراءات كعقاب مؤلم بإيقاف استيراد الغاز الروسي وذلك بعد تأمين البديل، ليس هذا فحسب فمن الممكن أن تقوم تركيا بتهديد روسيا من خلال إيقاف اتفاقية مخطط جسر الطاقة الذي بموجبه ستضخ روسيا النفط والغاز إلى أوروبا عبر شبكات من الأنابيب البرية والبحرية.

طائرة دمار تركيا

عملية إسقاط السوخوي الروسية ومقتل قائدها وجرح مساعده أثناء خروجهما بالمظلة من قبل الفصائل المسلحة للمعارضة السورية، من غير المستبعد أن تكون بمثابة الرد واخذ الثأر للصفعة التي تلقتها قوات التحالف عبر إسقاط طائرة F-16 الأردنية في كانون أول عام 2014 بمنظومة صاروخ روسي متطور من نوع “أس 300″، كون هذه المنظومة لا يتقن إطلاقها إلا الخبراء الروس المتواجدين على الأراضي السورية بعدما حامت حولهم الشبهات على أنهم هم من أطلقوا الصاروخ، وأن تكون عملية الخرق للأجواء التركية قد شكلت فرصة سانحة للرد من قبل قوات التحالف التي تشرف عليها القيادة الأميركية الوسطى وبالتنسيق مع الدولة التركية، ومن المعلوم أيضا أن تنظيم “داعش” وحتى النظام السوري لا يمتلكان منظومة صواريخ مثل “أس 300″، التي تطلق من محمولة شاحنة ضخمة وهي تعد سلاحاً استراتيجياً، كما إن إسرائيل لا تسمح لا لتنظيم “داعش” ولا للنظام السوري ولا حتى للحرس الثوري أن يمتلكوا هكذا منظومة.

اقرأ أيضاً: عندما يتبارز القيصر والسلطان في سماء سوريا… من يربح؟

المستفيد الوحيد من هذه المعمعة هذه هو النظام السوري وتحديدا الرئيس بشار الأسد لناحية صب الزيت عالنار، لان قبل اسقاط الطائرة الروسية كانت هناك قناعة لدى القيادة الروسية وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين بضرورة رحيل الاسد، اما الآن وبعد اسقاط السوخوي الروسية اعتبر الروسي أنها بمثابة تحد كبير له، لذا من الممكن ان يطيل الرئيس بوتين أنّ عمر الأزمة السورية ويلعب بورقة الرئيس الأسد تحت شعار أن روسيا لا تتخلى عن حلفائها.

السابق
ماذا قالت نيكول سابا عن حالة زوجها الصحية..
التالي
بيان إلى جميع شركات العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت