المحامي الحلبي لـ«جنوبية»: المفاوضات جرت بسريّة ولا علاقة لأسرى حزب الله بانهاء ملف العسكريين

بعد 16 أشهر انتهى ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» مع أمل بتذليل العقبات التي تحيط بملف المخطوفين الستّة لدى تنظيم «داعش»، فما هي بنود الاتفاق وكيف انتهى الملف بين ليلة وضحاها؟

نهاية سعيدة ولكن بغصّة كبيرة طوي معها ملف المخطوفين العسكريين لدى جبهة النصرة مع بقاء ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش جامدًا بانتظار تحريكه ووصوله الى نهاية سعيدة لتكتمل معها فرحة باقي الأهالي.
فبعد ثلاثة أيام من إعلان الأمن العام اللبناني إمكانية وصول المفاوضات إلى خواتيمها، وصلت ساعة الصفر المنتظرة  قبل ظهر اليوم وتمّ تحرير ستة عشر عسكريًا  بصفقة تبادل تمّت بين الدولة اللبنانية من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى.
هذه المفاوضات التي تكللّت بالنجاح بعد سنة وأربعة أشهر كانت حصيلة مفاوضات ووساطات مكثّفة تولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثّلا الحكومة اللبنانية، بمساعدة مدير مؤسسة “لايف” الناشط الحقوقي والمحامي نبيل الحلبي وبوساطة قطرية.
ملف العسكريين المخطوفين بدأ في الثاني من آب عام 2014 مع دخول مسلحين إلى بلدة عرسال والهجوم على المراكز الأمنية في البلدة، وأسر أكثر من 30 عسكرياً على خلفية توقيف قائد لواء «فجر الاسلام» ومبايع «داعش» عماد أحمد جمعة، وكان نتيجتها معركة عرسال والتي استنزف فيها الجيش خيرة شبابه.
انتهت معركة عرسال وبدأ مشوار المفاوضات المعقدّة بين الحكومة اللبنانية والجهتين الخاطفتين «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، خلال 16 شهرا، عاش أهالي العسكريين المحررين على وقع التسريبات وأمل المفاوضات التي تأرجحت بين الإيجابية والسلبية.
أهالي العسكريين  نصبوا الخيم وسط بيروت، أقفلوا الطرقات، زاروا المسؤولين وناشدوا الأيادي البيضاء، إلتزموا الصمت أحيانًا مع شيوع انفراجات في ملف أبنائهم وصولاً إلى يوم الجمعة الماضي مع إعلان اللواء عباس ابراهيم الوصول إلى نتائج إيجابية ستقضي بعودة أبناء المؤسسة العسكرية إلى ذويهم.
وبعد ثلاثة أيام من الإنتظار ودموع الفرح وعودة الأمل عاد الأبطال المحررين ببزاتهم العسكرية إلى خيم رياض الصلح التي ستبقى إلى حين عودة المخطوفون لدى تنظيم «داعش».
ولكن كيف وجدت المفاوضات مسارها الصحيح الذي تكلل بالنجاح بعدما كان الإحباط عنوان هذه القضية؟

وقد خصّنا مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي الذي كان طرفًا أساسيّا في المفاوضات الأخيرة بحديث، وأكدّ لموقع نبيل الحلبي “جنوبية”  أنّ «المفاوضات كانت سرية للغاية في الشهر الأخير، وانتهت مع موافقة الدولة اللبنانية الممثلة باللواء عباس ابراهيم على المقايضة بجهود من الموفد القطري الذي عمل على تذليل العقبات بين الطرفين» وأشار إلى أنّ «العراقيل التي كانت تؤجّل المقايضة هي عدم الإتفاق على آلية موحّدة للتنفيذ».

كما أكّد الحلبي أنّ «ما ورد من إشاعات بأنّ سبب إنهاء هذا الملف يعود إلى وجود أسرى من حزب الله لدى جبهة النصرة هو عارٍ عن الصحة».

 

وكان المحامي الحلبي قد تلا بنفسه اليوم امام الاعلام، بيان الاتفاق بين الدولة اللبنانية وجبهة النصرة وتضمّن لائحة بنود وهي:

«-  فتح ممر الزامي آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، مما سيؤدي الى تخفيف عملية الاحتقان بين اللاجئين والقوى الامنية.
– تأمين اغاثة بشكل شهري الى اللاجئين في عرسال من خلال الهيئات الانسانية
– اجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم الى مشافي عرسال، حيث سيتم الاطلاع على لائحة بأسماء الجرحى وتسوية اوضاعهم للمعالجة داخل الاراضي اللبنانية
– تأمين المواد الطبية وتجهيز مشفى عرسال
– جعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة
– متابعة الاوضاع الانسانية والقانونية للاجئين»
إقرأ أيضًا: الـMTV حصلت على «السكوب» فاتهمت مريم البسام حسين خريس بـ«الارهاب»!

وكان مدير عام الامن العام اللواء  عباس ابراهيم قد أعلن في تصريح من نقطة تبادل العسكريين المحررين في البقاع، ان صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ اليادة واقل من ذلك لايمكن، واكد الاستعداد للتفاوض مع “داعش” لتحرير العسكريين لديه اذا وجدنا من نتفاوض معه.

وردّاً على سؤال حول قرار السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان، اكد ابراهيم انه يمكنهم البقاء في لبنان، لان لبنان بلد الحرية.

السابق
حاجز محبة وسط بلدة ميمس احتفالا بعودة العسكريين
التالي
أردوغان «طلبنا لقاء بوتين وما زلنا ننتظر الرد» وداود أوغلو «لا أحد ينتظر منا الاعتذار»