خالد خوجا لـ«جنوبية»: ضد تفجير الضاحية.. ولا وهم لدينا بسلام قريب

ينهمك رئيس الإئتلاف الوطني السوري للمعارضة السورية خالد خوجا هذه الأيام بالتحضير لمؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في العاصمة السعودية خلال الأسابيع المقبلة. والائتلاف الذي يصنف كمعارضة معتدلة وdحظى باعتراف دولي وإقليمي واسع، سيكون الطرف الأبرز في قيادة الحوارمع النظام على قاعدة مؤتمر فيينا الأخير

الدكتور خالد خوجا الذي يرأس الائتلاف للدورة الثانية ينتمي إلى عائلة دمشقية، وهو طبيب درس في تركيا، التي انتقل إليها بعدما سجن في سنّ الخامسة عشر والسادسة عشر لأكثر من سنة في أقبية نظام الأسد مطلع ثمانينات العقد الماضي. وكان والدا خوجا قد سجنا لأكثر من ثلاثة عشر عاماً بعدما حكم والده بالاعدام لكن لم ينفّذ الحكم.

إقرأ أيضاً: خوجة: لن نقبل ببقاء الأسد ولو للحظة واحدة

خوجا مثله مثل مئات الآلاف من السوريين، ممن دفعوا ثمنًا كبيرا بسبب الشبهة السياسية المعارضة أو تعسّفاً، من نظام كان يمنع على شعبه الحدّ الأدنى من حقّ التعبير.

«جنوبية» إلتقت خوجا في اسطنبول التي تدفّق إليها ملايين النازحين السوريين هربًا من بطش النظام وإجرامه خلال السنوات الخمس الماضية. وهي باتت اليوم أيضا معبراً لمئات الآلاف على طريق الهجرة السورية القاتلة نحو بلاد دونها الموت في لجج البحار وقسوة الاختناق. بهذا الواقع المأساوي يمكن رصد التغريبة السورية في إجرام النظام المؤسس لاستبداد غير مسبوق في سوريا تفرّعت منه ظواهر شاذة وإرهابية.

وعلى وقع التدمير الممنهج للدولة السورية يؤكد رئيس الائتلاف الوطني السوري أنّ «لا وهم لدى المعارضة السورية بأنّ مرحلة السلام باتت قريبة في سورية، والأمر يحتاج الى مزيد من العمل الجاد والنضال من أجل إنقاذ ما تبقّى من سورية وإعادة بناء الدولة على أسس تحترم الانسان أوّلا، وتحترم التنوّع السياسي والديني والأثني، وهي أهداف لا يمكن تحقيقها خارج نظام ديمقراطي عرفته سورية في مراحل سابقة على نظام الأسد».

خالد خوجة

الخوجا يعوّل على مؤتمر المعارضة، «إذ يقوم على أساس التحضير للمرحلة الإنتقالية حيث يجمع المشاركون على أنّ لامكان لبشار الأسد في سورية الجديدة، إلى جانب وضع التصورات النهائية للمعارضة تجاه المرحلة الانتقالية. هذه المرحلة التي من شروطها ألاّ يكون لبشار الأسد أي دور فيها». إما فيما يتصل بتنظيم الدولة الاسلامية فمواجهتها، بحسب خوجا، «تبدأ من إزالة أسباب نشوئها»، لافتاً الى أنّ «دعم نظام الأسد وحمايته هو الوسيلة الفضلى لتعميم الارهاب في سورية، سواء من خلال منع السوريين من حقهم بتغييرالنظام، أو من خلال دعم المجموعات الارهابية من قبل النظام الذي يدرك أنّ وجود الإرهاب وتمدّده هو شريان حياته الوحيد».

إقرأ أيضاً: هكذا تشرح المعارضة السورية أسباب تقدم «حزب الله» في جرود القلمون

من هنا يعتبر خوجا أنّ «العمليات الارهابية والقتل الممنهج للسوريين من قبل النظام السوري ستستمر ما بقي نظام الأسد الذي فقد أي قدرة على الإستمرار والبقاء بغير القتل. وبالتالي فإنّ دوام القتل والتدمير هو سبيله للبقاء ولو في الشكل». ويلفت الخوجا الى أنّ «التدخل الإيراني وأذرعته فيدعم نظام الأسد قد أسّس لشرخ كبير مع الشعب السوري ويحتاج ردمه الى كثير من العمل». وإذ اعتبر أنّ الاجرام الذي انخرطت إيران فيه ضد السوريين، وانخراط حزب الله في القتال داخل سورية، حكما كان له تداعيات على السوريين واللبنانيين ربما تستمر آثاره السلبية في المستقبل.

في هذا السياق جدّد خوجا إدانته للجرائم التي ترتكب ضد اللبنانيين عمومًا من قبل جماعات إرهابية، لا سيما التفجيرين الإنتحاريين في برج البراجنة، معتبرًا أنّ «هذا النمط من “القتل للقتل” واستهداف الابرياء هو ما ترفضه المعارضة السورية وتدينه كما في سوريا كذلك في لبنان وغيرهما».

خوجا يعتبر أنّ «العلاقة اللبنانية السورية هي من العناوين التي تشكل محورًا أساسيا في اهتمامات الائتلاف السوري، وفيما يعبّر عن امتنانه لاستضافة اللاجئين السوريين من قبل اللبنانيين حكومة وشعبا، يؤكّد أن «سورية الديمقراطية هي التي يمكن أن تؤسس لعلاقة متوازنة بين البلدين وتفتح آفاق التعاون بين البلدين، فيما سورية التي يحكمها الاستبداد هي التي تتيح لنماذج الاستبداد أن تتمدد في لبنان وتتحكم به».

إقرأ أيضاً: سبب جوهري أدّى الى تأجيل صفقة التبادل بين الجيش والنصرة

ويلفت خوجا ختاماً إلى أنّ «تدخّل حزب الله في سورية أمّن الكثير من الذرائع لبروز أشباهه من القوى الطائفية من تلك التي تستغلّ العاطفة الدينية من أجل تبرير القتل والتدمير، كما وفّر للنظام المستبد مجالاً لاستغلال هذه الظواهر التي أسّس جزءا كبيرا منها من أجل تسويغ إجرامه».

السابق
«أنطاليا 1» «فيينا 4»
التالي
السيّد محمد حسن الأمين: ما نعيشه ليس صحوة اسلامية بل أسوء تخلّف في تاريخنا