زيارة بوتين لطهران دبلوماسية أكثر منها اقتصادية

أهدى الرئيس بوتين السيد خامنئي أثناء زيارته الى طهران هدية هي عبارة عن مخطوطة مصحف قيل انها بخط الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فماذا قصد الرئيس الروسي من وراء اهداء هذه الهدية للمرشد الايراني؟

 

اللقاء الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإمام علي خامنئي وذلك قبل موعد انعقاد مؤتمر الدول المصدرة للغاز، بالطبع ليس من باب الاشتياق أو المحبة أو حتى من أجل إهداء الإمام خامنئي لمخطوطة القرآن الكريم…

وفي المعلومات ان المخطوطة وصلت إلى روسيا عام 1937، حيث اشتراها مستشرق روسي من دبلوماسي خدم طويلًا في العالم الإسلامي دون توضيح اسمه.وهي تعود لزمن الخلافة الراشدة الثالث المكتوبة بخط يد عثمان بن عفان أثناء جمعه للقرآن، ويبرز من خلال الصور التي نشره خامنئي على موقعه الرسمي، أن المخطوطة موجودة دون الإضافات التي وضعها المتأخرون عن عثمان، مع تطور الخط الكوفي، الذي كان في نشأته أثناء الخلافة الراشدة.

إقرأ أيضاً: من هو المتضرر الاول من لقاء بوتين – خامنئي؟

بوتين وخامنئي

وأصبح معلوما ان هدف الزيارة ليس من أجل ” تبادل الآراء وإيجاد سبل التعاون بين البلدين في المجال التجاري العسكري، كما صرح الناطق الصحفي بإسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ديمتري بيسكوف، أو من أجل تنفيذ المشاريع الثنائية العديدة في مجال الطاقة. بل ان لقاء بوتين مع الإمام خامنئي كان من اجل الملف السوري وإفهام الأخير ان عليه ترتيب إنهاء أموره السياسية والعسكرية وسحب جميع الميليشيات المسلحة التابعة لحرسه الثوري من داخل الساحة السورية، لأن قرار إزاحة الرئيس السوري عن الحكم واستبعاده عن الساحة السورية قد اتخذ وبموافقة أغلبية المجتمع الدولي، خصوصا تلك التي شاركت في قمة فيينا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، وأن تقرير مصير سورية لن يكون إلاّ بيد أبناء الشعب السوري فقط، وما هي إلاّ مسالة وقت لبدء تنفيذ عملية الانتقال السياسي.

إقرأ أيضاً: العالم المعقّد بعيون بسيطة: أبو حسين أوباما وأبو علي بوتين

من هنا، فان هدية بوتين الى خامنئي (مخطوطة المصحف)، ظهرت كانها تعبير رمزي عن الحضور الاسلامي العام السني الطاغي في العالم العربي كما هو حال سوريا الديموغرافي، وانه بالنهاية لا يمكن تجاهلهم عددا وثقافة دينية، كون “مصحف عثمان” هو نفسه القرآن المعترف به لدى جميع المذاهب حاليا، حتى لدى المذهب الشيعي الذي لا يقرّ خلافة عثمان ولا تعنيه عموما مسألة قدسية الخلفاء الراشدين كما تعني المسلمين السنة.

 

السابق
لماذا استدعى مخفر انطلياس…جويل حاتم؟!‏
التالي
هكذا ظهرت «كيلي بروك»… بملابسها الفاضحة!!