ما هي عواقب اسقاط الطائرة الروسية؟

اسقطت تركيا الثلثاء طائرة عسكرية روسية ما اثار غضب موسكو ومخاوف الاسرة الدولية من العواقب الجيوسياسية لهذا الحادث. وبحسب موسكو وسوريا كانت الطائرة تحلق فوق الاراضي السورية لكن تركيا اكدت انها خرقت مجالها الجوي.

– لماذا كانت طائرة روسية في هذا الموقع ؟

روسيا واحدة من الدول العديدة المتورطة في النزاع السوري وموسكو حليفة الرئيس السوري بشار الاسد اطلقت في 30 ايلول حملة غارات جوية.
ويؤكد الروس انهم يستهدفون تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيمات اخرى “ارهابية” لكن مجموعات متمردة سورية تتهم موسكو باستهداف مقاتلين من المعارضة.
والمقاتلة الروسية التي اصيبت سقطت في اقصى شمال غرب الاراضي السورية حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري المدعوم من الطيران الروسي ومجموعات متمردة.

– في اي ظروف وقع هذا الحادث؟
منذ بدء التدخل الروسي تضاعفت الحوادث الحدودية بين انقرة وموسكو. ومطلع تشرين الاول/اكتوبر دعا حلف شمال الاطلسي روسيا الى “الاحترام التام للمجال الجوي للحلف وتفادي تصعيد التوتر مع الحلف الاطلسي”.
ويقول الخبراء ان روسيا معروفة عموما باختبار حدود الدول الاخرى خصوصا في اوروبا الشرقية والشمالية.
وقال كير غيلز الخبير في معهد شاتهام هاوس اللندني ان هذه القضية “مختلفة تماما عن القضايا الاخرى في اوروبا من حيث كان يصعب تحديد ما اذا كانت روسيا تتصرف بكل بساطة باهمال او تتعمد الاستفزاز”.
واوضح “هنا كانت روسيا تعلم جيدا المخاطر”.

اقرأ أيضًا: هكذا أذلّ الاتراك الجيش الروسي في سوريا!‎

– كيف جاء رد فعل روسيا ؟

وصف الرئيس فلاديمير بوتين اسقاط الطائرة بانه “طعنة في الظهر وجهها الينا شركاء الارهابيين” محذرا انقرة من ان الحادث سيكون له “عواقب خطيرة” على العلاقات بين البلدين.
وعلى الفور الغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة رسمية لتركيا واوصت موسكو رعاياها بعدم السفر الى تركيا.
لكن دراغ ماكداول المحلل لدى فريسك مايبلكروفت كونسالتنسي يرى ان الكرملين “سيسعى الى التقليل” من وقع هذه القضية على الرأي العام الروسي.
وقال “ليست الازمة الوحيدة التي تشهدها روسيا حاليا” مشيرا الى ازمة اوكرانيا.

– ومن جانب تركيا ؟
يرى ماكداول ان الاتراك الذين يشعرون باستياء لموقف روسيا حول سوريا و”للانتهاكات المنتظمة” لمجالهم الجوي من قبل الطائرات الروسية، قد يستغلون هذه القضية “لزيادة مستوى المواجهة مع موسكو”.
وقال جان كلون الار الجنرال السابق ومدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس “هناك لعبة مريبة جدا من الجانب التركي في هذه القضية”.
واضاف “هذه البادرة من قبل الاتراك تؤكد لي بوضوح انهم لا يريدون الانضمام الى تحالف (مناهض لتنظيم الدولة الاسلامية)”.

– ما هي العواقب ؟
يرى غيلز ان “التصعيد ليس من مصلحة الاطراف المعنيين”.
ويضيف “هناك الكثير من الامور التي تستطيع روسيا القيام بها للرد”. لكن بسبب التحذيرات المتكررة التركية حول خرق مجالها الجوي سيكون من الصعب على موسكو التأكيد بان اسقاط طائرتها يشكل “ردا مفرطا”.
لكن الان مندوزا من معهد ذي هنري جاكسون سوسايتي يقول ان هذا الحادث قد يعطي بعدا دوليا اكبر للنزاع السوري.
واضاف ان “الاعمال الروسية الاحادية ومواقفها العدائية تعني ان مواجهات عرضية او متعمدة مع الغربيين وقوات حلف شمال الاطلسي” باتت جزءا من المعادلة.
ويقول الار ان هذا الحادث قد يعقد تحرك الرئيس فرنسوا هولاند الذي يسعى الى اقناع الدول العظمى بالمشاركة في معركة فرنسا “للقضاء” على تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال الخبير “سيكون الامر صعبا جدا الان (على هولاند) بما ان روسيا ستقول +كنا على استعداد للتعاون معكم واسقطت طائرتنا من قبل بلد عضو في حلف شمال الاطلسي هو حليفكم منذ زمن ولا تنجحون في اقناعه بالانضمام الى التحالف+”.

(ا ف ب)

السابق
البيت الابيض: لا يوجد تهديد ذات صدقية من داعش ضد الولايات المتحدة
التالي
هل يتخلّى فرنجيه عن «الخطّ» من أجل الرئاسة؟