وعاد التشدّد الأمني الى الضاحية الجنوبية… فهل سيرتدع الارهاب؟

الخطة الامنية في الضاحية الجنوبية
بعد تفجيري برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، تعززت الإجراءات الأمنية من قبل حزب الله والأجهزة الأمنية كما حصل مع مسلسل التفجيرات قبل سنتين، ليتبين أنّ التدابير السابقة لم تكن كافية وحدها وأنه لا يُمكن ضبط الأمور مئة في المئة.

بعد حوالي عام ونصف العام من الهدوء الأمني، منذ آخر تفجير وقع فـي منطقة الطيونة فـي 26 حزيران من العام 2014، عادت الضاحية الجنوبية الى دائرة الخطر مع تفجيري برج البراجنة اللذين أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنهما. فعاد مشهد الحواجز الأمنية وطوابير السيارات التي تقف بانتظار التفتيش الدقيق على كل مداخل الضاحية، في اعادة للنمط والأجواء التي كانت سائدة اثناء موجة التفجيرات الارهابية 2013 و 2014 .

وعلى إثر التفجير الإرهابي في برج البراجنة الذي لم يكن في الحسبان قبل اسبوعين، فإنه شكّل ضربة قوية للأمن الشرعي ولأمن حزب الله في المنطقة خاصة وأن الخطة الأمنية في الضاحية لا تزال قائمة، لذلك فقد اتخذت تلك الاجهزة و”شرطة إتحاد بلديات الضاحية” إجراءات أمنية صارمة على كل مفارق الطرق الفرعية والرئيسية مع إنتشار حواجز متنقلة تقوم بالتدقيق بهويات الوافدين الأجانب لاسيما السوريين بالاضافة للقيام بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات والدراجات النارية والمارة سيرا على الاقدام ، كما عزّزالجيش اللبناني عناصره ويؤازره عناصر من قوى الأمن الداخلي والأمن العام.

وما كشفته التحقيقات عن هوية الانتحاريين واستغلالهم لشقة كانوا قد سكنوها تقع على تخوم مخيم برج البراجنة القريب من موقع التفجير، ساهم بدوره في التشديد الأمني على مداخل المخيم.

تفجيري برج البراجنة

كما اتخذت تدابير جديدة بمنع السوريين من التجول في المنطقة بعد الساعة السادسة مساء ويتم توقيف الدراجات النارية غير المسجلة التي تدخل الى المنطقة، وخصوصا تلك التي يقودها سوريون.

فالخطر الذي عاد يحدق بالضاحية رفع من مستوى التأهب والإستنفار الأمني لدرجات قصوى، ويجري حزب الله مسح أمني لمعرفة هويات العائلات السورية والعمال السودانيين والمصريين وغيرهم الذين يقطنون المنطقة، فيتم التدقيق في بياناتهم قبل اعطائهم الإذن بالدخول أوالإقامة والسكن بعدما كان الدخول والخروج من الضاحية سهل بوجه الجميع بالرغم من تواجد الحواجز الأمنية في الفترة التي سبقت التفجير الأخير.

ومع كل هذه الإجراءات لا يُمكن ضبط الأمور مئة في المئة حسب مصادر حزب الله، ولا الجهات الأمنية وحدها قادرة على أن تقف بوجه هذا الخطر المحدق في الضاحية الجنوبية علمًا أن كافة الجهات الأمنية على الأرض كما تقول تلك المصادر تبذل كل ما في وسعها من عمليات تفتيش وحتى توقيفات في بعض الاحيان، ولكن هل كل هذه التدابير يمكن ان تنأى بالضاحية وأهلها عن خطر الإرهاب؟

العداء والأحقاد تتعاظم بين حزب الله وجمهوره من جهة وبين فصائل المعارضة السورية وجمهورها في لبنان وفي الخارج، وهو المعادي لنظام بشار الاسد الذي يجاهر حزب الله بدعمه قولا وعملا وقتالا في الأراضي السورية لمنعه من السقوط، فيما تتضخم داعش وجبهة النصرة والقاعدة وتكبر ويزداد عدد مناصري تلك التنظيمات الارهابية كلما ابتعد الحل السياسي وغاب الحسم العسكري لأحد الاطراف، ولا يمرّ يوم تقريبا دون ان ينعي حزب الله عنصرا او اكثر من مقاتليه الشباب الذين يقدّمهم على مذبح المصالح السياسية لإيران، لذلك وجوابا على السؤال الانف الذكر…لا يبدو ان خطر الارهاب سوف يبتعد قريبا عن الضاحية الجنوبية…

السابق
بوتين وخامنئي: الحل السياسي في سوريا لا يجب أن يُفرض من الخارج
التالي
قوات المعارضة السوريّة شنت هجوما مضادا واستعادت مواقع في أرياف حلب