غسان سلامة: الغزو مستمر منذ 2003 ومسلم انقذ الستاد في فرنسا

عن احداث باريس ووصفها ب 11 ايلول اوروبي
ما جرى حادثة كبيرة وكان من الممكن ان تصل الى 11 ايلول لو لم يتمكن حارس مسلم اسمه زهير من منع الارهابيين من الدخول الى الملعب في فرنسا لشهدنا كارثة كبرى، كنا على وشك ان نشهد 11 ايلول باريسي لولا تدخل البعض وتفادي تفاقم الامور.
ما افهمه في لبنان ان هناك عدد لا بأس به من محاولات الارهاب تم توقيفها ولا يتحدث عنها المسؤولون وهذا الامر طبيعي بينما في فرنسا تم افشال عدد كبير من العمليات الارهابية ولم يفصح عنها، المطلوب الذي قتل اليوم “أبا عوض” في فرنسا قال انه كان ينوي تفجير حيّ La Defense في فرنسا .
الفرنسيون اليوم في حالة صدمة وخيبة من اوروبا ، المطلوب ابو عوض هو كان يتجول لمدة 3 سنوات في كل اوروبا المانيا فرنسا بلجيكا، هناك تقصير كبير في التعاون الامني الاوروبي وهذا سيضغط على الاجتماع الذي سيحصل غدا في بروكسيل
للوصول الى مستوى اعلى من التنسيق بين الدول الاوروبية وان لم تتقدم الدول الاوروبية سيتراجعون ولن تبقى اوروبا موّحدة والخطر يطال الاتفاقات المشتركة بينها ومنها الشنغين الذي لا يعني حرية الانتقال فقط بل تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد ايضا فالحدود عليها ان تكون مضبوطة لمصلحة الجميع وما نراه اليوم ان الحدود غير مضبوطة وفي الانتقال في الداخل يتطلب مستوى عالي جدا من التنسيق كي لا يتنقل شخص مثا ابو عوض.
ابو مصعب السوري قال بأن على التكفيريين ضرب اوروبا وفرنسا تحديداً وذلك لكونها في السابق دولة استعمارية.
في فرنسا يوجد 6 ملايين مسلم اي ان هناك امكانية للتعبئة فيها للالتحاق بالفكر التفكيري افضل بحسب ما قاله ابو مصعب السوري.
ما حصل اليوم مغاير كلياً لحادثة تشارلي ايبدو لكن في عدد كبير من المدارس في فرنسا لم يلتزم طلابها بدقيقة الصمت على ارواح من مات في حادثة تشارلي ايبدو ولم اجد اي شخص يعارض حالة التضامن لان الخطر كان جماعياً والخوف جدي.
اليوم هناك خوف ورعب فالناس باتت تخاف من ركوب الميترو وقام الارهاب بضربهم في صلب حياتهم اليومية.

المسألة المذهبية غير موجودة في الحالة الاوروبية، موضوع الانزلاق الى نحو التطرف والتكفير امر وموضوع الصراع المذهبي امر اخر، ما نعيشه في المنطقة هو تباطؤ وانحسار لما يسمى الصحوة الدينية التي ضربت المنطقة منذ حوالي 50 عام وهناك بعض الروح للافكار العلمانية والمدنية واضحة، انما الحمى المذهبية التي هي نوع من الروح القبلية اثثر مما هي تدين تشهد انفجار مطلق، وما يحصل في اوروبا لا علاقة له بالحمة المذهبية.
الفتاة التي فجرت نفسها اليوم في سان دوني قال اخيها انها لم تفتح القرآن في حياتها وهذا ليس تدين بل نوعاً من التسيس السيئ.
المخدرات احد اشكال الانتحار البطيء والحزام الناسف هو انتحار سريع، يعني هناك عدة اشكال من الاسائة للنفس وللاخرين، وايضاً افيون التكفير هو نوع من انواع المخدرات.
“داعش” تجمّع لبعض العناصر والكوادر المدنية والعسكرية اليت كانت في العراق وسوريا والقريبين من النظام، وما نشهده في العراق ان القبائل التي كانت قريبة من الرئيس صدام حسين تأخذ ثأرها اليوم من خلال التقارب من داعش بينما القبائل والعشار في الانبار ومينوى التي كانت قريبة من النظام الذي نشأ بعد سقوط صدام ضد داعش.
نحن امام استمرار لغزو العراق سنة 2003 ووجود قوى في العراق لا تعتبر انها فشلت ولديها ثأر على ما حصل لها انه سرقت منها السلطة واعطوها للاكثرية الشيعية والمالكي همشها ولم ينفتح عليها، وعام 2010 بعد رحيل الاميركيين قطع المالكي الرواتب عن 80 الف في الصحوات وبالتالي هؤلاء اصبحوا كاليتامى “فلمهم داعش”، وهناك متطوّعين من كل العالم الاسلامي ومن اوروبا من لبنان والجزيرة العربية،ربما عددهم 25 الف او 30 الف ولا لهم دور قيادي او ريادي ويستعملون غالباً من قبل القادة الحقيقيين للعمليات الانتحارية، والذين قاموا بهذه العمليات في فرنسا ينتمون الى هذه الفئة، وهناك جيش ثالث مهزوم انضم الى داعش هم مقاتلي الشيشان، هناك حوالي 4000 مقاتل شيشاني في سوريا يعتبرون القوة الضاربة لداعش وهناك 4000 اخرين من اسيا الوسطى حاربوا في الجيش الروسي او حاربوا ضدده او حاربوا في الجيش الروسي وثم ضده، اذن لدينا جيش صدام المهزوم، وجيش الشيشان المهزوم، ومتطوعين والذين يفتون يمنة ويسرة، كل هذا اسس لشيء اسمه داعش، وعدد كبير ممّن يعادون “داعش” يشترون النفط من التنظيم.
من الممكن احداث باريس تكون طريق ان نجد من يقاتل داعش جدياً، معظم الاطراف التي تدعي محاربة داعش تستعمل حجة داعش لمحاربة خصومها الحقيقيين، اذن اصبحت داعش تأِيرة للدخول الى سوريا.
مثلاً عندما فتحت قاعدة انشرلي وقال الطيران التركي انه يقصف داعش أقّل من 5% من الطلعات التركية فوق سوريا استهدفت “داعش” بل كانت ضد حزب العمّال الكردستاني، والروس عندما يقولون انهم ذهبوا الى سوريا لمحاربة داعش الاكثرية الساحقة من طلعات الطيران الروسي حصلت في سهل الغاب ضد جيش الفتح وليست ضد داعش، وايضاً الطيران الذي يسمى طيران التحالف عندما قبض على الكساسبة لم يع الاذن لا تركيا ولا العراق ان ينقذوه، وقافلات النفط كانت تذهب يومياً من مناطق “داعش” في كل الاتجاهات، الم يراها طيران التحالف حينها؟
في حقيقة الامر حتى الساعة داعش تلعب، باستثناء معركة اكراد سوريا في كوباني الدامية مع داعش وقيام اقليم كردستان باستعادة الاراضي الكردية، لكن موضوع حرب على على داعش يلجم من يريد ان يحارب داعش والسؤالهو اذا قضيت على داعش من يستلم الارض التي تستولي عليها داعش؟
اتمنى ان يقوم تحالف اسلامي ضد “داعش” والمطلوب مشاركة السعودية وغيرها ضد هذا التنظيم، لا تحالف بقيادة اميركا او روسيا، المطلوب هي الحرب الحقيقية.
نحن امام تشابك بين ظاهرة “داعش” وبين ظاهرتني اساسيتين علينا ان لا نتناساها هي اولاً الازمة السورية، لن تقدم اي دولة اميركا او روسيا او الدول الاسلامية او تركيا على داعش الا اذا علموا من سيستلم السلطة بعدها.
الاسبوع الماضي في العراق تم استعادة المناطق اليزيدية من ايدي داعش، حصل شبه حرب بين القوى الكردية والقوى الشيعية على من سيستلم المنطقة الصغيرة هذه فكيف لارض بحجم بريطانيا والاردن، اي سوريا.
من الصعب البدء بعملية استعادة كل هذه المناطق في العراق وسوريا من دون الاتفاق السياسي.

عن منصب الأمانة العامة للأمم المتحدة
ننغير قواعد المناصب في الامم المتحدة وللمرة الاولى اخذ مجلس الامن قراراً بموضوع الامانة العامة للامم المتحدة وهي تقديم الترشيحات للمنصب والتصويت على 3 اسماء للجمعيةو العامة وهناك اتفاق مبدئي على ان تتولى امرأة منصب الامانة العامة للامم المتحدة.

عن مسألة المهاجرين الى اوروربا وعلاقتهم بالارهاب
الكونغرس الاميركي صوت اليوم على منع دخول النازحين السوريين الى اميركا لذا لا يجوز الخلط بين ملف النازحين والارهاب لان النازحين يهربون من الارهاب والحرب والقتل والدمار.
وربط الارهاب بالنازحين هو محاولة لوقف عملية النازحين، وتركيا تحاول ان تضغط على اوروبا للعمل اكثر على حل مشكلة السوريين من خلال السماح او غض النظر عن الهجرة الواسعة لكن ايضا هناك انعدام تضامن بين الاوروبيين حيال ملف النازحين كما ان عملية اعادة التوزيع في الداخل صعبة بينما ما هو مرجح ان ينتقل هو بمئات الالوف وربما بالملايين.
وروبما بين الارهاب الذي هو يجب علينا ان نميزعن عن النازحين وبين أزمة النازحين الى اوروبا ربما نشهد شيء لم نشهده منذ خمس سنوات وهو جدية بالتوصل لحل سياسي في سوريا وان لم يحصل حل سياسي في سوريا مشكلة النازحين لا حل لها وتطور التكفير وتعاظم داعش لا حل لها ايضا فعندما أنشىء التحالف منذ سنة ونصف لمحاربة داعش توسعت داعش نحو الرمادي في العراق ونحو تدمر في سوريا .
هناك تحالفان اليوم يزعمان محاربة داعش تحالف بقيادة اميركا فيه 63 دولة عمليا 99% من الطلعات الجوية اميركية وهناك تحالف آخر هو التحالف الروسي مع النظام والعراق ما يحاول القيام به هولاند هو اجراء قرار من مجلس الامن يشكل نوع من مظلة يدخل بها التحالف الاول والثاني، انا لا اصدق وانتظر لأرى هناك قدر هائل من انعدام الثقة بين الدول الكبرى فكل هيبة اميركا في الواجهة اليوم كما حصل عدد من الاحتكاكات بين الصين والاميركيين كانت ممكن ان تتحول الى مواجهة .
هناك انعدام كيميا بين الدول الكبرى في موضوع الارهاب والنازحين .

في الملف اللبناني
ما من وزير داخلية عاقل يمكن ان يضمن الامن المطلق، ليس هناك ما يسمى “الأمن المطلق” ولا احد يمكنه أن يضمن أمن البلاد وأنا معجب باداء القوى الامنية اللبنانية لانها تمكنت من افشال عدد من المحاولات التي كادت ان تحصل لكن لا احد يمكن ان يضمن امام الضغط الامني اليومي ان يكون هناك أمن مطلق والحمد لله بالنظر الى الاوضاع المتكررة لتعكير الامن ان هذا الجزء من عمل الدولة اللبنانية لازال فعالا وعلينا ان نكونمتحضرين ليس فقط لامكانية حصول حوادث امنية اخرى مدمية ولكن ايضا بتطوير تعاملنا معها بطريقة ان يكون هناك كل مرة تأكيد على الوحدة الوطنية وعلى ضرورة نبذ العنف بكل اشكاله ولاسيما العنف ذد المدنيين وعلى ضرورة عدم الخلط بين ذلك وبين استقبال لبنان لأكثر من مليون نازح سوري، هذه الامور يجب ان تدخل في ذهننا في حال حصلت حوادث امنية جديدة.
الساحة اللبنانية باتت صغيرة مقارنة مع ما يجري في العالم ما حصل منذ خمس سنوات هو اننا اصبحنا بحجم طاولة “البينع بونغ” مقارنة مع ملعب فوتبول اسمه ليبيا ومع ملعب بيس بول اسمه سوريا ساحات كبيرة ملتهبة بطريقة ان الاهتمام الهارجي بنا تناقص تناقصا شديدا ومن يتكل ان يتفق فلان مع اخر على رئيس جمهورية “مش هيك حتصير” يعني حاليا نحن لسنا موجودين في سلم الاولويات فعندما تكلم هولاند مع روحامي في ايلول الماضي عن الانتخابات الرئاسية في لبنان لم يلق صدى .
نحن ساحة صغيرة بمعنى هناك فائدة من ذلك ان مستوى التدخل والتصارع والتحارب على ارضنا خف كثيرا في المرحلة الاخيرة لكن هناك جانب سلبي لذلك وهو امكانية الدعم الديبلوماسي والسياسي والمالي للبنان تناقص ايضا بسبب اننا اصبحنا ساحة صغيرة في مقابل الساحات الكبرى الملتهبة.
ما يظهر اليوم اننا ننتقل من نظام دولي الى نظام دولي جديد وهذا الامر يمكن ان يأخذ سنوات نحن ننتقل من مرحلة استقرار الى حقبة جديدة قد لا نجد استقرار اقليمي قبل سنوات .
عندما لا تعمل المؤسسات الدستورية كما يجب فان الحرب وراء الأبواب لأنها حصانة المجتمع امام الانقسام، في هذا البلد كانت الطائفية والفئوية تحرك حياتنا السياسية الى حد كبير لكن زدنا الطين بلة صارت ادارتنا العامة التي تمكن فؤاد شهاب وغيره من جعلها عصية على السوسة الطائفية اصبحت كل مؤسساتنا مجالس ملية فكيف سنتقدم في فكرة الدولة اذا؟
ربما شاركنت بتواضع في اتفاق الطائف وايدته منذ اليوم الاول على الرغم من وجود ثغرات به ولكن هل كل مرة نعدل بها المؤسسات ندخل في عملية تعطيل المؤسسات القائمة بحثا عن بديل لها؟ او اننا نسير بالمؤسسات وخلال سيرها نطورها؟
نحن قادرون على الدخول بهذه التسوية ان قررنا اننا نسيء الى بلادنا بمجرد ان نكون انعكاس للانقسام المذهبي، الحل السوري ليس قريبا وليس علينا ان ننتظره فالحل السوري اليوم اقرب مما كان قبل اجتماع فيينا الاول ولكن لن يحصل غدا هو بحاجة الى وقت بالاشهر على الاقل وربما بالسنوات .
ان قرر اللبنانيين ان ينتخبوا رئيس جمهورية فلن يمنعهم احد في هذا الظرف وان لم ينتخبوا رئيس جمهورية فهذا يعني ان حرصهم على وطنهم اقل بكثير مما يجب وهذا لا يعني ان احدا يمنعهم من الاتفاق على رئيس واذا توجّه النواب غداً لانتخاب الرئيس سوف يتم انتخاب رئيس دون منع احد، من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية هم اللبنانيون والمرآة التي يعكسها لبنان الانقسام المذهبي على المستوى الاقليمي.
يجب ايجاد آلية تقوم على محاولة تصور مساحة مشتركة وانا اقول ان كان اليوم افضل ان يتعطل لبنان من ان ياتي مارسيل غانم رئيس جمهورية فلا استطيع القيام بشيء، يجب ان يكون لدي مساحة مشتركة ان الاهم هو ان كيون هناك رئيس جمهورية افضل من ان ياتي فلان او اخر رئيس عندها يمكن ان نصل الى مساحة مشتركة بين مختلف الاطراف لكن اذا كانت انانيتنا الشخصية وحساباتنا الفئوية مستمرة فالتعطيل سيبقى مستمر .
يجب الذهاب باتجاه رئيس للجمهورية قبل اي أمر آخر اليوم فلنطبق الدستور ثم نعدله نحن نعتبر ان الدستور اصغر من التفاهمات بين الفئات اللبنانية، الدستور مهم في ايام الشتاء وليس في ايام الصحو.

عن قانون الانتخاب
نحن ذاهبون باتجاه الصفقة السياسية في لبنان قانون انتخاب مقابل القبول بحصول انتخاب رئيس للجمهورية وهذه مخالفة دستورية كبرى الوقت ليس وقت الصفقات على الامور الدستورية الاساسية الوقت هو وقت تطبيق الدستور فوراً واجراء التعديلات لاحقاً.

عن مسألة النفايات والحراك المدني
لا احد يمنعنا من حل مشكلة النفايات وقصة ان موضوع النفايات ايضا اصبح مؤامرة دولية علينا امر غير صحيح فنحن عاجزون على حل مشكلة النفايات لاننا “طيفناها ومنطقناها” وهي امر داخلي بحت.
اي تحرك يخرج من المجتمع الاهلي والمدني مؤيد له، واعتقد ان الحراك بدأ بطريقة مقبولة وطرح موضوع يهم كل الناس، ثم انطلق منه لمواضيع اوسع له علاقة بالمؤسسات والطبقة السياسية.
موضوع النفايات ضاع امام ضرورة التعبئة ضد الطبقة السياسية، اعتقد انه جرى حرق للمراحل، اي ان الحراك انزلق من مسألة معيشية تهم جميع اللبنانيين وصحتهم الى مواضيع سياسية وطابع شعبوي، عندما “تدين كل الطبقة السياسية تحرم نفسك من دعم كل الاطراف المتحزبين لبعض عناصر هذه الطبقة السياسية وتكتفي بالمحايدين وهم قلة” لو كان الحراك المدني اكثرية كان الوضع افضل، ولكن كلن كلن “بياخدوا جماعتهن”.

الوضع السوري
هناك 3 مراحل، الاولى انتجت مبادئ جينيف والثانية تعثر التفاهم بما فيها جينيف 2، والمرحلة الثالثة مرت من حوالي شهر وانتجت فيينا 1 وفيينا 2.
فيينا 1، بيان التسع نقط لم يأخذ اهميته، لانه لم يعد هناك ثقة بالدبلوماسية بالرغم من نجاحها في الملف الايراني.
في اجتماع جينيف 1 لم تكن ايران والسعودية موجودة، وفي جينيف الثاني عندما الح كل من بان كي مون والاخطل الابراهيمي على وجود ايران بدأ الاميركي تغيير موقفه و وضع شرط وهو “هل تقبل ايران بمبادئ جينيف الاولى كيف نفكر بدعوتها؟”، رفضوا الايرانيين وقالوا انهم لن يأتوا الى اي اجتماع بأي شرط مسبق.
هناك بند واضح في فيينا ان الحل هو على اساس مبادئ جينيف وقبلت ايران بذلك، المهم قبول ايران بمبادئ جينيف وليس فقط وجودها في فيينا، وفي اليوم الثاني ذهب نائب وزير الخارجية السوري الى طهران وقال انهم لا يقبلون بفكرة المرحلة الانتقالية، يعني الحكومة السورية فهمت ان الايرانيين قبلوا بشرط وعدوهم انهم لن يقبلوا به.
اعتقد ان هناك اعتمال عناصر بعد الاتفاق النووي الايراني غير مضبوطة لا في اميركا او ايران.
ما اعلمه ان المرشد كان غير موافق ان يكون هناك تفاوض على موضوع غير الموضوع النووي، ثم تراجع وقبل ان يحصل تفاوضات على المواضيع الاقليمية في اطار متعدد الجوانب وليس في علاقة ثنائية مع الاميركيين.
اصبح هناك تطور في الموقفين الايراني والروسي، والتدخل العسكري الروسي لانه كان النظام في خطر بعد سقوط ادلب وجسر الشغور واريحا، ولا يمكن لروسيا ان تنتصر عسكرياً في سوريا، ولم يحصل في اليومين الاخيرين تطورات ولا يمكن ان تحصل تطورات، لان الاوضاع على الارض مختلفة والطيران لا يحل مشاكل كبيرة وروسيا لا قدرة مالية لها لحرب مفتوحة في سوريا وما هو ممكن هو تعديل ميزان القوى، او منع انهيار النظام، والبدأ بمفاوضات، والروس تمكنوا من تسجيل اكثر من نقطة ومنها اقناع الايرانيين بقبول مبادئ جينيف وهذا امر في غاية الاهمية واقنعوا بامكانية التفاهم مع السعوديين على الموضوع سوريا وبدأ تبادل اللوائح الارهابية.
كل هذا يشير الى ان الروس ستعملون العسكر والسلاح لتحريك الدبلوماسية وقد استعملوا ذلك بقدر من النجاح، المشكلة ان انعدام الثقة بين القيادتين لم يؤد الى نتائج باهرة في فيينا، لذلك الاتفاق على النقاط التسع في الجلسة الاولى لم يقابلها اتفاق بنفس الاهمية في الاجتماع الثاني وتحدد الاجتماع ربما بعد شهر.
لذلك نحن اقل بعداً من حل الازمة السورية عن الشهر الماضي ولكننا ما زلنا بعاداً.
النظام السوري ارسل للامم المتحدة 42 اسم لتمثيله في اللجان الاربعة التي طرحتها الامم المتحدة ومنها الامن والنازحين و12 لكل لجنة والمشكلة ان الطرف الاخر لم يرسل هذا النوع من الاسماء وهناك مشكلة اكبر، هل هذه هي الطريق الفضلى للتفاهم بين النظام والمعارضة؟ اشك في ذلك.
الحل في سوريا له عدة شروط، ومنها انه يجب ان يشعر كل السوريين ان لا امكانية بحل عسكري.
مصير بشار يرتبط بأمر اساسي وهو هل يقبل بفترة انتقالية؟ النظام يرفض ذلك والروس يقبلون.
ليلة الاتفاق على المرحلة الانتقالية لم يسلط الضوء على بشار، بل انتقال السلطة التنفيذية الى الحزب الانتقالي، وهيلاري كلينتون قدرت ان المعارضة السورية سترفض ان يكون بشار جزء في المرحلة الانتقالية، اذاً “انت يا بشار في السلطة” فاضطر لافروف العودة الى الامم المتحدة والتصريح انهم لم يقرروا ذلك.
قناعتي الذاتية انه لا يمكن ان تنتهي الازمة السورية بنفس صلاحيات الرئاسة السابقة وهذا الامر اهم من شخص بشار، يعني طبيعة الدستور السوري اذا كان ذو مصداقية كما جاء في فيينا يجب ان يكون هناك اختلاف في توزيع الصلاحيات وليس من الضروري ان يكون على طريقة الطائف والطائف لا يمكن ان يطبق بسوريا، من الممكن ان يكون الحل بقاء بشار ولك بصلاحيات مختلفة او يرحل و يأتي احد اخر ولكن بغير الصلاحيات.

السابق
الجيش: توقيف 3 أشخاص وضبط كمية من المتفجرات داخل سيارتهم
التالي
الامم المتحدة تطالب بانسحاب الحرس الثوري وحزب الله من سوريا فوراً