موسكو ملزَمة بالتنسيق الإسرائيلي.. وحزب الله محرج أكثر

روسيا اسرائيل
أسباب التعاون العسكري - الأمني الإسرائيلي - الروسي. ما زالت تربك إيران - حزب الله. بل أصابت مقتلهما سوية. وحشرتهما في الزاوية الخطأ. والأصعب أن الأحداث تتكشّف عن تورّط لم يكن بالحسبان. والأخطر أن تطورات الأحداث ضربت صدقية حزب الله. وجعلته في موقع الشبهة بتأييده المشروع الإيراني ثمّ مشروع التدخل الروسي، وكلها لم تستطع حماية نظام الأسد. وروسيا ملزمة بالتعاون مع "إسرائيل" وهذه هي الأسباب.

كثيرون لم يقتنعوا بمقولة التنسيق الروسي – الإسرائيلي، ولو أنه كان موثقًا بالإجتماعات بين الطرفين، ومعلنًا عسكريًا بـ “الخط الساخن”. ومنفذًا بالتنسيق في طلعات طيران الطرفين في الأجواء السورية. وكثيرون تساءلوا عن سر هذا التنسيق واستغربوه. أو اصطدموا بسرعة التحوﻻت التي جعلتهم يتحولون إلى الهامش. وكذلك حولت معاركهم “لحماية المقامات” إلى شعارات بلا معنى. وحتى وجودهم فقد معناه. كانوا يظنون أنهم موجودون على طاولة الكبار.
ولكن… روسيا تنظر إلى المسائل من زوايا مختلفة، ولم ينتبه المتسائلون والمصدومون أن التعاون العسكري الروسي – الإسرائيلي يرقى إلى سنوات. وأن موسكو ﻻ يمكنها الدخول في الملف السوري من دون التنسيق الإلزامي مع تل أبيب. لماذا؟
لأن التقنيات العسكرية الروسية المستخدمة في سورية تستفيد كثيرًا من الخبرة والصناعات الإسرائيلية. ولأن إسرائيل، للأسف، هي المصدر الوحيد لروسيا في مجال طائرات التّجسّس من دون طيار. وكانت صفقات شراء هذه الطائرات تمّت منذ سنوات. وهناك شروط لاستخدامها خصوصًا في الدول العربية “الجارة”. فهي طائرات إسرائيلية المنشأ. وقد طورتها مصانع روسية قرب سان بطرسبورغ مستفيدة من التكنولوجيا الصهيونية.

إقرأ أيضًا: اين هي البيئة الحاضنة لـ«داعش»؟
صحيح إن التعاون بين الطرفين الروسي – الصهيوني قد ﻻ يصل إلى درجة التحالف. لكنه تعاون وثيق يفرض التنسيق بين الطرفين بالحد الأدنى. وروسيا تثق بالتعامل التقني مع الطرف الصهيوني في تل أبيب. وأنها ضخّت بلايين الدوﻻرات لتطوير بحوث علمية في الكيان المحتل لتطوير التعاون المشترك في مجال تقنيات “النانو”. ويقول عارفون في هذا المجال: إن مفاوضات عسكرية بين شركات الإتصال والمراقبة المتخصصة بين الطرفين تتفاوض لتأسيس شبكة اتصاﻻت حديثة غايتها دمج شركة “روس تيخ” الروسية وشركة “أيه آي سي تيليكوم” الإسرائيلية غايتها دمج شبكتي الإستخبارات في كلا البلدين وتصل الصفقة إلى نحو 5 بلايين دوﻻر أميركي.

اقرأ أيضًا: لهذا السبب ترتفع نسبة الضحايا من حزب الله والحرس الايراني في سوريا
إن وجود هذا التعاون العسكري المتنامي بين موسكو وتل أبيب هو الذي أوصل إلى هذا التنسيق “الساخن” والذي يعتبره الطرفان تعاونًا طبيعيًا. ولسوء حظ حزب الله وإيران فإن المصالح الروسية – الإسرائيلية مرتبطة بتقنيات تجسس واتصال ومراقبة. وهي أوثق وأهم من خطط إيرانية ودعوات “حزبلية” لحماية مقام هنا وشيعة هناك ومحاصرة بلدة سورية هنالك.
إن التعاون والتنسيق بين موسكو وتل أبيب ليس دعاية مغرضة، بل هو نهج وواقع يتعزز بالمصالح ويتعمّق بالمشاريع المشتركة. وهو ما يؤكد أن العامل الإسرائيلي داخل في المعادلة. وعلى الذين ينكرون هذا الواقع المر أن يفكروا بطريقة تخرجهم من المستنقع السوري. خصوصًا بعد تفجيرات باريس التي استعجلت الحلول النهائية الحاسمة. وبعد أن بدأ التعاون العسكري – الأمني بين تل أبيب – موسكو يتحول إلى مشروعات سياسية حول اتهامات الحركات المتأسلمة ب “الإرهاب” لن يجد حزب الله نفسه بعيدًا عنها.

السابق
جعجع: فوجئت بالمحاولات المستمرة لشل جهاز أمن الدولة
التالي
بين الميثاقية والمهلّبية