بين الميثاقية والمهلّبية

نبيه بري

لل “إستيذ” نبيه مقاربته الدستورية بالنسبة إلى “تشريع الضرورة”. للقوى السياسية قراءاتها المتنوعة. لاتحاد قوى الشعب العامل تفسيره الخاص. للقوى الشعبية المناهضة للإمبريالية غير الممثلة في المجلس الممدد لنفسه مطالعتها بهذه المسألة. للمحللين السياسيين المنتشرين على الأرضيات والفضائيات والإذاعات أيضاً ما يقولونه في هذه القضية وللعماد موسى المولود في برج الدلو ما يدلي به.

تشريع الضرورة يا إخوان هو نتيجة حتمية للإفراط في التهام القرنبيط على شرفة منزل صيفي مطلّ على واد والهواء على البلكون يطيّر البغل. أو هو نتيجة القضاء على دست من البزاق البلدي أو إلتهام غمّة في سهرة أنيسة. أو جرف جاط كبة نيئة وإفراغه في بطنك. أن تأكل كالوحش أحد هذه الأصناف الواردة أعلاه، وأن تحلّي ضرسك الطيب بدزينتي زنود الست بقشطة مشكوك فيها وأن تشرّع درفتي الشباك في غرفة النوم وتنبطح عاري الصدر إلا من سجادة مصنوعة من الشعر الطبيعي “وتتشلقح” بعين العاصفة المشبعة بالبرودة والرطوبة فذلك يعني “ضرورة”، وأن تركض زوجتك في الليل بحثاً عن صيدلية مشرعة الأبواب لإحضار دواء يوقف الإسهال، فهي بمعنى ما تقوم بما يقوم به “الأستيذ” الذي اكتشف أن البلد مضرور وآخد برد وحالته بتلوي القلب. ومن هنا وُلدت عبارة “تشريع الضرورة”.

إقرأ أيضًأ: محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟

أما الميثاقية المرتبطة بال “ضرورة” فهي خلطة لبنانية مائة بالمائة. فكما يستحيل الإستغناء عن الطحينة بالكبة أرنبية وكما يستحيل الإستغناء عن الدجاج والموزات في الملوخية وكما يستحيل الإستغناء عن مكوّن السمك أو الرز في الصيادية وكما يستحيل الإستغناء عن الرز الناعم والحليب في المهلبية وكما يستحيل الإستغناء عن البرغل واللحم في تحضير الكبة بالصينية كذلك يستحيل عقد جلسات تشريعية من دون إسلام ومسيحيي. الصيغة اللبنانية ميثاقية متل المغربية والعثملية والصيادية والملوخية. والميثاقية إخت الكيانية بالرضاعة وعندها أب ولا أحن من هيك dad: الرئيس الشاعر نبيه بري.

اقرأ أيضًا: بعد «الإبراء المستحيل» «الحليف الخسيس في جلسة الخميس»

يعرف القاصي والداني في طول البلاد وعرضها أن للرئيس بري عشرة أولاد وهم بحسب تواريخ ولادتهم وظهورهم على الشاشة: سيلان وسوسن وفرح ومصطفى وعبدالله وهند ثم أمل وريم وميساء وباسل أما الميثاقية فاعترف الإستيذ بأبوتها منذ أيام ويبقى أن نتعرف على الست الوالدة. في أي حال مبروك ما إجانا. ولن نستغرب كلبنانيين أن تكشف فحوصات ال DNA أن الرئيس نبيه بري هو أيضاً من أباء الدستور. هناك شبهات كثيرة حول القضية. هناك من سمع الإستيذ يقول أن الدستور متل ولادي وأحافظ عليه كما أحافظ عليهم. ما تكون إنت بيّو يا إستيذ وخايف من الفضيحة؟
وإن ننسَ لا ننسى أن الإستيذ أب “التوافقية” وأب “المصلحة الوطنية” وأب “المقاومة” الإسلامية والوطنية وأب الترويكا وأب الحركة النقابية وبي الفقير كما كان حال بول جاردان في الأمس وعقيل برازرز اليوم وأب كيدز موندو وأب الإنماء وأب التنمية وأب التحرير وأب الجنوب وبالإذن من آلان عون الرئيس بري هو المؤهل لتحسين نسل رؤساء مجالس النواب. هو الجامع المشترك. هو أب الجميع ولا يزعج بابا نبيه أن يلعب دور إم الصبي.

السابق
موسكو ملزَمة بالتنسيق الإسرائيلي.. وحزب الله محرج أكثر
التالي
الغاء اليوم الأمني… والحق على «موريس»!