الحوار في جلسته العاشرة إيجابيات وبحث عن «خريطة طريق»

باستثناء الفقرات الثلاث والتي صاغها وزير المال علي حسن خليل باقتضاب، وتتضمن إجماعاً على مواجهة الإرهاب وتفعيل عمل مجلس الوزراء، فإن جلسة هيئة الحوار العاشرة التي عقدت في عين التينة، وانتهت بغداء إلى مأدبة الرئيس نبيه برّي في فترة زمنية لم تتجاوز الساعتين، دار خلالها النقاش في العموميات واتسم بالهدوء، قبل ان ترفع إلى موعد جديد تحدد يوم الأربعاء المقبل في 25 تشرين الحالي، لمواكبة جلسة للحكومة موضوعها بت العروض ذات الصلة بترحيل النفايات، بعد إعادة توضيبها وفرز ما يمكن فرزه منها وكأنه من المصدر.

خيّمت الأجواء الإيجابية التي سادت عقبَ التفجير المزدوج في محلّة برج البراجنة على الجلسة العاشرة لهيئة الحوار الوطني التي التأمت أمس، في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وإدارته. وناقشَ المتحاورون في غياب حزب “القوات” اللبنانية ومقاطعة حزب “الكتائب”، قضايا الساعة، بدءاً من الملف الأمني الملتهب بفعل الإرهاب المتواصل، مروراً بالملفّين الرئاسي والحكومي، وصولاً إلى الملف التشريعي من بوّابة قانون انتخاب جديد.

ولم تخرج جلسة الحوار العاشرة بحلول مبتكرة لأزمات البلاد المتحكمة بكل تفاصيل الحياة، انما سادها جو ايجابي تحت عنوان “التسوية الشاملة” التي طرحها أخيرا الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ومن المتوقع ان تكون مادة للبحث الاضافي في الجولة التالية للحوار الاربعاء المقبل.  كذلك لم يغِب ملف النفايات عن المناقشات في ظلّ رجَحان كفّة الترحيل إلى الخارج.

البيان

فيما عكسَت تصريحات المتحاورين أجواء ارتياح سادت جلستَهم، جاء في البيان الذي صدر في ختامها أنّ “المجتمعين جددوا استنكارهم للجريمة الإرهابية التي وقعت في برج البراجنة، وأثنوا على الالتفاف الوطني الجامع على إدانتها والتضامن الذي عبّرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الإرهاب. وقدّروا عالياً جهود الأجهزة الأمنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشفَ كلّ تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين، وشدّدوا على أهمية استمرار التنسيق في ما بينها للحفاظ على الاستقرار وضبط أيّ محاولات إرهابية. وكان إجماعٌ بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدّمها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا المُلِحّة”.

اقرأ أيضًا: بري يجمع المتحاورين في عين التينة بعد «المراوحة» في السراي

جنبلاط: الجو كان إيجابياً جداً

وأعرب رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط عن تفاؤله بالأجواء التي سادت الجلسة، وقال إن “الجو كان إيجابياً جداً”، كما أضاف: “الأوضاع منيحة في الوقت الحاضر”.  وأكد أنه “وُضعت نقاط معينة وثُمّنت الجلسة التشريعية”. مشيراً إلى أنه “نسير اليوم وفق سياسة الخطوة خطوة: بالأمس الجلسة التشريعية، وغداً الجلسة الوزارية، وبعدها حلّ مسألة النفايات”. ورأى أن “مبادرة نصرالله حول التسوية الشاملة وتلقّف الرئيس سعد الحريري لها بإيجابية، يفتحان آفاقاً جديدة… وإن شاء الله خير”.

“الأخبار”: “شغب” السنيورة

وكالعادة، وفق تعبير “الأخبار”، حاول السنيورة استغلال الحديث عن الواقع الأمني للتصويب على المقاومة، عبر طرح موضوع سرايا المقاومة ومشاركة المقاومة في القتال في سوريا. فرأى أن “وجود سرايا المقاومة في بيروت وصيدا والمناطق الأخرى يروّع المواطنين، ويتسبّب في تنمية المشاعر الطائفية والمذهبية”.

اقرأ أيضًا: الرئيس بري: إعتذار الكبار.. لكن المطلوب أكبر

وردّ برّي على كلام السنيورة بالقول إن “الأمور في العالم تطوّرت… وكل شيء يتقدّم إلّا أنت ترجع إلى الوراء وتكرّر ذات الاسطوانة”. بدوره، ردّ النائب محمد رعد على كلام السنيورة، لافتاً إلى أن “الدم لم يجفّ بعد، وهذا الكلام ليس في وقته الآن. في سوريا هناك حرب عالمية، وفي حالات الأزمات تلتف الدول والشعوب بعضها على بعض، كما حصل في فرنسا، بدل تبادل الاتهامات”.

نقاش حول الأولويات

وكان السنيورة، أكد أنه “نحن من المؤمنين باتفاق الطائف وأهمية العيش المشترك، ولذلك كنا وسنبقى حريصين على استمرار الحوار وكذلك مع حزب الله”: وقال: “استمعنا بكثير من الاهتمام إلى التصريحات الأخيرة للسيد نصر الله التي جاءت بأسلوب ومضمون جديدين على ما يبدو، ولذلك كان موقفنا أنّ هذا أمرٌ جيدٌ ويشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وربما يعبر عن رغبة مستجدة للتوصل إلى تسوية”.

وأضاف: “هذا يحتاج إلى مناقشةٍ وبلورةٍ وخطوات عملية على الأرض تساهم في خفض التوتر ومعالجة استمرار الشحن الطائفي والمذهبي الذي تساهم فيه تصرفات البعض وإيحاءات كلامهم والتي كان آخرها ما جرى في صيدا، والذي تصدى له الرئيس بري”.

كما أشار مصدر في هيئة الحوار إلى أن رعد رد على السنيورة، لكن بهدوء. وقال أن مبادرة نصرالله لا تعني أن هناك تغييراً في الموقف، إذ إن التوافق يجب ألا يقتصر على انتخاب رئيس، بل يفترض أن يشمل التفاهم على قانون الانتخاب وسائر القضايا.

فرنجية والاتفاق الشامل

إلى ذلك، رأى رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية أنه لا بد من التوصل إلى اتفاق يشمل كل شيء، وسيكون بمثابة سلة واحدة متكاملة من رئيس الجمهورية إلى الحكومة مروراً بقانون الانتخاب الجديد وانتهاء بالنقاط الأخرى التي ما زالت عالقة. ولفت إلى أن “عدم التوصل إلى تفاهم حول الأمور الكبيرة التي تعتبر أساس الخلاف بيننا، لا يعني أبداً عدم الالتفات إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة، وإلى المشكلات الاجتماعية التي تكبر يوماً بعد يوم ومشكلة النفايات”.

السابق
القاء قنبلة فجرا في عين الحلوة ولا اصابات
التالي
شهيب: ترحيل النفايات ابغض الحلال وحل استثنائي نأمل ان يفتح الافق امام حلول اخرى عقلانية