بري يجمع المتحاورين في عين التينة بعد «المراوحة» في السراي

نبيه بري
الإرهاب الذي استهدفَ الضاحية مجدّداً، بعد فترة طويلة نسبياً من الاستقرار الأمني، يتّجه لتحويل أولوية القيادات اللبنانية من سياسية إلى أمنية، خصوصاً بعد إعلان أكثر من مسؤول سياسي وأمني دخولَ لبنان في حرب مفتوحة مع الإرهاب. وفي حال سَلكت الأمور هذا الاتجاه يَعني أنّ الأمن نجَح في تحقيق ما عجزَت عنه السياسة لجهة الدفع نحو تسوية سياسية تُعيد تفعيلَ عمل المؤسسات الدستورية، وتحصينَ الوضع الداخلي بشبكة أمان سياسية.

وفيما يستمر العنوان الأمني طاغياً على مجمل الوضع الداخلي في ظل التداعيات التي تركها التفجيران اللذان حصلا الاسبوع الماضي في برج البراجنة ومضي التحقيقات مع الموقوفين في كشف الكثير من خيوط التخطيط للتفجيرين وتنفيذهما، تنعقد جولة الحوار النيابي العاشرة اليوم في عين التينة بدل مجلس النواب تجنباً لارباك الحركة العامة في وسط بيروت بسبب الاجراءات الامنية التي تملي مزيداً من التشدد وسط المناخ الامني الناشئ عن التفجيرين.

واذا كان نقل مكان الحوار في ذاته شكل دلالة على انعكاسات المخاوف الامنية على الاستحقاقات السياسية، فإن تساؤلات عدة اثيرت عشية الجولة تتصل بما وصفته مصادر سياسية بارزة بالادارة السياسية لمرحلة التحديات الامنية الناشئة مجدداً والتي تتطلب من القوى السياسية مرونة وتكيفاً كبيرين مع موجبات هذه المرحلة المحفوفة باخطار لا يحتاج أحد الى تبينها والتثبت منها في ظل ما جرى في برج البراجنة ومن ثم عبر تفجيرات باريس.

اقرأ أيضًا: محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟

 

وستعقد الجلسة، في عين التينة اليوم، بدل ساحة النجمة على خلفية اعتبارات أمنية وصعوبات التنقل بالنسبة لرؤساء التيارات والكتل النيابية المشاركة، على ان يتناول المشاركون طعام الغداء إلى مائدة برّي، الأمر الذي يوحي بعقد جلستين بدل جلسة واحدة في مقاربة جديدة لجدول الأعمال الذي اقترحه برّي.

بند إنتخاب الرئيس

وستركز  طاولة الحوار اليوم، على موضوع رئاسة الجمهورية بشكل رئيسي بعد ان تمّ الانتهاء من عدد من النقاط المدرجة على الجدول الذي وزعه برّي عندما دعا إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني في 9 أيلول الماضي. وقال ان انتخابات الرئاسة الأولى تبقى البند الاكثر حيوية على جدول الجلسة.

اقرأ أيضًا: تفاصيل «تسوية» التي أنقذت «الجلسة التشريعية»

اتصالات بالجميل للمشاركة

على صعيد متصل، جرت أمس إتصالات عدة وفق “النهار” برئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل ليشارك في جولة الحوار اليوم بعد مقاطعته الجولة السابقة على خلفية موضوع النفايات، إلا أن “الجمهورية” لفتت إلى أن إجتماع “14 آذار” في بيت الوسط تبلغ بأنّ رئيس الكتائب لن يشارك اليوم انطلاقاً من موقفه الثابت من عدم دعوة مجلس الوزراء لمواجهة ما هو طارئ في ظلّ الظروف الأمنية التي عاشَتها البلاد ولا سيّما التفجيرات الأخيرة التي لم تستدعِ برأي المعنيين دافعاً إلى عقدِ جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، وقضايا مختلفة يجب أن يواكبَها مجلس الوزراء تشَكّل همّاً يومياً لمختلف الفئات اللبنانية.

الإرهاب يحضر

ومن المرجح أن تبدأ  الجلسة العاشرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة الخميس الماضي، على ان يتلوها كلمة للرئيس برّي يتوقف فيها عند مخاطر الإرهاب الذي ضرب في بيروت وباريس، وضرورة تحصين الاستقرار اللبناني بالوحدة الوطنية، وتوفير ما يلزم لدعم الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الخطر، والإشادة بالسرعة القياسية التي تمكن فيها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في كشف أفراد الشبكة الإرهابية واماكن تواجد عناصرها، بالإضافة إلى إلقاء الأمن العام اللبناني القبض على عناصر الشبكة المسؤولة عن التفجير تمويلاً وتخطيطاً.

بالفيديو جلسة الحوار التاسعة:

 

السابق
طليقة البغدادي «سجى الدليمي» مستعدة للتعاون
التالي
قرار بالزام غادة عيد وقف بث فيديو يتناول كريستال ابي عاصي