فيينا (3) ومصير الأسد المجهول…المعلوم

شارك أمس السبت في مؤتمر فيينا الثالث وزراء خارجية وعدد من الدبلوماسيين يمثلون 19 دولة داعمة لأطراف النزاع المختلفة في سوريا ومؤثرة في المنطقة، وذلك من أجل مقاربة حلّ سياسي ينهي الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد.

اعلن وزير خارجية اميركا في نهاية المؤتمر عن اتفاق يحدد الأول من كانون الثاني موعدا لبدء محادثات بين حكومة الأسد والمعارضة.
وينص الاتفاق على أن تصل المفاوضات بين الأطراف السورية المتنازعة إلى تشكيل حكومة انتقالية ” ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية”، تحدد جدولا زمنيا لكتابة دستور جديد، على أن تجرى انتخابات حرة وعادلة وبإشراف الأمم المتحدة خلال 18 شهرا، بحسب البيان نفسه.
الاتفاق لم يحسم قضايا ظلت عالقة، مثل وضع الرئيس السوري بشار الأسد وتحديد من من جماعات المعارضة السورية يمكن أن يصنف تحت لافتة تنظيم إرهابي.
غير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كرّر لازمة القول ان مصير الرئيس بشار الاسد يجب ان يحدده الشعب السوري، اعلن ان الأردن سيشرف على عملية تحديد من الجماعات يمكن عدها جماعة إرهابية، على أن تكتمل هذه العملية قبيل موعد بدء العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة في كانون الثاني المقبل.
وفي اشارة واضحة الى مآل بشار الأسد في المرحلة الانتقالية اللاحقة والتي لا يريد الروس التصريح مبكرا عنها لأسباب سياسية، قال كيري أن المشاركين فشلوا في الاتفاق على تحديد دور الأسد في المرحلة الانتقالية أو دوره المستقبلي في الحكومة، ولكنه لمّح بالمقابل انه “إذا لم يكن الديكتاتور الأسد والإرهابيون هما الحل، وهما ليسا كذلك، فالتحدي الذي يواجهنا هو تهيئة الظروف، التي بموجبها يمكن التوصل إلى بديل واضح ومقبول على نطاق واسع وقابل للتطبيق”.
ولا شك ان وضع بشار وداعش في كفة واحدة من قبل الدبلوماسية الاميركية كما اتضح في تصريح كيري آنفا، والكلام عن “بديل واضح ومقبول” عنهما فيه اكثر من تلميح ويتعدّاه الى تصريح مبطن، وهو ان المرحلة الانتقالية ستكون دون الرئيس الاسد.
أما التصريح العلني فهو ما اعلنه وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير للصحفيين السبت على هامش محادثات فيينا بشأن الأزمة السورية، على أن الأسد لن يكون له مستقبل في سوريا لأنه “مجرم حرب” مضيفا أنه إذا تبين عدم جدية النظام السوري وحلفائه في العمل من أجل رحيله، فالخيار العسكري قائم ودعم المعارضة السورية سيتواصل.
لذلك وبما ان برنامج حلّ الازمة السورية اعلن أمس ومدته عام ونصف، فان مصير الرئيس بشار الأسد المجهول أصبح معلوما وهذا المصير هو أنه لن يكون على رأس السلطة السورية في نهاية هذا البرنامج، اذ ان أي حلّ لن يكون حلّاً، بل تصعيدا للأزمة ما دام الاصرارعلى بقائه قائما من قبل الروس والايرانيين، وهما البلدان الوحيدان الداعمان للنظام البعثي في سوريا واللذان سوف يرضخان في نهاية الأمر للتسوية لأن فاتورة الدعم تكبر ماديا وبشريا، واصبحت لا تطاق في ظلّ الازمة الاقتصادية العالمية الحالية، وما موافقتهما في النهاية على برنامج الحلّ الذي اعلن سوى قبول ضمني ان ازاحة نظام الاسد في سوريا أصبح أمرا واقعا، وسوف يتوّج أي حلّ مستقبلي.

السابق
جعجع: “برافو” شعبة المعلومات
التالي
غارات روسية على جرود قارة وجرود القاع اللبناني