الذئاب المنفردة قد تشن موجة جديدة من الهجمات في الغرب

لا شك أن هجمات باريس سوف تكون لها عواقب سياسية، حيث تأتي قبل خمسة أيام من توجه حاملة الطائرات الفرنسية، شارل ديغول، إلى الشرق الأوسط للمشاركة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتشنّ فرنسا غارات جوية في سوريا منذ أواخر سبتمبر على مواقع داعش، ما قد يكون دافعا وراء تزايد موجة العداء ضدها، خاصة أنها سبقت أن تدخلت في مالي لتخوض مواجهات مع مجموعات متشددة قريبة فكريا وتنظيميا من القاعدة وداعش.

وتوقع خبراء أن تكون هجمات فرنسا بداية لموجة جديدة من الأعمال الإرهابية، قد تضرب مستقبلا أوروبا والولايات المتحدة.

ولم يستبعد الخبراء في تصريحات لـ”العرب” أن تشهد الفترة المقبلة تنافسا محموما بين داعش والقاعدة على تنفيذ عمليات في مدن غربية، في إطار تنافس التنظيمين على كسب المزيد من الأنصار بين مسلمي الغرب.

وسبق لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة أن دعا مسلمي أميركا وغيرها من دول الغرب في سبتمبر الماضي، إلى شن هجمات داخل الدول التي يعيشون بها، كما بث داعش في يوليو الماضي فيديو لأحد عناصره من الفرنسيين، وهو يتوعد بلاده بإرسال “الذباحين” إلى باريس.

وحذر صبرة القاسمي الجهادي السابق من أن داعش ربما يسعى لتنفيذ هجمات مشابهة في مدن غربية أخرى، وأن أبوبكر البغدادي قد يخطط لإعلان ولاية إسلامية في كل مدينة ينفذ فيها تفجيرات.

ويرى مصطفى زهران الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن البغدادي سيتمادى في هجماته ضد أهداف غربية حتى لا يسمح بتحالف الغرب ضده، خصوصا أن هدفه من العمليات الانتحارية في فرنسا إرسال رسالة للغرب بأنهم ليسوا في مأمن من قصفه.

وقال زهران لـ”العرب” إن ما حدث في فرنسا يمكن أن يطلق عليه “جهاد النكاية” الذي تمارسه داعش ضد الغرب انتقاما من القصف الغربي لمواقعها في سوريا والعراق.

وأوضح أن البغدادي ليس لديه نية حاليا لإنشاء ولايات في أوروبا ولكنه لن يسمح لأيّ دولة بتهديد استقرار خلافته المزعومة.

غير أن الباحث لم يستبعد أن تنتقل العمليات الإرهابية من باريس لعدد آخر من مدن أوروبا والولايات المتحدة، في ظل وجود المئات من الذئاب المنفردة التي تنتظر الإشارة لتنفيذ عملياتها.

وذهب هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى أن أحداث باريس ردّ فعل على ازدياد القناعة الدولية بضرورة ضرب داعش ومحاصرتها.

وقال النجار لـ”العرب” إن داعش يهمها الضغط بقوة لقطع الطريق أمام سيناريوهات استثنائها من التسويات في المنطقة، وخاصة في سوريا.

وأشار النجار إلى أن السيناريو الحالي يرجح حصول داعش على جزء من الكعكة السورية بعد أن تضع الحرب أوزارها، خاصة في ضوء المخطط المتداول حول تقسيم البلد إلى دويلات، مشيرا إلى أن تحرك داعش الأخير جاء ضد من يمانع من منحها أكبر مما تستحق أو تمانع في أن يكون لها دور سياسي في المستقبل مثل فرنسا وروسيا.

السابق
ديبورا لي جيمس واستحالة الانتصار على “داعش” بلا قوات على الأرض
التالي
انتحاري يفجر نفسه جنوب شرق تركيا واصابة 4 من عناصر الشرطة