التفجير الانتحاري المزدوج ….تكملة رسالة دموية

تفجير برج البراجنة
بعد غياب مدّة سنة ونصف، اهتزت منطقة الضاحية الجنوبية من جديد وتحديدا في محلة برج البراجنة، لضربة مؤلمة وقاسية جداً داخل شارع مكتظ بالناس الأبرياء العزل، نفذته يد الغدر والإرهاب في تنظيم دولة التخلف والإجرام "داعش"، وذلك من خلال تفجير انتحاري راجل مزدوج أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.

العملية الانتحارية الدموية المزدوجة الراجلة المتسللة والجبانة، المذيلة من قبل الإرهاب التكفيري تحت توقيع دولة الشياطين والكفر والإجرام “داعش”، التي أوقعت 300 ضحية بين شهيد وجريح، تعد بمثابة عملية إجرامية مستنكرة خارجة عن كل أطر معايير القيم الإنسانية والأخلاقية، ولا تخدم إلا مصالح العابثين المجرمين بأمن لبنان ولا فرق عندهم بين مجتمع أو طائفة لبنانية وأخرى في عقيدتهم الإجرامية.

ولكن هذه العملية الإجرامية تأتي ضمن تكملة للإعمال الإرهابية السابقة التي ضربت عمق وأطراف مناطق الضاحية الجنوبية، وهي أيضا بمثابة رسالة دموية جديدة تكملة للرسائل الدموية القديمة الموجهة إلى قيادة “حزب الله”، بقصد إفهامها بالخروج الفوري من المستنقع أو الداخل السوري، طبعا ليس من تنظيم “داعش” لان “داعش” ما هو إلا أداة عملاء طيّعة استخباراتية يستخدمون كرسائل إجرامية مسيّرين كالحمير، وراءه أجهزة مخابرات تابعة لدول عدة إقليمية ودولية، تريد إخراج “حزب الله” من سورية بقصد إنهاء النفوذ الإيراني العسكري والسياسي والأمني، باعتبار الحزب الزند الوحيد الخاص لكباش صراع المصالح الإيرانية الإستراتيجية الدائرة في سورية.

 

إقرأ أيضاً: هل بدأت رسميّا حرب داعش – حزب الله؟

 

تفجير برج البراجنة

 

مسكين لبنان وشعبه وتحديداً الطائفة الشيعية الكريمة، التي لا ناقة لها ولا جمل في الصراع الدائر خارج الحدود اللبنانية، ألا يكفيها الطائفة الشيعية الحزن اليومي بعد عودة أبنائها جثامين قتلى مباشرة إلى مثواهم الأخير من الداخل السوري، وأن تظل الطائفة مستهدفة في أمنها واستقرارها وأرزاقها رغماً عنها، والإبقاء عليها داخل دائرة الرعب تتألم من إرهاب ضربات المتطرفين الإسلاميين التكفيريين بعد نقل إجرامهم وإرهابهم من الداخل السوري إلى لبنان، بسبب الذريعة الذي أعطاهم إياها “حزب الله” على طبق من فضة لناحية مجاهرته العلنية ومشاركته الفعلية ضمن الحرب المفتوحة إلى جانب النظام في الداخل السوري.

إقرأ أيضاً: في انتحار السنّة والشيعة…

سؤال يحيّرني، لماذا تنظيم الإرهاب والإجرام “داعش”، لا يضرب عمق إيران أو على الأقل داخل حدودها المشتركة مع العراق، طالما يستطيع الوصول إليها دون مشقة باعتبار “داعش”، إن إيران هي أساس أو منبع الأزمة والمشاكل في سوريا؟ لماذا الساحة اللبنانية هي دائما الضحية وممر للرسائل الدموية وتحديداً الى الضاحية الجنوبية؟

السابق
هل بدأت رسميّا حرب داعش – حزب الله؟
التالي
السيد محمد حسن الأمين: «مقاصد الشريعة» لا بدّ منها لخلق حداثتنا الإسلامية