11|11: هل هو يوم من سقط على الجبهة فقط من حزب الله؟!

احمد قصير
أخي المجاهد كفاح في ذكرى يوم الشهيد أهديك هذا النص دفاعا عن حقك في الحياة بعد الشهادة، عن حقك في ان تكون لك صورة في مكان ما، عن إسم لك في ما يعرف بـ"الأحوال"، والتي لا تورد أسماء من مات خارج ساحة المعركة من المناضلين والمجاهدين!

الشهيد البطل أحمد قصير استشهد في 11 تشرين الأول1982، أي منذ 33 سنة، فحوّل حزب الله هذه المناسبة الى حفل سنويّ يُحييه كل عام فيتذكر شهدائه، علما ان مُخطط العملية هو المسؤول في حركة أمل الذي أُستشهد فيما بعد، أي الشهيد محمد سعد.
ارتفع لحزب الله عددا كبيرا من الشهداء في الجنوب الذين كانوا دوما وسيظلون فخرا لأهلهم ووطنهم، إضافة الى شهداء المقاومة الوطنية والفلسطينية، وشهداء حركة أمل والشهداء المدنيين.

إقرأ أيضاً: ملف حزب الله (7): «مؤسسة الشهيد» ترعى أطفال الشهداء ليصيروا شهداء

فكل عائلة تفتخر بأنها قدّمت شهيدها وربما أكثر من شهيد. وثمة آلاف مؤلفة من الشباب قاتلوا إسرائيل وجاهدوا ولم يستشهدوا وهم لا زالوا أحياء يرزقون، ينالون التعظيم والتكريم والعزّة، وهذا أقل الواجب تجاههم وتجاه الشهداء قبلهم.

لكن هناك فئة قاتلت اسرائيل وقدّمت ما قدّمت، لكنها ليس فئة الجرحى كما قد يظن البعض، فللجرحى عالمهم من الكرامة والعزة.

الفئة التي أتناولها اليوم في حديثي هي عن المجاهدين الذين أخذ الله منيّتهم وهم خارج عملهم الجهادي، وخارج إطار الجبهة او المعركة، فكانوا الشهداء المظلومون.

لماذا سميّتهم مظلومين؟

حزب اللهلأنهم جاهدوا وقاتلوا وجُرحوا ونزفوا وغابوا ليال طويلة عن أهلهم وأحبائهم، لكن الله كتب لهم المنيّة في مكان بعيد من ساحة المعركة، فلم نعترف لهم بالشهادة ولم نسمّهم شهداء، ولم نرفع صورهم في إحتفالات الشهادة، ولم نُرثهم، ولم نعرّف عنهم، ولم نلق عليهم سلاما، بل لم نتفضّل عليهم بذكرى شهداء شهر كذا.. كما يفعل إعلام حزب الله مع شهداء المقاومة الإسلامية. هذا الإعلام الذي له الفضل في التذكير بهؤلاء الأبطال.

إقرأ أيضاً: هكذا يسيء جمهور حزب الله إلى شهدائه

لاننا لم ندعُ أم الشهيد لتتحدث عن فخرها بإبنها…كأنه كان نسيّا منسيّا هذا الشهيد.. وهي التي بسبب فخرها بجهاده تتحمل وتصبر، لكن ان تعمد قيادة المقاومة الى تبخيس دور هذه الفئة دون سبب وجيه.. فهنا السؤال!

فهؤلاء الذين رحلوا بإذن من الله وقدرته، لم يكونوا أفرادا عاديين، بل كانوا كغيرهم من المجاهدين المناضلين الاحياء والشهداء، فلما لا نكّرّمهم بذكرهم، وليس مطلوبا أكثر، ففخر أهل الشهيد كفخر العروس يوم عرسها بالإعلان والإشهار والفرح والإحتفال.

ألم نقل ولا زلنا: “زفّت المقاومة الاسلامية شهيدها…”؟ ألم نتبارك؟ ألم نحتفل به فنوزع الحلوى؟ فلماذا تحرصون على التكتم وعلى الإلغاء والإخفاء والتستر؟

شهداء حزب الله
ألم يخدم هذا المجاهد في صفوفكم؟ ألم يحرص على عمله؟ أهو من كتب نهايته؟ أهو من ختم حياته؟ أليس له في المقاومة من رصيد؟ هل تمّ تصفير رصيده النضالي والجهادي؟

بعد 17عاما أسألك يا سماحة السيد حسن نصرالله: أين أنتم من ذكراهم؟

كنتُ دوما يا كفاح أشعر أن لك عليّ حقّاً يجب ان أفيك إياه ولم أدرك ما هو.. لكني اليوم عرفت ما هو حقك! عرفتُ ان رفع المظلوميّة التي وقعت عليك، هو حقك.

إقرأ أيضاً: كيف برر «حزب الله» مقتل القاصر مشهور مسعود شمس الدين؟

في حادثة مؤلمة جرت معي تتعلق بمؤسّسة الشهيد التي كنت في زيارة عمل الى مكاتبها، فشاهدت لوحة كبيرة معلقة على أحد جدرانها، فاقتربت منها لأرى أسماء جميع الشهداء مدوّنا فيها.. فتشتُ عن اسم أخي “الشهيد كفاح فاضل”.. طويلا فلم أعثر عليه.. سألت المسؤول هناك، فقال ان هذه الاسماء تصلنا من “الأحوال”.

فاستغربت الأمر لأن كفاح كان مجاهدا. والأغرب أني قرأت أسماء لشهداء سقطوا في حرب عون، ومعارك أمل-حزب الله. علما ان أخي المجاهد المظلوم كفاح كان قادما من عمله مع المقاومة في الجنوب عام 1998، ومات جراء صعقة كهربائية. فهل كانت حياته خارج الجنوب لعبة أم كذبة أم وهم.. وأن ممحاة “الأحوال” محت تاريخه الذي تعدّى العقد من الزمن؟

السابق
بالصورة: متبارية «the voice» تردّ مجددًا على شيرين
التالي
أين أصبحت الميثاقية اللبنانية؟