بعد «الإبراء المستحيل» «الحليف الخسيس في جلسة الخميس»

لم يعد السؤال: هل تعقد "جلسة تشريع الضرورة" الخميس التي دعى إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أم لا؟ فالنقاش الدائر في الصالونات السياسية وعلى صفحات الصحف، هو عن اليوم التالي لانعقاد الجلسة، وما هي طبيعة التحالفات التي سوف تتكون بعيد انتهائها؟

كل الايحاءات تقول إن خارطة تحالفات جديدة سوف تنشأ وأنّ أوراقاً جديدة يمكن أن تظهر بسبب الاختلافات العميقة بين حلفاء الأمس، كلٌ حول مقاربته لعقد هذه الجلسة المصيرية، والمؤنس في هذا الموضوع، إن التصدعات المرتقبة هي على ضفتي الاصطفافات السياسية المعروفة، أي حزب الله وحليفه التيار العوني من جهة، والقوات اللبنانية وحليفها تيار المستقبل من جهة أخرى.

إقرأ أيضاً: محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟
وقد بات واضحاً من خلال المواقف المعلنة حتى اللحظة أنّ الريح تهب بحسب ما يشتهي الرئيس برّي، مع الإصرار على عقد الجلسة بدون أي تعديل يذكرعلى جدول أعمالها ولو شكلياً كما حاولت بعض الوساطات، بهدف حفظ ماء الوجه لأطراف محرجة جدا من عدم التشبث بمواقفها.
في مقدمة القوى المحرجة هذه هو التيار الوطني الحر، الذي يجهد باستمرار كي يخفف من صورة التابع لحليفه الأقوى، وبأنه يملك زمام المبادرة، متكلاً بذلك دائما على تفهم الحليف وبالتالي إعطائه هامش من الحركة يستفيد منه في صراعه التاريخي مع خصمه اللدود القوات اللبنانية.
إلاّ أنّه من المتوقع هذه المرة أن لا تأتي حسابات بيدر التيار متوافقة مع حسابات حقل حزب الله وذلك على خلفية التقارب المستجد للتيار مع القوات اللبنانية، والذي لم ينل مباركة الحزب إن لم نقل أنّه أزعجه، ما يعني أن صفعة مرتقبة سوف يتلقاها العونيون وهذه المرة لن تأتي من حليف الحليف وإنما من الحليف مباشرة.
حزب الله والتيار الحر

طبعًا أنه من المبكر جدًا الحديث عن انتهاء مفاعيل ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار العوني أو الباسيلي لا فرق، لاسيما حاجة الطرفين لابقائها على قيد الحياة في ظل الستاتيكو السياسي المفروض على البلد بانتظار تحول إقليمي ما قد تهب نسماته على المنطقة آتية من ناحية الغرب ومن “ليالي الأنس” في فيينا تحديدا.
ومع عدم حسم مسألة الرئاسة وانتخاب الرئيس، فإن حزب الله لا يخشى على تبعية العماد عون له، طالما أن الكرسي الأول لا يزل شاغر، ففراغه كفيل وحده وبدون بذل أي جهد يذكر، بإبقاء ناصية الجنرال في قبضة الحزب مما يعني أن الصفعة المرتقبة لا تعدو أكثر من “سحسوح” تأديبي يهدف الى إفهام الجنرال بخطورة الشطوح بعيدا صوب “الاعداء”.

إقرأ أيضاً: 72 ساعة للتشريع: هل من مخرج يفاجئ الجميع؟

نأخذ في الاعتبار أنّ معرفة حزب الله أن التيار الوطني الحر في ظلّ رئاسته الجديدة وما لحقها من تبعات زلزالية وتصدعات داخلية، هو أحوج ما يكون بهذه المرحلة الى المحافظة على العلاقة المتينة مع الحليف القوي، لما تشكل هذه العلاقة من إضفاء بعد وطني ومشروع سياسي يكاد التيار يفتقده في غمرة سياسات رئيسه الجديد وأدبياته الطفولية عن حقوق المسيحيين والمحافظة على وجودهم. إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ تخلي الحزب عن وظيفته “الاخلاقية” وتعهده الدائم في مراعاة طروحات حليفه لن يكون لها عميق الاثر، وأنها لن تشكل بداية مرحلة لصحوة عونية تنهي ما حكي عن حالة “تكامل” أخبرنا عنه الجنرال في الغابر من الأزمان.

جعجع و الحريري
أما على خط “المستقبل” “القوات” فالوضع أقل تعقيداً وأخفّ وطأةً ليس لعمق التحالف بينهما، وإنما بسبب اعتياد القوات اللبنانية على مثل هذه الصفعات الصديقة، فالمسار السياسي لتيار المستقبل معروف بأنه يتخلى عن حلفائه عند أول مفرق، وما الحكومة الحالية عنا ببعيدة، وتكاد القوات اللبنانية تتعاطى بالملفات الداخلية بخلفية قناعاتها، بعيدا عن مواقف الحليف مما أكسبها مع الوقت مناعة ذاتية واستقلالية في مسارها السياسي يجعلانها بمنأى عن أي خذلان، فيما “المستقبل” اللاهث دوما خلف إرضاء الرئيس بري يخرج كالعادة بخفي حنين، فلا هو يكسب بري ولا هو يقوى بقوة الحليف.
وأمام هذه المعطيات يتوقع أحد المراقبين الظرفاء، صدور كتاب جديد يشبه الى حد كبير كتاب “الابراء المستحيل ” تحت عنوان ” الحليف الخسيس في جلسة يوم الخميس” موقّع هذه المرة من القوات اللبنانية أيضا.

إقرأ أيضاً:  برّي يلعب على شفير الهاوية المسيحية..

السابق
سامي الجميل يلتقي كنعان ورياشي في هذه الاثناء
التالي
كتلة المستقبل دعت النواب لحضور جلسة انتخاب الرئيس