هكذا خططت «داعش» لذبح الوزير نهاد المشنوق!

نهاد المشنوق
من آخر فصول التنظيم الإرهابي "داعش" والتي استطاعت السلطات الأمنية تداركها قبل وقوعها عبر توقيف ارهابيين كانا يخططان إلى ذبح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

يبدو أن لبنان ليس بعيدا عن دائرة خطر التنظيم الارهابي “داعش”، على الرغم من عمليات التوقيف التي تقوم بها القوى الأمنية بشكل متواصل بحق العديد من الشبكات الارهابية التي على صلة بالتنظيم، وكان آخرها التوقيف الذي طال محمّد مراد ومحمد ابراهيم الملقب بـ “أبو البرّاء السلفي” بعدما جعل صفحته الخاصة على فيسبوك تغص بشعارات التنظيم الإرهابي مبشّراً بقرب وصول “الدولة الاسلامية” الى لبنان، ومتوعّداً بحزّ رقاب من يرفض مبايعة “أمير المؤمنين” أبو بكر البغدادي بالسكاكين، ليصل به الأمر الى تهديد وزير الداخلية نهاد المشنوق بالقتل، وبهذه العبارات هدّد “يا مشنوق دولتنا زوّدتنا.. ولاغتيالك أرسلتنا».. ذيّل الموقوف «أبو البراء السلفيّ» صورة مفبركة لوزير الداخليّة والبلديّات نهاد المشنوق فيما يقوم عدد من الملثمين بحزّ رقبته، مرفقةً بصورة مكتوب عليها «وابشروا».

وفي إفادته الأوليّة (التي أنكرها لاحقاً) أوضح عن الأسباب التي دفعته لنشر هذه الصورة قائلاً: «أنا أكره المشنوق كرهاً شديداً وأتمنى موته، وذلك بعدما أخبرني أحد أصدقائي كيف تعرّض للضرب في سجن رومية»، مشيراً إلى أنّه نقل صورة وزير الداخليّة والبلديات على صفحته الخاصة على «فايسبوك» بعد «الحملة الإعلاميّة ضدّه إثر حادثة رومية (في مطلع هذا العام) وبعد أن نشرها مؤيدون لـ (النائب خالد) الضاهر».

اقرأ أيضًا: المفتي الشعار لجنوبية: لماذا الإيحاء بأن المشنوق أعطى أمرا بالتعذيب؟

وعلى الرغم من نفي “أبو البراء” مبايعة “داعش” والزعم أن هذه الشعارات ليست وليدة أفكاره، إنما نقلها عن صفحات أخرى من الـ”فايسبوك” لاستقطاب أكبر عدد من المعجبين، كان ابن عمّته الموقوف محمد مراد صريحاً الى أقصى الحدود، فقد اعترف الأخير بلا تردد، بأنه قرر قبل سنتين الالتحاق بـ”داعش”، بعدما أقنعته بذلك فتاة تنتمي الى التنظيم تعرف عليها عبر “الفايسبوك”، وطلبت منه موافاتها الى تركيا لتنقله الى الرقّة في سوريا، الاّ أنّه عدل عن الفكرة نزولاً عند رفض والديه لهذا المشروع.

 
ولم يكن المشنوق وحده من طاله التحريض على القتل، وإنّما عمد «أبو البراء السلفيّ» إلى نشر صورة لأحد الأشخاص العاملين مع وزير الداخلية وهو غ. د. وكتب أسفلها: «إنه واحدٌ من جنود المشنوق، لكنّه شيخ نصراني من أميون، ومطلوب قتله»، فيما نشر صورة لرجل آخر يشرب الخمر اسمه محمد، قائلاً: «هذا خنزير لن يسلم بطنه من سكاكيننا».
وهذا عدا عن ما كتبه ابن الـ21 عاماً على صفحته على «فايسبوك»، إذ «بايع أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي القرشي على السمع والطاعة وعلى المنشط والمكره وعلى العسر واليسر وعلى أثرة عليّ وألا أنازع الأمر أهله إلا أن أرى كفراً بواحاً…»، في إحدى كتاباته على «فايسبوك»، قبل أن يهدّد بدخول الدولة الإسلامية إلى لبنان بعد سوريا وقال: «اللهم عجّل بدخول دولة الإسلام إلى لبنان. اللهم حكّم فينا شرعاً».
وعلى صفحة الموقوف أيضاً تهديدات للجيش، إذ نشر «بشّروا الجيش اللبنانيّ بالمذلّة والإهانة، فضربنا موجع». كما كتب أيضاً: «هيّا يا أنصار الخلافة أروا الله منكم ما يجب».

 

وقد مثل المتهمان محمّد ابراهيم ومحمّد مراد أمام هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل ابراهيم، ليحاكما بجرم “الانتماء الى تنظيم “داعش” الارهابي وتأييده فكراً وممارسة، والتحريض على الذبح والقتل وتهديد الوزير المشنوق بالقتل، والمس بسمعة الجيش اللبناني”، في حضور وكيلي الدفاع عنهما المحاميان طوني فرنجية وفاديا شديد.

وبعد تلاوة القرار الاتهامي شرع رئيس المحكمة باستجواب “أبو البراء” وأطلعه بداية على الصورة والشعارات التي حفلت بها صفحته هنا، وقف المتهم حائراً ومرتبكاً، ليوضح أن “كل ما نشره على صفحته نقله عن صفحات لمغردين على الفايسبوك بهدف زيادة عدد المعجبين. وقال: “أنا لست من المؤيدين لداعش، لكني أنقل كل الشعارات المؤيد للثورة السورية”. وعمّا إذا كان يؤمن بقيام”الدولة الاسلامية” في لبنان، أجاب أبو البراء: “أنا بشكل عام أؤمن بالدولة الاسلامية، لكن ليست دولة “داعش” لأنهم خوارج ولا يمتون للإسلام بصلة”. بالرغم أنّه أشار في إفادته الأوليّة إلى أنّه نشرها «لكي يعرف القاصي والداني عن داعش ما يؤدّي إلى استقطاب كلّ محب للتنظيم إلى صفحتي».

اقرأ أيضًا: لماذا لم تنتفضوا حين عذب السجناء الإرهابيون حرّاسهم واحتجزوهم؟

وقد نفى رداً على سؤال العميد ابراهيم أن يكون أحد الأشخاص كان يوجّهه لنشر هذه الكتابات والتحريض على القتل.

ويبقى أهم ما تمّ ضبطه بحوزة الموقوف، هو ورقة بيضاء كتب عليها «كيفيّة تصنيع عبوة ناسفة فاعلة، وكيف يتمّ الإضافة عليها قارورتين من المسامير الحادة إذا كان الهدف منها قتل أشخاص، وكيف يتمّ تعديلها لتفجير سيارة كبيرة». وبدا واضحاً أن الورقة، التي كتبها بخطّ يده وتضمنت رسومات توضيحيّة ومعادلات، أنها حديثة العهد وأنّه كان يكتبها نقلاً عن أحد الأشخاص الذي يشرح له الأمر.
فيما أشار ابراهيم إلى أنّه نقلها بحرفيتها عن أحد المواقع الالكترونية وأنها قديمة تعود إلى ما قبل 6 أعوام!

وعندما سأله العميد خليل ماذا تقصد بعبارة “الحرب السورية ستنتقل الى لبنان.. وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة”. ردّ بأن ذلك كان من ضمن جو التعبئة والخطب التي كانت تلقى في المساجد وتحذر من دخول الجيش السوري مجدداً الى لبنان.

ولم ينكر محمد ابراهيم معرفته بـ”أبو البراء ايعالي” الذي يقاتل في صفوف “داعش” في الرقة، لأنه جاره في طرابلس، وقال: “وردني اتصال من أبو البراء يطلب فيه ارسال هيثم شريتح الى منزل والده (ايعالي) فأبلغت الأخير بذلك ولا أعرف ماذا حصل.

اقرا ايضًا: بالفيديو.. داعش: سنتوجه إلى لبنان

ثم استجوبت المحكمة الموقوف محمد مراد (الموقوف في القضيّة نفسها) ، وهو طالب جامعي في هندسة الكهرباء، الذي أكد أنه لا ينتمي الى “داعش” ولا أي تنظيم مسلّح. وقال: “أصبحت معجباً بداعش منذ أن التزمت دينياً قبل سنتين تقريباً، عندما تعرفت على فتاة عبر “فيسبوك” تنتمي الى التنظيم وأقنعتني بالانضمام اليه، واتفقت وأياها على السفر الى تركيا لألتقيها هناك ومن ثم نذهب معاً الى الرقة في سوريا، ولكن عندما أطلعت والدي ووالدتي على الأمر رفضا بالمطلق، عندها عدلت عن الأمر”.
وبالفعل، حاول مراد تأمين الوصول إلى سوريا عبر تركيا، غير أن إصرار أهله على منعه جعله يسقط هذا الخيار، ليتابع دراسته الجامعيّة في هندسة الكهرباء ويبتعد عن التنظيمات.
وبعد استجواب الموقوفين الإثنين، أرجأ العميد ابرهيم الجلسة إلى 21 كانون الأوّل ليستمع إلى إفادة الشاهد هيثم ش. الذي نفى في إفادته سابقاً علمه بموضوع اتصال الإيعالي.

السابق
حملة النبطية مش مزبلة نفت إلغاء تحركها السلمي غدا
التالي
مفاتيح السعادة