حزب الله يلجأ الى القضاء اللبناني أم يستعمله فقط ؟

رافق خطوة اقامة الدعوى القضائية على الاعلامية ديما صادق من قبل حزب الله، كلام عن اقتناع الحزب اخيرا بمؤسسات الدولة، والتي يشكل القضاء اللبناني احد مصاديقها، ليبقى الجواب العملي والشافي عن هذا السؤال هو هل سيقدّم حزب الله نفسه للمثول امام القضاء فيما اذا كان هو المدعى عليه؟

وان انتهت تقريبا مفاعيل محاكمة الزميلة ديما صادق بالدعوى المقدّمة ضدّها من حزب الله، بعد مثولها امام النيابة العامة الاستئنافية وما ترافق ذلك من وقفة تضامنية لمجموعة من الاعلاميين والصحافيين دفاعا عن حرية الصحافة والاعلام ، وما سيق من كلام في هذا المجال كما في كل مرة يتعرض بها احد الصحفيين الى مثل هذا الموقف عن جدلية قديمة جديدة بين حرية الرأي وبين حقوق الاخرين.

اقرأ أيضاً: حزب الله بين مي شدياق وديما صادق

يبقى ان تفرد هذه الدعوى ومداليلها وابعادها وما يمكن ان تحمل من تحولات لا تزال موضع اخذ ورد في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لان المدعي هذه المرة هو حزب الله الذي يلجأ لاوّل مرة بتاريخه الى القضاء اللبناني، فشكّلت هذه السابقة مادة دسمة عند الرأي العام اللبناني بشكل عام ومفاجأة عند جمهور الحزب نفسه الذي لم يعتد على مثل هذه الحالات، مما اضطر بعض دوائر القرار الحزبية الى متابعت هذه القضية عبر صفحات الفيس بوك لناشطين معتمدين من قبلهم.
واحدة من هذه المتابعات هو بيان توضيحي مطوّل نشر على صفحة wissam daher، وان كنا في هذا السياق نؤيد وندعم معظم ما جاء بالبيان من نقاط الا اننا نتحفظ على بعضها، بالخصوص تلك التي يفوح منها رائحة التخوين والعمالة التي درج الحزب على وصف منتقديه ومعارضيه بها، حتى انه يستطيع قارىء البيان وببساطة ان يتلمس خللا جوهريا في البنية الثقافية عند الحزب، عبر الايحاء الواضح بان المدعى عليه او عليها (ديما صادق) قد صدر بحقها الحكم مسبقا وما على القضاء اللبناني الا تأكيده فقط، بينما المطلوب هو تثقيف جمهور الحزب ثقافة قضائية، تترك للمحكمة وحدها حق اصدار الحكم، فتكون حينئذ للبراءة ايضا طريقها الى اذهان الجمهور كفرضية ممكنة الحصول، على عكس تماما ما هو عليه الحال في اوساط جماهير الحزب الان، والذي يعتبر بان الزميلة ديما صادق هي مذنبة حتما بجرم الذم والقدح ان لم نقل باكثر من ذلك، بغض النظر عن حكم المحكمة وما سوف يصدر عنها، وان كنا هنا نتسامح الى حد كبير بهذا الامر بناءا على ما جاء عند الكثير من ظرفاء الفيسبوك كون هذه الدعوى هي المرة الاولى للحزب، وبالتالي فهو يفتقد للتجربة العملية بهذا المجال.

ديما صادق
وفي هذا السياق ايضا لا بد من تسجيل ملاحظة ثانية هي بالاهمية والضرورة بما يمكن على ضوئها ان تحسم النقاش حول ما يثار من سؤال كبير رافق هذه الخطوة عن اقتناع الحزب اخيرا بمؤسسات الدولة، والتي يشكل القضاء اللبناني احد مصاديقها، ليبقى الجواب العملي والشافي عن هذا السؤال هو هل سيقدّم حزب الله نفسه للمثول امام القضاء فيما اذا كان هو المدعى عليه؟

اقرأ أيضاً: من التحقيق مع ديما صادق: لماذا تقولين «كلن يعني كلن»؟

حينها فقط يمكننا القول بان القضاء اللبناني صار يشكل المرجع المعتمد عند الحزب لفض خلافاته مع الاخرين، اما ان يبقى الحزب كما هو عليه الان بمنأى عن قفص الاتهام، وبعيدا عن قاعات المحاكم وفوق ان يحاسب، فهذا يعني ان القضاء اللبناني بنظر هذا الحزب، لا يعني اكثر من اداة يستعملها للنيل من خصومه فقط، وبالتالي يظهر بوضوح الفارق الكبير بين ان يلجأ الحزب الى القضاء اللبناني وبين ان يستعمله فقط.

السابق
التدخل الروسي في سوريا فشل… وكشف إيران
التالي
صور لكيت ميدلتون المغمورة قبل شهرتها..