أزمة الوعي الديني

إن ما يدعى بالوعي المجتمعي وعلى مر العصور، يشكل بأنماطه وقوالبه عبءً ثقيلا على العقل، فهو بإلفته وتنميطه وتدجينه وأنسنته يمارس أقسى أنواع الوأد القسري والفكري والسلوكي، ويفرض بالقوة اغترابا ذاتيا قاتلا، وهو ما يجعلنا في الغالب نبدو كحالات شاذة ومرضية.ونحن نريد أن ننفض الغبار المتكدس منذ اثنا عشر قرنا، وتعرية المنهجية العقلية العربية الطوطمية في تعاملها مع النصوص، ونقد النمطية والنمذجية في الفكر الديني البشري.

وإننا إذ نؤكد على صفة البشري، فلإدراكنا أن الفكر الديني بكليته ما هو إلا إنتاج بشري خالص، ناشئا من عمليات اﻹقتباس واﻹستنباط والإستقراء للمعارف الدينية المستمدة من النصوص، فهو إعادة قراءة مستمرة للنصوص وفقا لمعايير وأطر ظرفية تاريخية زماكانية متغيّرة، وهذا اﻷمر هو ما يجعلنا ننظر بدهشة واستغراب لهالة القداسة التي أحاطت بالقراءات البشرية لهذه النصوص، واعتبارها على حد سواء في القداسة مع النصوص.

إننا وقبل كل محاولة ﻹعادة قراءة المعارف الدينية، لا بد من التفريق بين النصوص والقراءة البشرية لهذه النصوص. ان الكثيرين يقولون: “هذا ما رأينا ابآنا وأجدادنا عليه” نرى تلك المقولة تتجسد اكثر فأكثر في نمط تفكير الكثيرين وتنعكس على سلوك الفرد والمجموعه وذلك جراء الفهم أو القراءه الخاطئه للنصوص أو التعامل معها بقدسيه دون تكلّف عناء والتأكد من صحتها.

السابق
بالصور: كيف ستكون المنازل على الكوكب الأحمر
التالي
انفجار في عرسال وأنباء عن سقوط قتيلين و4 جرحى