بعد «عرقلة الطمر» وصعوبة «الترحيل» ما هو مصير النفايات؟

نفايات لبنان
أصبح السؤال الملح اليوم سياسياً أكثر منه مشكلة متعلقة بالنفايات، إذ بدا واضحا أن ثمة من يريد شلّ عمل الحكومة وجر البلاد الى التعطيل الكامل او الى "الفوضى الخلاقة".. وآخر الفصول امس سقوط محاولة ايجاد حل لمشكلة النفايات التي باتت أزمة وطنية، بل كارثة تهدد الاجواء والمياه الجوفية والصحة العامة، ومعها يمكن الدعوة الى اعلان حال طوارئ عامة في البلاد بدل اعتماد سياسة التعطيل.

أصبح السؤال الملحّ اليوم سياسياً أكثر منه مشكلة متعلقة بالنفايات، إذ بدا واضحا أن ثمة من يريد شلّ عمل الحكومة وجر البلاد الى التعطيل الكامل او الى “الفوضى الخلاقة”. وآخر الفصول امس سقوط محاولة ايجاد حل لمشكلة النفايات التي باتت أزمة وطنية، بل كارثة تهدد الاجواء والمياه الجوفية والصحة العامة، ومعها يمكن الدعوة الى اعلان حال طوارئ عامة في البلاد بدل اعتماد سياسة التعطيل.

اذ عادت النفايات إلى مربّع الأزمة الأول حيث لا ثابت على الأرض حتى الساعة سوى واقع القمامة المزري تراكماً وتكدّساً بانتظار حلول متعثرة ومطامر متعذرة لم يساهم أي من القوى السياسية في تأمين واحد منها على مستوى الخارطة الوطنية برمتها، باستثناء مطمر يتيم في عكار. فبدلاً من ان تجد طاولة الحوار طريقة لطمر النفايات المتراكمة، وهذا أضعف الإيمان، إذا بالنفايات تطمر الحوار ومصداقيته.
ورأت “الأخبار” أن اختيار منطقة “الكوستابرافا” على شاطئ خلدة لإنشاء مطمر للنفايات، لم يكن سوى إعلان لموت خطة الوزير أكرم شهيب. ونعي الخطة جاء أمس من منزل النائب طلال أرسلان وعليه، عادت الأزمة أدراجها من مشارف الطمر إلى نقطة الصفر مع إعلان ارسلان أمس رفض تحويل مكب “الكوستابرافا” إلى مطمر صحي، مقترحاً في المقابل العودة إلى خيار ترحيل النفايات. ولأنه خيار يحتاج إلى آلية قوننة في مجلس الوزراء تبدأ باستدراج المناقصات ولا تنتهي بفضّها.

 

إقرأ أيضاً: صيدا من ضحايا «خطّة أكرم شهيّب» لمعالجة النفايات
وسارع رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد اجتماع تشاوري مع وزير الزراعة أكرم شهيب للتداول في مستجدات الأزمة من دون أن يخلص الاجتماع إلى اتخاذ موقف نهائي حيالها. واكتفى شهيب بالقول لـ”المستقبل” إنّ “التفاهم تام” مع سلام. وأشار إلى أنه بصدد “درس الموقف الملائم من التطورات الأخيرة” بالاستناد إلى المعطيات المستجدة وبعد أن يجتمع خلال الساعات المقبلة مع لجنة الخبراء المكلفة برئاسته تطبيق خطة الحكومة لمعالجة الأزمة.
وعلمت “المستقبل” أنّ رئيس الحكومة باشر بجوجلة المواقف مع مختلف القوى السياسية المعنية وسط إبداء عدم حماسته لطرح “الترحيل” الذي تم تداوله على طاولة الحوار الوطني أمس، نظراً لكونه موضوعاً يحتاج إلى درس معمّق وإجماع سياسي في مجلس الوزراء. وقالت أوساط السراي الكبير لـ”اللواء” أن سلام تعرّض لخدعة سياسية من أولئك الذين أظهروا استعداداً لمساعدته في ملف النفايات، من دون أن تفصح عمّا إذا كان المقصود “حزب الله” وحركة “أمل”، معربة عن أسفها بأن ما ظهر في الإعلام شيء، وأن ما حصل على الأرض شيء آخر، مستبعدة عقد جلسة حكومية في المدى المنظور. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن سلام عكف ليل أمس على إجراء مشاورات مع عدد من الوزراء والمستشارين في شأن الدعوة الى عقد مؤتمر صحافي يعلن فيه المعطيات المتعلقة بعدم إيجاد حل لمشكلة النفايات.

عقبات التصدير

تصدير النفايات
وبدا واضحاً أنه لم يعد أمام الحكومة سوى ترحيل النفايات، خلافاً لخطة الوزير شهيّب، لكن مصادر رئيس الحكومة ترى أن الترحيل دونه عقبات كثيرة وشروط صعبة، خصوصاً وانها على الصعيد المادي مكلفة أيضاً. وذكر مصدر “النهار” أن اعتماد سوريا حلا عطله في وقت سابق حلفاء سوريا لمزيد من العرقلة. وردا على سؤال لـ”النهار” عن تكلفة التصدير والمدة التي يحتاج اليها، قال:
– أولاً لا يمكن تصدير النفايات التي تساقط عليها المطر وبدأت بالتخمر.

– ثانيا، تحتاج اي شركة الى شهر في أقرب تقدير او أشهر لفض العروض وتوقيع الاتفاقات قبل بدء التصدير.

– ثالثاً، التكلفة ستكون كبيرة وستضيع معها كل أموال البلديات، بل ستقع الاخيرة في عجز.

ولفتت مصادر “النهار” إلى ان العروض المقدمة سابقا تكلف 185 دولارا للطن الواحد لنقله الى خارج لبنان، اي من دون احتساب تكاليف اخرى مرتبطة بالتصدير ومنها:
– فرم النفايات وهو شرط ضروري ويكلف الطن الواحد نحو 15 دولاراً.

– اللف بقماش سميك لا تتسرب منه أي عصارة ويكلف الطن الواحد نحو 15 الى 20 دولاراً.

– الجمع من المستوعبات والنقل الى مكان الفرز ثم الى الباخرة وقد تكلف العملية ما بين 25 و 30 دولاراً للطن الواحد.

وأكدت مصادر “النهار” أنه في المجموع قد يكلف الطن الواحد نحو 250 دولاراً وما فوق. واذا كانت بلديات كثيرة لن تعتمد هذا الحل لتكلفته المرتفعة فان المكبات العشوائية ستستمر ولن يصار الى حل جذري لمشكلة النفايات.

إقرأ أيضاً: شكوى حزب الله ضدّ ديما صادق: مضمون هشّ وغير مثبت

السابق
من هو احمد الجلبي؟
التالي
محادثات فيينا لم تتمكن من حل الخلافات في الرأي بشأن مستقبل الأسد