وفاة أحمد الجلبي الذي انتقم للعراقيين من صدام…بالأميركيين

ستبقى شخصية أحمد الجلبي الذي اعلنت وفاته اليوم في بغداد، موضع جدل بين العراقيين وبين جمهور العرب عامة، الذين حملوه وزر الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، فيما يعتبر البعض أن الجلبي كان واحدا من المخلصين الذين ساعدوا على ازاحة كابوس حكم صدام حسين الدكتاتوري عن كاهل الشعب العراقي.

قال التلفزيون الرسمي العراقي، ونائب في البرلمان إن رئيس المؤتمر الوطني العراقي النائب أحمد الجلبي توفي صباح اليوم (الثلثاء) إثر إصابته بأزمة قلبية، عن عمر يناهز 70 عاماً.

وأفاد نواب في البرلمان العراقي، بأن الجلبي، وهو نائب سابق في البرلمان، توفي في بيته بالعاصمة العراقية بغداد.

إقرأ أيضاً: العراق ينقل رسائل أمريكية للأسد .. ويعتذر عن إرسال مزيد من المليشيات

ولد الجلبي عام 1945 لأسرة شيعية ثرية تعمل في القطاع المصرفي، وغادر العراق عام 1956وعاش معظم حياته بعد ذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انتفاضة في المناطق الكردية شمالي العراق.

تثير شخصية الجلبي كثيرا من الجدل حولها، فهو دارس للرياضيات في جامعة شيكاجو ثم بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فهو يتمتع بشخصية جذابة وقوية ولكنه أيضا صاحب خبرة في الدهاء السياسي لايستهان بها.

وعاد الجلبي الذي كان يتزعم حزب “المؤتمر الوطني العراقي” في مطلع تسعينات القرن الماضي إلى العراق للمشاركة في حركة المعارضة لنظام صدام حسين حتى عام 1997، انطلاقا من إقليم كردستان الشمالي.

https://www.youtube.com/watch?v=rLH8mn6wnG4

ولعب دورا كبيرا في الاجتياح الأمريكي للعراق الذي أدى إلى إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، لا سيما عبر المعلومات التي قدمها إلى الإدارة الأمريكية حول امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل وصلاته بتنظيم القاعدة. وكانت هذه المعلومات سببا رئيسيا في الاجتياح الأميركي للعراق، وقد اتهم الجلبي انه لفق تلك المعلومات بعد ان تبيّن ان نظام صدام حسين كان قد اتلف فعلا كل الاسلحة الكيماوية التي كانت لديه قبل أعوام.

كما اتهم بعض قادة المعارضة العراقية الجلبي باستغلال المؤتمر الوطني العراقي لتحقيق طموحاته الشخصية.

احمد الجلبيوهناك أيضا مزاعم بارتكابه مخالفات مالية تصل إلى حد الجنايات. ففي عام 1992 حكم عليه غيابيا في الأردن بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمة التزوير عقب انهيار مصرف بترا ، الذي شارك في تأسيسه عام 1977.وعلى الرغم من أنه يصر على أن الدعاوى القضائية ضده هي مؤامرة لتوريطه من نسج النظام العراقي، فقد أعادت وزارة الخارجية الأمريكية إلقاء الضوء ملف تلك القضية عندما أثيرت تساؤلات حول الممارسات المحاسبية للمؤتمر الوطني العراقي.

وخلال مقابلات أخيرة ، قلل الجلبي من احتمالات أن يتولى دورا رئيسيا في أي حكومة مقبلة في العراق. وقال ” شخصيا، لن أسعى لكي اصبح رئيسا للعراق، ولا ابحث عن المناصب. ومهمتي ستنتهي بتحرير العراق من حكم صدام حسين”.

إقرأ أيضاً: الجزيرة ستكشف: نوري المالكي عميل إسرائيلي ساهم في تصفية علماء العراق

ويحظى الجلبي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع ( البنتاجون)، ولكن يعتقد أنه لا يحظى بدعم يذكر بين أوساط الشعب العراقي أو لدى جماعات المعارضة الأخرى التي تنأى بنفسها عن المؤتمر الوطني العراقي.

ويعرف الجلبي، الذي تولى مناصب حكومية، بأنه من الشخصيات التي أقنعت الولايات المتحدة بالتدخل عسكريا لإسقاط الرئيس صدام حسين، عام 2003. كما كان في أحد الفترات أحد خيارات أمريكا لقيادة العراق بعد إسقاط نظام صدام.

وساءت علاقة الجلبي بالولايات المتحدة بعد أشهر من دخول قواتها بسبب كونه مصدر معلومات غير دقيقة زود بها السلطات الامريكية، كما اتهم أعضاء في حزبه أيضا بالتجسس لإيران.

وبلغت القطيعة بين الجلبي والأمريكيين أوجها عندما صدرت بحقه مذكرة اعتقال سوية مع ابن اخيه سالم الجلبي عندما كانا خارج العراق.

صار الجلبي، بعد سقوط نظام صدام حسين، عضوا في مجلس الحكم الانتقالي، وتولى رئاسته الدورية، ورفع شعار “اجتثاث البعث” الحزب الذي كان يحكم العراق، وكان مسؤولا عن تشكيل لجنة لهذا الغرض.

السابق
شكوى حزب الله ضدّ ديما صادق: مضمون هشّ وغير مثبت
التالي
باسيل: سنرد على كل تناول لشخصي للـ”الوطني الحر” بدءا من اليوم بالقضاء