شهيب يمهل حتى يوم الخميس

اكرم شهيب
بعد مشهد فيضانات النفايات أمس، سيعود ويحتل هذا الملف الحيز الاوسع من النقاش على طاولة الحوار اليوم في مجلس النواب في ظل المهلة التي حددها شهيب والتي اقترنت بمهلة مماثلة حددها سلام وتنتهي الخميس لاتخاذ موقف حاسم من معرقلي خطة الوزير إذا لم تحسم مسألة المطمرين في عكار والبقاع الشمالي.

كان لافتًا وزير الزراعة أكرم شهيب عبر “المستقبل” و”النهار” و”الجمهورية” و”السفير” على ضرورة تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون تطبيق خطة معالجة أزمة النفايات بحلول نهار الخميس المقبل: وقد أعرب عن استيائه الشديد من مشهد النفايات في الشوارع، معتبراً انه “نتيجة للتعامل بخفة وعدم مسؤولية من بعض السياسيين فضلا عن التحريض الذي واجهته الخطة”.
وحذّر شهيب : “إذا لم يحصل أي تطور إيجابي حتى الخميس فسأزور يومها السرايا الحكومية وأسلّم الرئيس سلام تقريري النهائي حول خطة الحكومة وأعلن اعتذاري عن عدم إكمال مهمتي في اللجنة” المكلفة تطبيق الخطة. مضيفًا “كل ما جرى هو نتيجة لا مبالاة قسم كبير من المسؤولين وبعض البيئيين المراهقين بالإضافة إلى سياسيي الحراك”.

 
كما شدد على كون “هؤلاء أوصلوا البلد إلى ما كنّا قد نبهنا من الوصول إليه، والآتي أعظم”. قائلاً: “فليتحمّلوا المسؤولية جميعاً الآن. الحوار غداً (اليوم)، وهناك لقاءات، فليتحمّلوا المسؤولية وإلّا فإنّ المشكلة ستكبر”. وأكد انه إذا استمرت المراوحة حتى ذلك الحين سينسحب من هذا الملف.
لكن وعلى رغم الصورة السوداوية التي لا توحي بإمكان حصول معجزة في الأيام المقبلة، كشفَ قريبون من شهيّب لـ”الجمهورية” أنّه سيُجري آخر جولة من الاتّصالات من اليوم، ولن يطول الأمر أكثر من 48 أو 72 ساعة لتوفير المخارج، وهي معروفة وليست سرّية. وقال هؤلاء: ما هو مطلوب واضح وصريح وسَبق أن تبلّغنا بتسهيل الأمر، لكنّ ذلك لم نتلمّسه أبداً حتى اللحظة التي نعيش فيها مثل هذه الكارثة الحقيقية التي شَوّهت صورة لبنان كما لم يحصل في تاريخ لبنان سابقاً”. وتوقعت أوساط شهيب عبر “السفير” أن يبادر الى عقد مؤتمر صحافي الخميس المقبل “لكشف المستور.. وتسمية الأشياء بأسمائها”.
غضب جنبلاطي
جنبلاط وقالت “الديار” إن “كرة نار” النفايات على ما يبدو لسعت رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط الذي ارتفع منسوب غضبه بسبب تقاعس جميع الافرقاء السياسيين في قضية النفايات، بحسب مصادر الجبهة، التي تؤكد ان الانتقاد والتعطيل غير المسبوقين اللذين نالهما ممثلها وزير الزراعة اكرم شهيب وفريقه في لعبة التجاذب السياسي جعلا جنبلاط يطلب من رئيس الحكومة تمام سلام اعفاءه من هذه المهمة التي يظهر “انها مستحيلة” في ظل “عدم التعاون”.
واكدت المصادر ان جنبلاط غاضب جداً بعد تعثر خطة شهيب واصطدامها بعقبة عدم القدرة على ايجاد المطامر في المناطق، خصوصا بعد صدمة “صلاة الجمعة” وفشل القوى السياسية الفاعلة في ايجاد مطمر في البقاع الشمالي. هذا الغضب عبر عنه الوزير وائل ابو فاعور في قوله ان الوزير شهيب سيقوم “بالجولة الأخيرة” قبل الإعلان النهائي.
خيار ترحيل النفايات يعود
إلّا أنه في حال سقوط خطة شهيب، فإن العودة إلى خيار ترحيل النفايات يبدو مخرجاً مكلفاً ومعقداً أمام مجلس الوزراء. وبحسب أكثر من مصدر، فإن ثلاث شركات عادت للتواصل مع رئاسة الحكومة ومع لجنة شهيب، ووصل التفاهم مع إحداها إلى مراحل متقدمة. لكن الأزمة في مسألة التصدير سياسية، بسبب عدم انعقاد مجلس الوزراء، علماً بأن من غير المعلوم ما إذا كان سلام قد قرر إعادة طرح الأمر في مجلس الوزراء، عدا عن المشاكل التقنية، إذ يحتاج التحضير إلى ما بين 15 و20 يوماً للتوضيب في حال اتخاذ قرار الترحيل، مع ضرورة الحصول على موافقة البلد، وجهة الترحيل، فضلاً عن إجراءات التوضيب الخاصة التي يفترض أن تخضع للشروط العالمية لناحية التوضيب ومواصفات النفايات ونوعيتها. بالإضافة إلى أن هذا الحل مؤقت، لا يمكن أن تتعدى مدته السنة بسبب الكلفة العالية، وبعدها تعود البلاد إلى الأزمة نفسها.

إقرأ أيضاً: نضال وصعوبات لتغيير «قانون الجنسية» في لبنان

السابق
معجزة.. لتفادي الانهيار المُدمِّر؟
التالي
الأمطار الخريفية تبدّد قسماً من ثروتنا الوطنية