هتاف «الموت لآل سعود» بدل «الموت لأمريكا» أمس: هل غيّر حزب الله عقيدته؟

بعد الحضور الشخصي للسيد حسن نصر الله في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت، من المرتقب أن يختتم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ذكرى عاشوراء بكلمة إستكمالاً للهجوم الذي شنه بالأمس على المملكة العربية السعودية، ما قد يطرح أكثر من سؤال حول امكانية التصعيد مجدداً مع "المستقبل".

 

على الرغم من قرع طبول الحرب في المنطقة من اليمن إلى فلسطين والتهديدات الإرهابية التكفيرية من كل حدب وصوب، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تستهدف مناسبات دينية ومنها إحياء مراسم عاشوراء، أطلَّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصياً، ليل أمس، على المشاركين في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك في رسالة واضحة إلى جمهوره بأننا برغم ما واجهناه على مدى سنيّ المقاومة ضد إسرائيل وقوى التكفير لن نيأس ولن نتعب ولن نتراجع بل مستمرون في المواجهة و”سننتصر فيها”، وبالتالي، لا تسويات ولا صفقات ولا تفريط بما تحقق من مكتسبات وانجازات. “المعركة” التي تحدّث عنها السيد نصرالله وضع إطاراً سياسياً استراتيجياً لها، جوهره أن “حزب الله” لم يضع البوصلة، وهو عندما يواجه إسرائيل وقوى التكفير إنما يقاتل أدوات مشروع الهيمنة الأميركية الغربية على المنطقة الذي لا يريد أن تقوم قيامة دول عربية أو إسلامية قوية ومستقلة ومقتدرة وتراعي مصالح شعوبها أولاً .  فوصف الولايات المتحدة بأنها “المايسترو” الحقيقي لكل الحروب في المنطقة من اليمن إلى سوريا وفلسطين مروراً بالعراق وإيران. كما  أشاد بدور كل من تصدّى لمحاولة تحويل هذه الحروب إلى فتنة سنية ـ شيعية. وقال إن الحرب على اليمن هي حرب أميركية لإخضاع هذا البلد العربي وهم كانوا يريدون أن تكون الحرب مذهبية وطائفيّة “حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة يقاتلون عنهم، وكان المطلوب أن تستفز مشاعر الشباب السنة لكي يقاتلوا عن الملوك والأمراء وناهبي الشعوب وأصحاب الكروش وكي تكون نتائج المعركة لمصلحة أميركا.

كذلك  أشار نصرالله  إلى أن المعركة تهدف إلى إخضاع كل من ساهم بإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وشدّد على أن هذه الحروب “ليس قائدها أيمن الظواهري ولا أبو بكر البغدادي ولا الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز لكن قائدها الأميركي الذي يديرها ويدير كل الذين يخضعون له”.

وختم “سنحضر غداً (اليوم) في كل الساحات والميادين مع الحسين، ولن يمنعنا لا مطر ولا حر ولا سيارات مفخخة ولا تهديدات ولا شيء.. وسنقول لإمامنا لبيك يا حسين”.

الموت لآل سعود!

وكان لافتاً لانتباه  أنه خلال كلمة نصرالله وقف جمهور “مجمع سيد الشهداء” وهتف على مدى حوالي دقيقة واحدة: “الموت لآل سعود”. وعلى وقع هتافات “الموت لآل سعود” التي أطلقها المحتشدون، وضع الامين العام لحزب الله بحسب “الأخبار” عنواناً للمعركة الدائرة في المشرق حالياً. بالنسبة إليه، العدو هو الإدارة الأميركية. وسمّى “وكلاءها” في هذه المنطقة، واضعاً الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في الخانة نفسها مع زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، وامير تنظيم القاعدة العالمي أيمن الظواهري، وأميرها في سوريا أبو محمد الجولاني. وبلهجة غير مسبوقة لجهة حزمها، وضع نصرالله المشاركة في المعركة الدائرة حالياً في مصاف الدفاع عن الوجود.

كلمة اليوم داخلية

لفتت “الجمهورية” إلى أنه في الوقت الذي لم يتطرّق فيه نصرالله في كلمته أمس إلى الشأن المحلي، من المتوقع أن تحمل مواقفه اليوم إشارات عدّة حيال الحوار والحكومة، خصوصاً بعد موقفه السابق الذي رفض فيه أن يمنّنه “المستقبل” بالجلوس معه، وكان دعا قيادته إلى اتّخاذ الموقف المناسب، فضلاً عن ملفات أخرى تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بقانون الانتخاب، وكلّ ذلك وسط مشهدية شعبية استثنائية يريد عبرَها الحزب توجيه رسالة قوّة وحضور إلى الداخل والخارج.بعد أسابيع على بدء دخول روسيا الحرب في سوريا، وأيام على اللقاء الروسي ـ السوري في موسكو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الاسد، وما رافقه من قراءات في أبعاده، حلّت الأزمة السورية طبقاً دسماً على طاولة اجتماعات فيينا الرباعية بغياب إيران والامم المتحدة وفرنسا.

تدابير أمنية

وصباح اليوم اننطلقت سلسلة مسيرات عاشورائية وسط تدابير أمنية استثنائية اتّخذتها وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى منذ الليلة الماضية، وانتشرت عناصر من “حزب الله” في مكان تجمّع المسيرة الكبيرة أمام مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي يتوقع ان تكون الأضخم بين مثيلاتها، حيث ستضمّ ما يفوق 50 ألفاً سيتجمعون للانطلاق من امام المجمع فور الانتهاء من تلاوة سيرة “المصرع الحسيني” عند السابعة صباحاً.

وقال مرجع أمني لـ”الجمهورية” إنّ القوى الأمنية المنتشرة في الضاحية رفعت من نسبة جهوزيتها لمواكبة هذه المسيرات، الى جانب مسؤولين حزبيين يرافقون المجموعات التي ستنتشر على طول الطرق الأساسية ومعظمها في الضاحية الجنوبية من بيروت، بغية منع أيّ خلل أمني أو استغلال التحركات الشعبية الكبيرة للقيام بأيّ عملية أمنية بعد التوقيفات الأخيرة التي ضبطت من يحَضّرون لعمليات تفجير إجرامية. وقال المرجع إنّ الترتيبات اتّخِذت بالتعاون بين القوى الأمنية والأحزاب، ولا سيّما حركة “أمل” و”حزب الله” الذي جنّد أكثر من ألف شخص لتأمين الانضباط ومنع حرفِ مسيرته عن أهدافها الدينية الخاصة بالذكرى ومشاعرها.

 

السابق
أسرار الصحف الصادرة صبيحة هذا اليوم السبت 24 تشرين الأول 2015 المصادف العاشر من محرم
التالي
بدء مسيرات احياء ذكرى عاشوراء في بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت