لهذا السبب استبعدت إيران عن لقاءات فيينا…

انطلقت صباح اليوم الجمعة في فيينا، سلسلة لقاءات خاصة من اجل محاولة ايجاد حلول للأزمة السورية المتصاعدة، وانتهت مساء، وقد شارك فيها وزراء خارجية أربع دول نافذة في المنطقة وهي، الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، والبارز هو استبعاد ايران وعدم دعوتها الى هذا الاجتماع الدولي في النمسا.

ردّا على استثناء ايران عن لقاء فيينا الدولي الرباعي الخاص بالازمة السورية الذي انعقد اليوم، تناقلت العديد من وكالات الانباء في طهران اليوم أن “مصادر في الخارجية الإيرانية أكدت أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يزور العاصمة الايرانية قريبا”. في حين نقلت معلومات صحافية أخرى أن الزيارة ستتم الأحد.
وفي السياق نفسه، قد ألمح وزير خارجية اميركا جون كيري أمس الخميس، إلى أن إيران توافق الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا على مبدأ حل سياسي في سوريا. بينما نقلت وكالات أنباء روسية أمس عن لافروف قوله إن إيران ومصر والأردن وقطر والإمارات يجب أن تشارك في أي محادثات خاصة بحل الأزمة في سوريا. وأضاف أن روسيا لا ترى منطقاً في تقديم دعم خارجي لسوريا لا تشارك فيه إيران.
و يستشف من كلام لافروف الأخير هذا حقيقة الموقف الروسي الذي بدا واضحا ان القصد منه عدم اراقة ماء وجه ايران ليس إلّا، ولعلّ حشرها في تصريحه مع دول أقلّ نفوذا منها بكثير على الساحة السورية، كالأردن وقطر ومصر ، ما يدلّ على رغبة روسيّة واضحة كما يبدو بتحجيم دور طهران في سوريا تحديدا والشرق الأوسط بشكل عام.
فقد قال العديد من الخبراء السياسيين والمحللين الصحافيين في الاسابيع الاخيرة، ان التدخل الروسي العسكري الأخير في سوريا انما يستهدف النفوذ الايراني استهدافه للنفوذ الأميركي الغربي ايضا، وان موسكو ضاقت ذرعا بالاستفراد الايراني اثر الحرب السورية، بالقرار السياسي والعسكري في دمشق الحليف التاريخي والاستراتيجي لموسكو، سيما وان في مدينة طرطوس قاعدتها البحرية العسكرية الوحيدة على ساحل المتوسط.
وقبل أن يوفد وزير خارجيته إلى فيينا، الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “الولايات المتحدة تريد التخلص من الأسد”.
وكان الرئيس الروسي استقبل الأسد، الثلاثا،ء وأعلن انطلاق “عملية سياسية”.
ويترافق الدعم التاريخي والدبلوماسي غير المشروط الذي تقدمه موسكو إلى دمشق، بتسليم تجهيزات دفاعية ومنذ 30 سبتمبر، بشن أكثر من 800 ضربة جوية ضد “أهداف إرهابية”، بحسب قائد العملية العسكرية الروسية الجنرال اندريه كارتابولوف.
وبعد أن طالبت الولايات المتحدة دون توقف بالرحيل الفوري للأسد قبل بدء عملية سياسية في سوريا، يبدو أن موقفها قد لان، إذ أقرت في الأشهر الماضية بأن الجدول الزمني قابل للتفاوض.
كما تطالب السعودية، التي يبدو ان رغبتها انتصرت في عدم دعوة ايران الى اجتماع فيينا، وتشدّد باستمرار على رحيل الأسد من السلطة، إلا أن وزير الخارجية عادل الجبير قال، الاثنين، إنه يمكن للأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية.
كما أن تغييرا طرأ على الموقف التركي للمرة الأولى الشهر الماضي للحديث عن “إمكانية” حصول عملية انتقالية بوجود الرئيس السوري.
وبالعودة الى سبب استبعاد ايران عن اجتماعات فيينا، فان مصادر اعلامية عربية أبرزتها صحيفة “الحياة”، تحدّثت ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “حصل على تنازلات مهمة في فيينا، أميركية وسعودية وتركية، تقبل الدور الروسي القيادي في سورية وتوافق على استعادة نفوذها في الشرق الأوسط، فإذا اتخذ فلاديمير بوتين قرارا بناء على هذه التنازلات، لا بد أنه بحث مع بشار الأسد – الذي استدعاه إلى موسكو هذا الأسبوع – خريطة طريق لمغادرته السلطة بناء على برنامج زمني تقتضيه العملية الانتقالية لن يقتصر على أسابيع، على الأرجح، بل سيستغرق شهوراً”…

 

وقد ذكرت مصادر اعلامية في موسكو لصحيفة الشرق الاوسط أن مهلة 18 شهرا قد تكون هي المرجّحة لخروج الأسد من السلطة بموافقة عربية وروسية وأميركية، ولا شك ان عدم موافقة ايران الشبه مؤكّدة على هذا الحلّ، هو ما يفسّر السبب الرئيسي لاستبعادها عن لقاءات فيينا التي جرت اليوم…

السابق
نصرالله: في حال خرجت اميركا من المنطقة او انشغلت في مشاكلها الداخلية، هل اسرائيل هذه قابلة للبقاء على قيد الحياة في منطقتنا؟
التالي
5 قتلى في بنغازي بسقوط قذائف على متظاهرين رافضين لمشروع الامم المتحدة