رعد: رئاسة الجمهورية قرار لبناني ونريد إيقاعا للخلاف السياسي لا يأخذ البلاد الى التشتت والتمزق

رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “هناك تفاصيل تصغر أمام أهداف المقاومة في التصدي للمخاطر والتحديات الوجودية”، وقال: “نحن نريد استقرارا في الداخل وحرصا على السلم الأهلي، وإيقاعا للخلاف السياسي بما لا يأخذ البلاد إلى حيث التشتت والتمزق، وبالتالي إن كان البعض يريد أن ينتظر تطورات الخارج الإقليمي، فهو بذلك يضيع وقته على اللبنانيين، لأن هذه التطورات لن تأتي لمصلحته”.

وأكد رعد خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه “حزب الله” في مجمع الإمام الحسين في مدينة صور، أن “ما هو لمصلحة لبنان يقرره الشعب اللبناني، فرئاسة الجمهورية هي قرار لبناني، وإن كل الرهانات على الخارج لن تنفع أحدا في انتخاب رئيس للجمهورية، ولذلك فعلى الذين يطلقون الوعود ويلتزمون مع الناس أن يوفوا بالتزاماتهم بدل أن يحملوا المسؤولية للآخرين ويجلسون يبكون على الوضع الاقتصادي والمالي والمؤسساتي والدستوري في البلاد”، معتبرا أن “سبب أزمة تعطيل المؤسسات الدستورية هي أن هناك من يدير شؤون الداخل في ضوء رؤيتهم الاستراتيجية للتحديات والمخاطر الخارجية، ويرون أنفسهم امتدادا لتلك المخاطر، ويراهنون على نجاح تلك الخيارات في الخارج، علهم يستفيدون منها لتقوية نفوذهم في الداخل على حساب الآخرين، وهذا هو الوهم والسراب بعينه”.

وقال: “أسوأ ما في الهجمة الشرسة التي نتعرض لها كأمة اليوم أنها تستخدم بعض الجماعات التي تتسمى باسم الدين لتحارب أمة الإسلام باسم الإسلام، وتقدم للعالم أسوأ وأبشع صورة عن الإسلام المحمدي الأصيل، أي الإسلام المزيف والمشوه الذي يخدم مصالح السلاطين والظالمين والمستبدين، وهذه الجماعات التي لا تمت للاسلام بصلة، يسهل استخدامها من أصحاب النفط والمال والثروة والسلطة والنفوذ ليمزقوا شعوبنا، وليضعفوا دولنا، وليسقطوا جيوشنا، وليفتحوا الطريق أمام السيطرة على بلداننا ومنطقتنا”.

أضاف: “ان التكفيريين ليسوا عصابة معزولة، بل هم جماعات مدعومة من بيئات حاضنة ومن دول حكامها مستبدون لا يعرفون طريقا لاحترام حقوق الإنسان، ولا لتداول السلطة، ولا لمفهوم الديمقراطية، ومع ذلك يوظفون هؤلاء المجرمين القتلة السفاحين المبدعين في فنون قتل الأبرياء، ويقومون بتعطيل الحياة الاجتماعية والسياسية، فضلا عن تشويه الدين الحقيقي وصورته من أجل أن يحفظوا مواقع سلطتهم. ان التكفيريين لا يملكون مشروعا خاصا، بل هم مجرد أداة تستخدم في مشروع السلاطين المستبدين، والدليل على ذلك أنه حين شكل تحالف دولي قوامه ثماني دول بعدما هب الرأي العام في أوروبا وبدأ يستشعر خطر الجماعات الإرهابية التكفيرية، جاء هذا التحالف الذي يبلغ من العمر سنة وشهرين إلى سوريا على أساس أنه سيسحق داعش وأمثالها، فقام بتنفيذ أكثر من عشرة آلاف طلعة جوية خلال هذه الفترة، ولكنها تبينت أنها أنزلت خلالها العتاد والأسلحة والمواد الغذائية في مواقع داعش، وكانوا عندما يسألون ما الذي حدث يقولون إنها كانت تسقط بالخطأ، وهذا ما جعل التكفيريين يتمددون في سيطرتهم الجغرافية”.

وتابع: “ان الطلعات الجوية الروسية قد بلغت منذ عشرين يوما إلى اليوم ما يقارب 680 طلعة جوية، دمرت جراءها مواقع داعش، وغرف العمليات والمخازن ومراكز الرصد والاتصالات التابعة لها، كما وحصلت انهيارات بتجمعاتهم، ودكت خطوط الدفاع الأولى لهم، وانسحب من المعركة ما يقارب العشرة آلاف إرهابي توزعوا بين قتلى ومصابين ومستسلمين وفارين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن التحالف الغربي ومن يقف وراءه ويشارك فيه هم شركاء في المؤامرة، ويكذبون على شعوب المنطقة وأهلها، ويتواطؤون على مصالحها، ويريدون أن يستخدموا ويوظفوا هجمات داعش من أجل أن تحقق لهم أهدافهم ضمن الخطوط التي رسموها لها”.

وفي الختام تلا الشيخ خير الدين شريف السيرة الحسينية.

السابق
مجموعة من الخطوات تساعدك في الحد من الإجهاد في حياتك
التالي
شبان قاطعوا كلمة لارشيه في «البيال» مطالبين بالحرية لجورج عبدالله تم اخراجهم من القاعة