هل سيتنحى شهيب عن مهامه في ملف النفايات؟

يبدو أنّ لبنان سيبقى أسيرَ الجمود السياسي القاتل، إذ لا أحداث مهمّة متوقّعة داخلياً والتعطيل والمماطلة سيدا الموقف حتى بأزمة النفايات التي لا معطيات عن حلول قريبة لها.

لم يبرز أيّ معطيات جديدة في ملف النفايات تُخرجه من عنق الزجاجة في ظلّ عدم تمكّن “حزب الله” من تحديد مطمر في البقاع.
إلّا أن الأجواء التي أشاعها وزير الزراعة المكلف بملف النفايات اكرم شهيب، من انه منح نفسه ومنح القوى السياسية المعنية بالمساعدة على توفير المطامر، اسبوعاً فقط، قبل ان “يبق البحصة” ويسمي الأشياء باسمائها، ويعتذر عن عدم تمكنه من الاستمرار بحمل “كرة النار” وحده.
وبدا لـ”اللواء” أن شهيّب أقرب إلى إعلان عجزه عن إكمال مهمته في وضع خطة النفايات التي أقرّتها الحكومة موضع التنفيذ، بسبب تلكؤ القيادات السياسية عن مساعدته في هذا الأمر، وكاد أن يُعلن ذلك صراحة مساء أمس، لكن اتصالات عاجلة جرت معه، دفعته إلى تأجيل ذلك، أسبوعاً واحداً، وإلا فإنه سيطفئ محركاته ويعود إلى وزارته الأصلية (الزراعة). وكان شهيّب زار صباحاً الرئيس سلام في السراي الكبير، بعيداً عن الإعلام، وأبلغه برغبته هذه، فأجابه سلام، بحسب ما أعلن وزير الزراعة مساءً: “إذا أنت أطفأت محركاتك فأنا سأطفئ أنوار السراي الحكومي”.. ومن السراي، إنتقل شهيّب إلى ساحة النجمة حيث التقى الرئيس فؤاد السنيورة، في جلسة إنتخاب الرئيس التي لم يكتمل فيها النصاب، وطلب مساعدة تيّار “المستقبل” في تذليل إعتراضات بعض أهالي عكار بالنسبة لمطمر سرار، فأكد له السنيورة أن كتلة المستقبل تدعم بشكل مطلق الحكومة ورئيسها ولا سيّما في موضوع النفايات.

أكرم شهيب
وبحسب معلومات الديار، النائب وليد جنبلاط، وبسبب عدم التوصل الى حل لهذه الازمة، طلب من شهيب زيارة الرئيس تمام سلام وابلاغه توقفه عن تحمل المسؤولية في هذا الملف. ونزل شهيب عند رغبة جنبلاط فزار سلام وابلغه بالحرف الواحد “اوقفت “موتور” العمل في هذا الملف”، شاكراً سلام على دعمه الذي رد معترضاً على قرار شهيب، واصفاً اياه “بالمتسرع”. وقال لشهيب يعني تريد مني ان “اعتم السراي” واستقالتك ستزيد من شلل الحكومة ولن اقف “مكتوف اليدين”، ارفض القرار وسأتحدث بالامر مع الاستاذ وليد. وعلم ان اتصالات سريعة جرت بعد قرار شهيب سعياً لتجاوز هذه الازمة، وبالتالي الخروج منها لكن “النفق” ما زال مظلماً.

إقرأ أيضاً: الحراك يفشل في ايجاد «خطّة بديلة» لخطة الوزير شهيّب للنفايات
وفي هذا السياق، كشف شهيّب في مقابلته مع برنامج “بموضوعية” على تلفزيون M.T.V، أن الرئيس برّي الذي التقاه أيضاً، أبلغه أنه سيتعاون مع “حزب الله” باقتراح مطمر جديد في البقاع، بعدما كان الحزب إقترح عليه موقعين تبيّن أنهما غير صالحين، لافتاً إلى أن المشكلة في عكار تختلف بعدما تمّ تجهيز مطمر سرار وأنه بالإمكان التفاهم عليه إذا ما تحمّل السياسيون وبعض نواب المنطقة مسؤولياتهم وتجاوزوا حالة الإبتزار التي يواجهونها هناك. وقال أنه ينتظر الآن إختبار الموقع الثالث في البقاع والذي سنعتمده إذا ما تبين انه صالح، مع العلم بأن اللجنة الفنية كانت اختارت موقعاً صالحاً جداً يقع على الحدود اللبنانية – السورية، وفي قطعة أرض تملكها الدولة، ولكن، مع الأسف، فإن الثلث المعطل في الحراك المدني عطل هذا الخيار من خلال بث شائعات تقول للناس بأنكم “ستتوضون بمياه النفايات”، وهذا خطأ قاتل، لافتاً النظر إلى ان بعض الحراك دخل على الخط لأسباب سياسية لتوظيف ملف النفايات في الحراك.

في ظل هذه الشروط والشروط المضادة اتخذ شهيب وفق “الديار” قراراً بعد ان لمس عدم تسهيل الاطراف السياسية لخطته البيئية التي هي الفضلى كما يقر شهيب الذي يعتقد ان التصدير للخارج هو الطريقة الفضلى اذا فشلت خطته، علماً أن كميات النفايات المتراكمة في الاسواق زادت عن 150 الف طن.

السابق
بشار على مأدبة اللئام؟
التالي
وصول ناجيين من آل صفوان والبحث جار عن مفقودين اثنين