التدخل الروسي عرّى حزب الله… وأسقط حججه

ما يحدث في فلسطين الآن يكشف عورة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزيف إدعاءاتها ويضعها أمام مسؤولياتها و يخضعها تالياً للمحاسبة من قبل شعب فلسطين العظيم على ما فعلته في السنوات الأخيرة وعلى أي شيء صرفة وقتها أو أين هي أفنته وعن ما إذا هي أهل لحماية من تبقى من أهل فلسطين على أرضهم وعما إذا مقاومتها للمحتل المغتصب لحقها مازال على جدول أعمالها ومن صلب مشروعها .

يرفع حزب الله في لبنان هذه الأيام شعار “الدم سينتصر على السيف” وهو كلام حق لكن عجباً يرفعه حامل سلاح عابر للحدود والأقاليم والقارات، يشارك في الحروب وإراقة الدماء متسلحاً كما خصومه بشعار الإنتصار على الإرهاب الذي لم نعد نعرف حدوده أو تعريفه أو على من ينطبق ؟ فما همنا إذا القتل كان بالقطع والفصل أو بالتفجير والإغتيال!

في الحالتين هم أحالوا الأجساد إلى أشلاء وقتلوا في طريقهم الأبرياء و شردوا أصحاب الحق و يتّموا الأطفال ودمّروا البيوت وجعلوا كل ما في البلاد أنقاض.

هؤلاء وأولئك ومعهم خصومهم هم أصحاب إعتقاد مغلق وأصحاب تغليب للأمر على الرأي، وأنه ثمة علاقة وطيدة في ما بينهم ، فوجود أحدهم يدعم تلقائياً وجود الآخر ويقويه وفقدان واحدهم ينفي دور الآخر وسبب وجوده، وإنه لكي تنتصر سورية أو فلسطين أو حتى لبنان أو أي من البلدان العربية وتقوم قيامتها وجب على أهلها أن يستعيدوا أرضهم وأن ينتصروا أولاً على معتنقي المنطق العنفي البربري وتبديد جمعهم .

إقرأ أيضاً: روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية…

روسيا في سوريا

في فلسطين الصراع واضح هو بين معتد أثيم وصاحب حق عنيد يبذل دمه في وجه السلاح وبالمنطق سينتصر عليه سواء شاركت فيه حماس أوالجهاد أو فتح أو حتى منظمة التحرير، وبالمنطق نفسه سيندحر السلاح وحامله في سوريا وخصوصاً بعد التدخل الروسي الذي أسقط كل حجج حزب الله في التدخل وعن أنه هناك لحماية المقدسات أو خوفاً من التمدد الداعشي المصنوع والحقيقة أنه وقع في فخ تحقيق نبوءة الشرق الأوسط الجديد وساهم في تعويم رؤساء وجودهم ضروري في المرحلة المقبلة أقلها لحماية دولة إسرائيل التي باتت تنعم بهدوء في شمالها وعن يمينها ومن فوقها ومن تحتها، وهذا ما تأمّن لها لولا سياسة التسوية التي يعتمدها الجميع.

لقد ظن البعض واهماً أنه حجز مقعدا له في جنة الشرق الموعود الجديد، وأن الباقي اغبياء مازالوا يلهثون وراءه. لقد نسي هؤلاء أن وعد الجنة يقابله وعيد جهنم أعدت للظالمين وبها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ، بعضها فوق بعض لو فتح منها باب لن يبقى فيها بشر ولا حجر على حجر وسيتذكر المتورطون في الحرب حينها ويردّدوا القول إنها سبع إسمها: جهنم ، السعير، لظى ، الحطمة ، سقر ، الجحيم والهاوية …

السابق
بالصور: ولادة مختلفة في المنزل
التالي
120 مهاجرا وصلوا الى قاعدة بريطانية في قبرص