هنري كاسينجر: الأولويات الاستراتيجية لأميركا في الشرق الأوسط

هنري كيسينجر

كتب هنري كاسينجر في  وول ستريت جورنال في 16 تشرين اول 2015 مقالاً بعنوان “في تفادي انهيار الشرق الأوسط” وحدّد فيه الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ومن مقال كاسينجر حيث رأى أنّ “ما نحتاج إليه هو المفهوم الاستراتيجي وتحديد الأولويات على المبادئ التالية:

•  طالما بقى تنظيم الدولة الاسلامية يسيطرعلى منطقة محددة جغرافيا، فإنه سيضاعف كل التوترات في الشرق الاوسط. مهدداً جميع الأطراف وينشر أهدافه خارج المنطقة، فهو يجمد المواقف القائمة أو يغري الجهود الخارجية لتحقيق الخطط الجهادية الإمبراطورية. تدمير تنظيم الدولة الاسلامية هو أكثر إلحاحا من الإطاحة ببشار الأسد، الذي فقد بالفعل أكثر من نصف المساحة التي كان يسيطر عليها سابقاً. التأكد من أن هذه الأرض لا تصبح ملاذاً للارهابيين دائم الأسبقية. جهود الولايات المتحدة العسكرية الحالية غير الحاسمة تخاطر بأن تخدم كوسيلة تجنيد لتنظيم الدولة الاسلامية على أنها وقفت بوجه القوة الأميركية.

• قد قبلت الولايات المتحدة فعلياً بالدور العسكري الروسي، على الرغم من ألم ذلك على مهندسي نظام عام 1973، لكن يجب أن يبقى الانتباه في الشرق الأوسط مستمراً في التركيز على الأساسيات. كما أنه توجد أهداف متوافقة بين الولايات المتحدة وروسيا. أما في الاختيار بين الاستراتيجيات، فمن الأفضل ان تستعاد الأراضي التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية إما عن طريق القوات السنية المعتدلة أو قوى خارجية، لأمن قبل الجهاديين الإيرانيين ولا من قبل قوى إمبراطورية. بالنسبة لروسيا، الحد من دورها العسكري لينحصر بالحملة لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية قد يجنب العودة لظروف الحرب الباردة مع الولايات المتحدة.

•   يجب استعادة الأراضي المعاد تحريرها للقاعدة السنية المحلية التي كانت موجودة هناك قبل تفكك كل من السيادة العراقية والسورية. الدول ذات السيادة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك مصر والأردن، يجب أن تلعب دورا رئيساً في هذا التطور. كما يمكن لتركيا أن تساهم بشكل خلاق في مثل هذه العملية، بعد حل أزمتها الدستورية.

•   مع تفكيك المنطقة الإرهابية ووضعها تحت السيطرة السياسية غير المتطرفة، ينبغي أن يتم التعامل مع مستقبل الدولة السورية بشكل متزامن. ويمكن بعد ذلك بناء هيكل اتحادي بين المناطق العلوية والمناطق السنية. فإذا أصبحت المناطق العلوية جزء من النظام الاتحادي السوري، حينها سيكون هناك سياق وجود دور للسيد الأسد، مما يقلل من مخاطر حدوث إبادة جماعية أو فوضى مما يؤدي إلى انتصار الإرهابيين.

•   سيكون دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هذا تنفيذ الضمانات العسكرية التي وعدت بها الإدارة الدول السنية التقليدية، خلال مناقشة الاتفاق النووي الإيراني، والتي طالب بها منتقديها.

•  وفي هذا السياق، دور إيران يمكن أن يكون حاسماً. يجب على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد للحوار مع إيران لتعود إلى دورها كدولة ذات سيادة داخل حدودها المقررة، وتحترم سيادة باقي الدول.

على الولايات المتحدة أن تقرر لنفسها الدور الذي ستلعبه في القرن ال21. الشرق الأوسط سوف يكون لدينا الأكثر إلحاحا وربما أصعب اختبار. السؤال ليس قوة السلاح الأمريكي ولكن عزيمة الأميركيين لفهم واتقان العالم جديد.”.

عمل السيد كيسنجر مستشاراً للأمن القومي ووزيراً للخارجية في عهد الرئيسين نيكسون وفورد.

المصدر: وول ستريت جورنال

السابق
المملكة وشيعتها
التالي
«فيسبوك»: سنحمي مستخدمينا من الإختراق