هل يعود حوار «المستقبل» «حزب الله» إلى صوابه مع عودة بري؟

حسن نصرالله وسعد الحريري
يحتل التوتر المستجد بين "المستقبل" و"حزب الله" اهتمام الأوساط السياسية، خصوصًا أوساط الرئيس بري الراعي الأساسي للحوار بين الطرفين، والذي حاول إبقاء هذا الحوار صامدًا على الرغم من العواصف والتشنجات التي طرأت منذ بداية الحوار.

لفتت “الجمهورية” إلى أنّ موجة التصعيد الأخيرة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” مرشّحة مبدئياً للاحتواء، خصوصاً مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعوّل على دوره في إطفاء الحريق السياسي وإعادة تنشيط حركة التواصل. وعلمت “النهار” ان بري، الذي عاد والوفد المرافق له مساء أمس من زيارتيه لرومانيا وجنيف، لم يتناول التوتر الناشئ بين “المستقبل” و”حزب الله” أمس، من قريب ولا من بعيد بعدما كان تفرغ في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، لهذا المؤتمر كما للمؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي انتخبه رئيساً للمرة الثانية، ولم تعرف تالياً طبيعة الاتصالات التي يعتقد انه أجراها في الشأن الداخلي بعد عودته مساء.

المشنوق
المشنوق

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ”النهار” مساء أمس إن مناخ التوتر الذي أثاره السجال الاخير بين بعض شخصيات “المستقبل” و”حزب الله” قد لا يكون بالخطورة التي يجري تصويرها وامكانات احتوائه بقصد العودة الى مرحلة “ربط النزاع” الحكومية والاستمرار في الحوار الثنائي بين الفريقين لا تزال معقولة ومفتوحة. لكنها لم تستبعد ان تتأخر عملية الاحتواء بعض الوقت نظراً الى رفع السقوف الذي ميز رد الحزب على خطاب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من جهة والانزعاج الشديد الذي عبر عنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في موضوع تحميل الحزب تبعة فشل الخطة الامنية في البقاع الشمالي من جهة أخرى.

وأوضحت مصادر نيابية لـ”النهار” انه من الممكن جداً ان يضطر بري في وساطته الجديدة لمنع توقف الحوار الثنائي بين الفريقين في عين التينة الى اعادة صياغة اطار متجدد لهذا الحوار اذا وافق الفريقان على معاودته.

اتصالات بري

ويبدو حسب معلومات “الديار” فان الرئيس نبيه بري دخل على خط الاتصالات، واجرى اكثر من اتصال بالرئيس سعد الحريري الذي كان قد بادر الى الاتصال بالرئيس بري وتهنئته بانتخابه رئيسا للبرلمانيين حيث جرى نقاش مستفيض حول ما جرى مؤخرا كما ان الرئيس بري اجرى سلسلة اتصالات بقيادة حزب الله. وعلمت “اللواء” أن بري كلف الأخير فور عودته إلى بيروت، وزير المال علي حسن خليل اجراء الاتصالات اللازمة منعاً لمواقف تصعيدية تصدر عن كتلة “المستقبل” اليوم وغداً عن كتلة “الوفاء للمقاومة”، وحصر التصعيد عند الحدود التي بلغها يومي الجمعة والاحد.

تهدئة

وقالت مصادر عاملة على خط الوساطات لـ”الجمهورية” إنّ “الأجواء المتشنّجة إلى احتواء، وهي لن تتعدّى سقوفَ المواقف التي أطلِقت خلال اليومين الماضيين”، وأوضحت أنّ “الرئيس سعد الحريري أكّد لبرّي والمعنيين بأن لا رغبة لديه بترك الحوار”.

وعلمت “الجمهورية” أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق ألغى لقاءً كان محدداً بعد ظهر اليوم مع رئيس وأعضاء مجلس نقابة المحررين، لتجنّب الحديث في التطوّرات الأخيرة، ما عُدَّ تدبيراً يعزّز الاتصالات الجارية لتطويق المواقف الأخيرة وحصر أضرارها قدر الإمكان.

 

سمير الجسرإقرأ أيضا: إيران: متى الإنقلاب؟

قال النائب سمير الجسر لـ”الجمهورية”: لم “نتّخذ قراراً بالانسحاب من الحكومة أو من الحوار، ما صَرّح به المشنوق هو صرخة
مسؤول، علّها تؤدي الى صحوة ضمير لدى البعض، ليدركوا بأنّه “مش ماشي الحال”. نحن في تيار “المستقبل” وبتوجيهات الرئيس سعد الحريري قمنا بكلّ ما من شأنه الحفاظ على استقرار البلد وأمن أبنائه، والمطلوب من الطرف الآخر أن يبادلنا نفسَ الأسلوب للوصول بلبنان الى شاطىء الأمان”.

السابق
السعودية: نرفض أي دور لإيران ما دامت دولة تساهم في تشريد الأبرياء
التالي
مقتل قيادي جديد في الحرس الثوري الإيراني في سوريا