فلسطين لا تحب عبد الفتاح السيسي

لم يعد جديداً على الشارع العربي مسألة تراجع الدور المصري في مواكبة القضايا العربية، إذ إنّ مصر جمال عبد الناصر التي كبُر عليها جيل خمسينيات القرن المنصرم والتي بقيت حاضرة بقوة في ذاكرة ووجدان مصر السادات ومصر حسني مبارك قد وَلّت دون رجعة.

بات من الواضح أن مصر عبد الفتاح السيسي تسعى إلى عزل نفسها عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كتلبية لظروف تقاربها مع الدولة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة.

وعلى رغم الشكر الذي وجهه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب دعمه للقضية الفلسطينية وتأكيده على ضرورة دعم الشعب الفلسطينية، إلاّ أنّ هذا الدعم ليس كافياً مقارنة بقيمة مصر كدولة ذات ثقل في حلّ النزاعات القائمة في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضاً: هكذا نسي «المقاومون» فلسطين: أسعد ذبيان أهمّ من الانتفاضة الجديدة

القدس مصرفي موازاة صراع السلطة القائم في مصر بين الإخوان المسلمين ومؤيدي إنقلاب السيسي، وإقدام المتظاهرين المعارضين للإنقلاب على حمل شعار “نكمل ثورتنا ونحرر أقصانا”، أثير الجدل في الأيام المنصرمة حول المواقف المتصاعدة من قبل رجالات الدين المواليين للسيسي لعدم الإنجرار في الصراع الداخلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي السياق نفسه فقد دعى الشيخ سعد الهلالي إلى عدم الإنجرار في حرب من أجل إستعادة الأقصى، لأنها ستؤدي حسب رأيه إلى حرب دينية.

هذا التصادم الداخلي يمثل عمق خلاف الشعب المصري حول القضية الفلسطينية خصوصاً في ظل محاولة الإعلام الرسمي شيطنة فلسطين كرسالة غير مباشرة إلى الإخوان المسلمين الذين تبنّوا رسمياً موقف الدفاع عن الأقصى. فمع محاولة الإخوان المسلمين زج أنفسهم مباشرة بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كرد فعل على ضرورة مساندة انتفاضة السكاكين المشتعلة داخل أروقة القدس والضفة الغربية وأراضي الـ48، واتهام السلطة المصرية منذ إيام مبارك إلى مرحلة السيسي حالياً بأن  الإخوان يسعون إلى توريط مصر في صراع انتهى مع بزوخ كامب ديفيد.

مصر فلسطين

إقرأ أيضاً: إيران من التهديد والوعيد إلى القلق على طريقة الإتحاد الاوروبي

وحاليًا، يتهم كثيرون السيسي بالسعي إلى إغراق الفكر العروبي والإسلامي في دوامة الماضي والنسيان، وهو يؤسس إلى مصر جديدة بأدوار جديدة تتناسب مع رؤيته المختلفة لفلسطين. وذكرت وكالة رويترز الشهر الماضي أن السيسي كان قد أخبر المسؤولين الإيطاليين عن أمنييته بقيام دولة فلسطينية، وعن استعداد الجيش المصري لإرسال عناصره لمساعدة السلطة الفلسطينية في بسط سيطرتها مع تطمينه للمسؤولين الإسرائيليين بأن الوجود العسكري المصري سيكون ضمانة للإستقرار هناك. وهو ما رفضته حركة حماس الإخوانية.

السابق
مقتل شخص في الطيبة اثر تبادل لاطلاق النار مع الجيش
التالي
بان كي مون: يجب اللجوء الى المفاوضات بين اسرائيل وفلسطين لحل الأزمة الحالية