ثلاث سنوات على اغتيال الحسن… صامدون بوجه ‘الولي الفقيه’

ثلاث سنوات مرت على اليوم المشؤوم، يوم امتدت يد الغدر والإجرام لتنال من مظلة لبنان الأمنية وحامي جميع اللبنانيين من دون إستثناء رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل اول احمد صهيوني، في تفجير استهدف منطقة الأشرفية، راح ضحيته اللواء الحسن ورفيقه المؤهل أول صهيوني وعشرات الجرحى.

لم تشبع يد الإغتيال والإجرام المجهولة المعلومة والتي امتدت على الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كشفها وسام قبل اغتياله مع رفيقه في فرع المعلومات الشهيد الرائد وسام عيد خلال تحليل “داتا الإتصالات”، هي نفسها التي امتدت الى اللواء الشهيد، لتضرب انجازات هذا الفرع الأمنية التي حمت البلد والدول المحيط طوال سنوات، ولتضرب أيضاً باغتيال وسام عمل المحكمة الدولية، خصوصاً وان وسام الذي كان دائماً الى جانب الرئيس الشهيد، لا يعرف اسرار الرئيس الحريري فحسب، بل هو “سر الجمهورية” الذي تجرأ في أمكنة لا يجروء فيها.

انجازات كثيرة حققها اللواء الشهيد على رأس شعبة “المعلومات”، أولها كشف الخيوط الأولية في عدد من الجرائم الإرهابية والتي أدت الى كشف المتورطين فيها ومشغليهم، لا سيما تفجير عين علق وتفجير مسجدي السلام والتقوى ومحاولة تفجير السفارة الإيرانية . كما فكك ورفاقه العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية لا سيما في صفوف “حزب الله” كان آخرها كشف العميل القيادي في التيار “الوطني الحر” فايز كرم. كما كشف وسام ورفاقه من خلال تحليل “داتا الإتصالات” من يقف خلف العديد من الجرائم التي طاولت أبرز قيادات قوى “14 آذار” بدءاً من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في تشرين الأول من العام 2004 والتي لم تنتهي مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كما جنب وسام لبنان العديد من المخططات الفتنوية التي كشفها كان آخرها المخطط الفتنوي الأخطر المتمثل بمؤامرة الوزير السابق ميشال سماحة ورئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك.

لبنان خسر مظلته الأمنية بإجماع لبناني وعرب ودولي، لكن رفاق وسام في شعبة “المعلومات” ما زالوا على الوعد والدرب سائرون، ويقول عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لموقع “14 آذار”: “لا شك أن وسام الحسن اسس مؤسسة أمنية أثبتت أنها فوق الشخص، لأنه بناها وإستمرت في عملها وفعاليتها بعد إستشهاده”، مشيراً الى ان “لبنان خسر شخصا من أكبر رجال الأمن الذي أستطاع أن يحمي جميع اللبنانيين من دون استثناء وجميع السياسيين حتى أعداء وسام الحسن والمتهمين باغتياله على الأقل، كان يحاول حمايتهم أثناء وجوده”.

اغتياله من تبعات الغزو الفارسي

وأضاف: “نعتبر أن اغتيال وسام الحسن هو جزء من السلسلة التي بدأت منذ محاولة اغتيال النائب والوزير السابق مروان حمادة مروراً باغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل شهداء الإستقلال، لأن هذه الإغتيالات هي احدى تبعات الغزو الفارسي للمنطقة العربية بأكملها، ولبنان أحد المحطات بالنسبة لها”، لافتاً الى أن “عمليات الإغتيال ما هي إلا جزء من عدة الشغل لمجموعة ولاية الفقيه، والوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا الأمر هي بالإستمرار في صمودنا في السياسة واستمرارنا في المواجهة حتى النهاية وعدم القبول بالإنكسار بوجه الحملة العنيفة التي يقودها الولي الفقيه مع ما تبقى من أنظمة القمع في المنظقة”.

العالم يشهد

من جهته، اعتبر رئيس حركة “التغيير” وعضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” ايلي محفوض، في حديث خاص لموقعنا، أن “ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن هذا العام تحمل معان عدة، معنى الشهادة وقيمة وسام الحسن كوسام الحسن، والرسائل السياسية التي خرجنا منها من خلال الكلمات التي ألقيت خلال مهرجان إحياء هذه الذكرى الأليمة بعد ثلاث سنوات”، وأضاف: “بشهادة كبار الامنين والسياسيين في لبنان والعالم، يشهدون لمناقبية وسام الحسن وذكائه خصوصاً أنه من الضباط الذين مروا وتركوا بصمة في تاريخ الأمن في لبنان”.

انقص ضهر الجميع

ورأى أن “لا شك أن كلمة الرئيس سعد الحريري لحظة استشهاد وسام الحسن والمتمثلة بـ “انقص ضهري”، في الصرف العملي لا تعني أن ضهر الرئيس سعد الحريري هو فقط من انقص، بل انقص ضهر جميع السياسيين في البلد كون وسام كان يؤمن لهم الحماية وكان على تواصل دائم مع الجميع وينبه الجميع، وفعلياً بعد اغتياله انكشف أمن لبنان كله، لأن وسام شكل المظلة الأمنية لهذا البلد”، مشيراً الى أن “من اغتال وسام الحسن، كان يخطط للمرحلة التالية، والجميع شاهد أن الفلتان الذي حصل بعد اغتيال اللواء الحسن لأن مسؤوليته لم تكن فقط المحافظة على الأمن في الداخل، لكن أهميته كانت تكمن في إستشراف الخطر الذي كان ممكن أن يحصل وتدارك حصوله من خلاله اعتماده الأمن الوقائي”.

السابق
المرصد السوري يوثّق مقتل 971 عنصراً لـ’حزب الله’ في سوريا
التالي
كنا هنا.. منذ خمسين عاماً!