حزب الله: لا إشكال «شرعي» بالتنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا

روسيا اسرائيل
كل المعطيات تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي،هي حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها.

وقبل الدخول في صلب الموضوع لا بدّ من الإشارة السريعة بأنّ العلاقات الروسية الاسرائيلية هي على العكس تماما لما يحاول إعلام الممانعة تظهيره، هذا الإعلام الذي يعمل دائما على القول أنّ روسيا هي جزء أساسي من ما يسمى بمحور الممانعة، الذي يحرص المنظرون له على أن يرسموا دائما خريطته الممتدة من حارة حريك مرورا بسوريا الأسد وصولا الى طهران فموسكو.

اقرأ أيضاً: روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية…

قافزا هذا الاعلام عن حقائق ووقائع تكذب ادعائهم وترويجهم الذي لا ينطلي إلاّ على البسطاء من جمهورهم، فالعلاقات بين البلدين يمكن وصفها بالتاريخية والمتينة التي بدأت مع قيام الكيان الغاصب سنة 1948، وأخذت بالتطور والتقدم، ولا بدّ في هذا السياق من الإشارة أيضا الى الاتفاقية التجارية الموقعة بين الطرفين سنة 1994 وتقضي هذه الاتفاقية بمنح كل من الجانبين نظام الأفضلية القصوى في التجارة، وتشكيل اللجنة الاسرائيلية الروسية الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي. كل هذا ومضافًا عليه أرقام جدول التبادل التجاري المتصاعد سنويا بينهما، مع الاخذ بعين الإعتبار أيضا وجود ما يزيد عن مليون مواطن من أصول روسية يعيشون في اسرائيل.

كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي، ويجعل الحديث عن الضمانات الروسية التي أعطيت لاسرائيل عشية التدخل الروسي هو حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها من أجل تشويه الصورة عند جمهوره، وإغراق هذا الجمهور دائما في أوهام شعاراتية يسهل بعدها اقناعه بانتصارات من سراب يحسبها موجودة ويحتفل بحصولها الافتراضي.

قد يظنن أحد أنّ الإعلان عن هذا التنسيق قد يحرج حزب الله أمام جمهوره، وهو الذي كان قد أرسل مقاتليه الى سوريا للقتال الى جانب بشار الأسد ومن ضمن أهدافه المعلنة هو حماية ظهر المقاومة، فإذا به يقاتل الآن على الجغرافيا السورية تحت حماية مباشرة ودعم صريح من المقاتلات الاسرائيلية!

روسيا اسرائيل

صحيح أن مثل هذا التحول كان ليحدث صدمة إيجابية تستدعي وقفة مطولة وإعادة التفكر في التموضع الجديد الذي وصلت اليه ” المقاومة “، ليس عند جمهورها فقط، بل عند المقاتلين والعاملين في صفوفها أيضا، إلاّ أنّ شيء من هذا لم يحصل، وأكاد أعتقد أنه لن يحصل، بسبب بسيط وهو إن اتجاه البوصلة لبندقية ” المقاومة ” قد تم حرفه منذ فترة طويلة، وتم استبدال العداء لإسرائيل بالعداءات المذهبية التي لم تكلف قيادة الحزب الكثير من العناء لأنها لا تحتاج إلاّ لإعادة شدّ العصب المذهبي عبر استحضار التاريخ وقد نجح بذلك إلى حدّ كبير.

اقرأ أيضاً: الحرب في سوريا على الطريقة الروسية .. حزب الله هو الخاسر

ومن هنا نفهم إصرار الأمين العام لحزب الله وخلافًا لما جرت عليه العادة في الليلة الأولى من محرم كل عام بعدم تناوله للأمور السياسية، من استحضار السعودية في كلمته للتذكير انّها هي الآن تمثل العدو الأول والأخير، والقول أنّ هذا العدو الجديد ومن أجل محاربته لا إشكال “شرعي” في تقبل أي وسيلة تساهم بتحقيق الغلبة عليه حتى لو كانت هذه الوسيلة هي انضمام إسرائيل إلى محور الممانعة عبر البوابة الروسية.

السابق
شامل روكز هل سيبقى ضابطاً وفارساً مغوار بالسياسة أيضا؟
التالي
ماروني: 20% كوتا نسائية داخل حزب الكتائب