المشنوق هدّد بالاستقالة وحزب الله اتهمه بالمناورة

نهاد المشنوق

حملت الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن رسالة سياسية واضحة المعالم وجّهها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى “حزب الله” عبر تلويحه بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار:

فاعتبر أنّه “ربّما ظنّ من يظنّ أنّه يستنزف رصيد نهاد المشنوق ورصيد التيار الذي يمثّله في الحكومة، بإظهاره أمام جمهوره وأهله وبيئته، مستقوياً عليهم وعاجزاً أمام خصومهم. أمّا النتيجة الحقيقية الوحيدة لهذا العقل الشاذ فهي استنزاف الوطن وشروط العيش المشترك فيه ودفعُ الناس الى خيارات التطرّف”.

وأعلِن “أنّ بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي أردناها ربطاً للنزاع وأرادوها ربطاً للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضاً للخروج من الحوار الذي أردناه صوناً للسلم الأهلي، فإذا بنا نتحوّل إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية”.

أكّد المشنوق :”الرئيس سعد الحريري لن يقبل ولن نقبل معه ان يتحوّل ربط النزاع إلى ربط للوطنية وربط للضمير وربط للألسن عن قول الحق والحقيقة”.

وعن الأسباب التي أوصلته إلى هذه الخلاصة، قال إنه على مستوى الحوار “الخطة الأمنية في البقاع لا تزال حبراً على ورق”، فيما يتمّ “المضيّ باعتقال مجلس الوزراء وتعطيله”.

في رسالة للنائب ميشال عون، أكد المشنوق “أن الأقوى في طائفته هو من يتبوأ المنصب الموكل للطائفة، من دون أن يُخفي انحيازه لوطنية كل من الرئيسين نبيه برّي وسلام، وتحديداً لعروبة الرئيس برّي، مشيراً إلى أن قوتهما تنبع من قبول الطوائف الأخرى لهما”.

“حزب الله” للمشنوق: صرنا أمام لسانين.. ومستعدّون لنشر محاضر الحوار

سرعان ما ردّ “حزب الله” على كلام المشنوق عن الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، فأصدر وزير الصناعة حسين الحاج حسن بياناً قال فيه إن “ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماماً لما قاله في الإعلام، فصرنا أمام لسانين ولغتين ووجهين مناقضين، بخاصة تجاه الخطة الأمنية في البقاع التي كانت ولا تزال مطلباً ملحاً لحزب الله وحركة أمل اللذين قدما كل الدعم للأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها. إن الهروب من الفشل والتقصير بإلقاء التبعة على الآخرين لم يخفف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق وزير الداخلية تجاه إبقاء الفلتان الأمني في البقاع لتصفية الحسابات مع المنطقة وأهلها، وإذا رغب الوزير المشنوق في نشر محاضر جلسات الحوار فنحن جاهزون لنشرها ليعرف الرأي العام على من ألقى الوزير المسؤولية عن عدم تنفيذ الخطة الأمنية وتبيان الحقيقة للناس”.

اقرأ أيضًا: نهاد المشنوق هل أزاح فؤاد السنيورة من الصورة؟

“الأخبار”: ما قاله المشنوق منسق مع الحريري

فيما سألت “الأخبار”: هل قرّر “تيار المستقبل” الهروب إلى الأمام وتفجير الحكومة العاجزة لسحب هذه الورقة التي يهدّده بها خصومه؟ أم أن التهديد الذي أطلقه المشنوق هو اجتهاد شخصي؟ وأشارت إلى أن معلوماتها تفيد بأن ما قاله المشنوق منسّق مع الرئيس سعد الحريري، وهو بحسب مصادر المستقبل، فإن كلام وزير الداخلية أمس “ليس ذروة التصعيد، بل أوّله”.

اعتبرت “الأخبار” أن كلام المشنوق ظهر مكمّلاً لما قاله مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري أول من أمس، عن أن السعودية لن تفاوض إيران إلا بعد سيطرتها على العاصمة اليمينة صنعاء. تصريحان يدلان على احتدام الخلاف السياسي اللبناني، بعد ربطه بكل أزمات المنطقة، من سوريا فالعراق وصولاً إلى اليمن وفاجعة وفاة الحجاج في مِنى.

“السفير”: خطاب المشنوق يتنافى مع وقائع سياسية كان شريكاً فيها

اعتبرت “السفير” أن المفارقة في هذا الخطاب أنه يتنافى مع وقائع سياسية كان وزير الداخلية شريكاً حقيقياً فيها، خصوصاً أنه شكّل رأس حربة في “المستقبل” في مواجهة من كانوا يحاولون تعطيل تسوية الترقيات العسكرية من داخل تياره السياسي نفسه، وهو لطالما اختبر في حوار عين التينة وعلى طاولة مجلس الوزراء وفي اجتماعات ثنائية وجود إرادة سياسية جدية لدى كل من الرئيس نبيه بري وقيادة «حزب الله» بإنجاح عمل الحكومة ونزع أكثر من صاعق كاد يهددها أكثر من مرة..

السابق
الأسير غير راضٍ:وهذا ما يزعجني في الزنزانة
التالي
متعاقدو الاساسي الرسمي دعوا الى الاعتصام امام وزارة التربية الثلاثاء