الإنتفاضة الثالثة: العرب غائبون عن السمع

حتى الآن لم يحظ المشهد الفلسطيني على إجماع من قبل الأوساط العربية والدولية بعكس الإنتفاضة الثانية التي ترافقت مع دعم عربي. وكان من اللافت جداً حينها خروج الخليجيين للشارع ولأول مرة للمطالبة بنصرة إنتفاضة الأقصى في الأراضي المحتلة.

وعلى عكس الإنتفاضة الثانية التي اشتعل فتيل «حجارتها» نتيجة دخول «رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون» برفقة أمنه إلى حرم مسجد الأقصى، ما قد اعتبره الفلسطينيون حينذاك إنتهاكاً إلى حرمة مسجد يُعدّ رمزاً إسلامياً، فإن الهبة الفلسطينية الحالية نتجت بعد تراكم الإنتهاكات الإسرائيلية بحق فلسطينيي الضفة والقدس المحتلة، ودخول مجموعات يهودية متطرفة إلى ساحة الأقصى ودعوتهم العلنية إلى تهويده بالإضافة إلى منع الأمن الإسرائيلي لبعض المصلين من دخول المسجد والمحاولات المتكررة من قِبل الحكومة الإسرائيلية لتعميم فكرة «القدس كعاصمة يهودية».

اقرأ أيضاً: المسجد الأقصى مستباح مجدداً… والعالم يتفرّج

كما لا يمكن تجاهل مسألة العنصر المسيحي المستجد في التحرك الفلسطيني الحالي والذي كان شبه مُغَيّب عن الإنتفاضتين الأولى والثانية. إذ يشعر مسيحيوا فلسطين بتهديد حقيقي لوجودهم من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة داخل إسرائيل، وذلك بعد إحراق جماعات يهودية يمينية للكنائس المسيحية حيث كان آخرها الإعتداء على «كنيسة التابغة» في الضفة الشمالية لبحيرة طبرية.

الانتفاضات الفلسطينية

 

ومع تصاعد وتيرة العنف داخل الأراضي المحتلة وانتشار حملات الطعن التي ينفذها الفلسطينيين بوجه المدنيين والعسكريين الإسرائيليين، ساد جوّ من الرفض بما يخص «إنتفاضة السكاكين» داخل الأوساط الداعمة للقضايا الفلسطينية، فهي مَنَحت الحكومة الإسرائيلية الذريعة الكافية لقتل الفلسطينيين وتبرير إعتداءاتها وإمكانية معاودة إحتلالها للضفة الغربية تحت مفهوم حماية المستوطنين الذين بدأ ينتابهم الإحساس بعدم الأمان الشخصي.

وبعد أسبوعين ونصف على الإلتحام الحاصل بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي المدعوم من قبل عصابات يهودية متشددة والمستعربين، لم تستطع القوى السياسية الفلسطينية ردم فجوة التباين الحاصل في مواقفها تجاه الحراك العنفي في الضفة الغربية والقدس، وتوحيد صفوفهم من أجل مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية.

انتفاضة فلسطين

وقد دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تهدئة الأوضاع ومواجهة الأعمال العدائية الإسرائيلية بالمقاومة السلمية، متهماً إسرائيل بإستخدامها سياسات عنصرية وهمجية ستحرق الأخضر واليابس.

وفي منحى أخر، أصرّ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى البقاء على الإنتفاضة ومواصلتها والإستمرار بالمقاومة ضد الإحتلال حتى تحرير كامل فلسطين، مؤكداً على أن النصر حليف المقاومين.

اقرأ أيضاً: هكذا نسي «المقاومون» فلسطين: أسعد ذبيان أهمّ من الانتفاضة الجديدة

وفي الوقت الذي ينشغل الإسرائيليون بالتدرب على كيفية مواجهة عمليات الطعن، فإن حركة فتح اعلنت النفير العام في بيان لها والإستعداد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

السابق
كي لا يكون الشيعة أسوأ من داعش!
التالي
شامل روكز هل سيبقى ضابطاً وفارساً مغوار بالسياسة أيضا؟