ما وراء زيارة جنبلاط إلى السعودية؟

وليد جنبلاط
وُضعت لقاءات النائب وليد جنبلاط في المملكة العربية السعودية "تحت مجهر" فكثرت المعلومات والتحليلات التي تقاطعت على تأكيد دعم الرياض لتوافق اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، وحرصها على استقرار لبنان. لكن، هل ما بعد زيارة جنبلاط للسعودية سيختلف عمّا قبلها؟ وهل مواقف رئيس "الاشتراكي" بشقّها اللبناني ستشهد تبدّلاً لتصبح أقرب إلى "المستقبل" من "حزب الله"؟

تمثّل الخَرق الوحيد للمشهد السياسي المقفل بزيارة النائب وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية ولقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في خطوة طوت مبدئياً الصفحة الخلافية التي فتِحت مع تجيير جنبلاط أصواته النيابية لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي على حساب الرئيس سعد الحريري.

وفتحت الزيارة الأخيرة الباب أمام رزمة من التساؤلات: هل ما بعد زيارة جنبلاط للسعودية سيختلف عمّا قبلها؟ وهل مواقف رئيس “الاشتراكي” بشقّها اللبناني ستشهد تبدّلاً لتصبح أقرب إلى “المستقبل” من “حزب الله”؟ وماذا عن تموضع جنبلاط السياسي، فهل سيحافظ على وسطيته أم سيقترب من قوى 14 آذار؟ ؟ وماذا عن الانتخابات الرئاسية في هذه الحالة؟ وما تأثير هذه الزيارة على تقاربه المستجدّ مع رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون؟

في المقابل، استبعدت أوساط سياسية متابعة لـ”الجمهورية” أيّ تغيير في السياسة الجنبلاطية بشقّها اللبناني، ليس فقط حِرصاً منه على وضعه ودوره وأمنه، إنّما لأنّ السياسة السعودية – الإيرانية التي تختلف على كلّ شيء اتفقت على تحييد لبنان، ولا إرادة لدى الرياض وطهران في إعادة النظر في هذه السيا سة أقلّه في المدى المنظور، وبالتالي الاستقرار مرشّح للاستمرار في ظلّ الحوار الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله”، كما الحوار الجامع.

لقاء جنبلاط بالملك سلمان

في الساعات الأولى لزيارته السعودية التي استمرّت يومين التقى جنبلاط الملك السعودي في مكتبه في قصر اليمامة بحضور عدد من كبار المسؤولين. وقالت مصادر اشتراكية إنّ المجتمعين استمعوا إلى تقرير قدّمه الجبير حول نتائج اللقاءات التي عَقدها برئاسة الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما عبّر عنه من أهداف للعملية الروسية في سوريا في مجال مكافحة الإرهاب ودعم النظام السوري أياً كانت الكلفة، وملاحظاته على مواقف الحلف الدولي.

ونقل جنبلاط عن الملك عبد العزيز حرصه على لبنان واستقراره وأمنه وتماسكه ووحدة أبنائه، وشدد سلمان خلال اللقاء على ضرورة إنجاز الاستحقاقات الدستورية وأولها رئاسة الجمهورية اللبنانية لا سيما مع مرور أشهر طويلة على الشغور الرئاسي، وخاطب جنبلاط أكثر من مرة “انتخبوا رئيسا لبلدكم وحافظوا على وحدته واستقراره”، كما شدد على أهمية تحييد لبنان عما يجري في المنطقة.

في المقابل قدّم جنبلاط رؤيته للتطورات التي أعقبَت انفجار الأزمة السورية ونتائج اتصالاته الإقليمية، مبدياً انزعاجه من العملية الروسية التي يمكن ان تقود الى تعقيد الأمور وسدّ بعض المنافذ التي كان يمكن ان تشكّل مخرجاً للأزمة باتّجاه بناء ما يسمّيه سوريا الجديدة.

لقاء جنبلاط – الحريري

لقاء جنبلاط - الحريري

من قصر اليمامة انتقل جنبلاط والوفد المرافق الى دارة الرئيس سعد الحريري حيث عُقد لقاء مطوّل استمرّ ساعات عدّة .

وقد شكّل اللقاء مناسبة للبحث في المبادرات التي أطلقها جنبلاط حول ما سمّاه صفقة شاملة تربط بين التفاهم على رئيس جديد وسلّة التفاهمات الأخرى التي تشمل في ما تشمله قانوناً جديداً للانتخابات والحكومة المقبلة. وأقرّ الرأي في النهاية على أنّ الأمور تحتاج الى مزيد من الوقت لتقريب وجهات النظر، ذلك انّ التفاهم على مثل هذه الصفقة ليس سهلاً ولم يحِن أوانه بعد.

وقالت المصادر لـ”الجمهورية” إنّها فهمت أنّ الحريري يستعدّ لخطوةٍ سياسية ما لا بدّ منها، وإنّها ستكون قريبة وتترافق مع احتمال عودته الى بيروت، وعلى رغم أنّها غير محدّدة إلى اليوم لكنّها واردة في أيّ وقت.

وصرّح الوزير ابو فاعور لـ”النهار” عن اللقاء الذي جنبلاط والحريري “اللقاء كان ممتازاً وتم فيه عرض كل الوضع السياسي. وجرى الاتفاق على أهمية الحوار

السابق
علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا
التالي
هكذا ستبدو الحياة لو أزلنا منها الهواتف المحمولة