5 ايام موجعة لايران و«حزب الله» في سوريا

في فترة خمسة ايام، خسرت #ايران و #حزب_الله قيادات رفيعة المستوى في سوريا، الامر الذي يكتسب دلالات في الوقت الذي دخلت فيه الحرب السورية مرحلة جديدة مع الانخراط الروسي الجوي في النزاع ومحاولة الايرانيين مجاراتهم بحشد قواتهم على الارض.

صحيح أنه منذ انخراط ايران و”حزب الله” في النزاع السوري، تكبد الجانبان خسائر كبيرة. ولكن نادرا ما سقطت قيادات بهذا المستوى في فترة زمنية قصيرة وعلى جبهة واحدة.

شكل سقوط العميد حسين همداني (67 سنة) ضربة قوية لنشاط ايران في سوريا. كان المشرف على “فيلق القدس” في سوريا ومسؤول العمليات الايرانية في سوريا. أشرف شخصيا على الدفاع عن العاصمة دمشق، ونسب اليه الفضل في انقاذ النظام من السقوط عام 2012. وينقل خبراء أنّ الأسد يدين ببقائه في دمشق لهمداني وليس لقائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني.
أعلنت وكالات الانباء الايرانية مقتله في التاسع من تشرين الاول في ضواحي حلب علي يد ارهابيي “داعش”، موضحة أنه ” لعب دورا مصيريا في الذود عن المرقد الطاهر للسيدة زينب …وتقديم الدعم لجبهة المقاومة الاسلامية في حربها ضد الارهابيين في سوريا”، ولافتة الى أنه كان جزءا من عمل ايران لتقديم “الاستشارة العسكرية في مكافحة الجماعات الارهابية”.
ولكن الباحث في شؤون الميليشيات الشيعية فيليب سميث يعتبر أن وصف همداني بأنه “مستشار ” يوازي الاشارة الى نابوليون بأنه “جنرال فرنسي”.
همداني هو من مؤسسي “الحرس الثوري” في محافظة همدان عام 1980 .وأتم معمودية النار في الايام الاولى للثورة الاسلامية ، على غرار سليماني بمشاركته في الحرب الحرب الإيرانية – العراقية، وكان من القادة العسكريين لمنطقة بازي دراز في الجبهة الغربية. وقد جمع مذكراته في هذه المعركة في كتاب سماه “واجب يا اخي “. وفي فترة لاحقة، عرف بمشاركته الحاسمة في قمع المعارضة الإصلاحية في طهران خلال الاحتجاجات التي سميت “بالثورة الخضراء” بُعيد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 . ووقع رسالة تهديد مع 27 قائداً من “الحرس الثوري” يهدد فيها الرئيس الايراني محمد خاتمي بالكف عن المضي بسياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب.وثمة تقارير تفيد أنه انتقل لاحقا الى النجف في العراق.
ومع بدء الثورة السورية، صار أحد أبرز قادة “الحرس الثوري” العاملين في سوريا. وتصريحه الاشهر كان قوله عام 2014 أن الرئيس بشار الأسد يقاتل بالنيابة عن إيران، كاشفاً عن استعدادات إيرانية لإرسال 130 ألف مقاتل من “الباسيج” الى سوريا للقتال الى جانب النظام، وتشكيل حزب الله سوريا”. ولاحقا، نقل عنه إنه “بعد لبنان وسوريا، فإن الباسيج بدأ يتكون وينتظم في العراق أيضا. ومع تأسيس الباسيج في كل من لبنان وسوريا، فإن الابن الثالث للثورة الإسلامية الإيرانية سيولد في العراق” .ومن المرجح ان يكون هذا التنظيم على شاكلة”حزب الله” اللبناني. وعاد الهمداني للتصريح بتكوين 42 لواء و138 كتيبة في سوريا تقاتل لصالح بشار الأسد، زاعماً أنها تتكون من عناصر “علوية وسنية وشيعية تحت شعار حزب الله السوري”.
وخلال تشييعه في طهران، قال القائد السابق ل”الحرس الثوري” الجنرال محسن رضائي ان الاخير “زار سوريا منذ 2011، حيث اسس قوات الدفاع الوطني (الموالية للنظام) وشارك في 80 عملية “.
خسائر متتالية
من هذا المنطلق، يقول سميث ل”النهار” أن مقتل همداني يشكل خسارة كبيرة لايران و”الحرس الثوري”.
الا أن مقتل هذا اللواء لم يكن الخسارة الوحيدة لايران في الايام الاخيرة، إذ أعلنت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية شبه الرسمية أمس أن القيادي في “الحرس”، والقائد السابق ل”فيلق الصابرين” فرشاد حسوني زاده قتل خلال “أدائه واجبه الاستشاري في في سوريا ومحاربة التكفيريين “الى جانب قوات الأسد في سوريا.
وقالت تقارير أخرى أنّ قيادياً ثانياً سابقاً وهو قائد “فيلق 1″حميد مختار بند قد قُتل أيضاً إلى جانب زاده.
وبدوره، تلقى “حزب الله” ضربة موجعة بمقتل قائد عملياته في حماة حسن حسين الحاج المقب “الحاج ماهر” و”أبو محمد الإقليم” الذي لقي مصرعه في معارك سهل الغاب في ريف حماة .
واعتبر حسين الحاج القائد العسكري الارفع مستوى الذي يخسره الحزب في الفترة الاخيرة في سوريا.
ونعت وسائل إعلام مقربة من الحزب “الحاج ماهر ” ابن قرية اللويزة الجنوبية في لبنان، وقالت إنه من كبار قادة الحزب الذي تجمعه علاقة وثيقة بالامين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وقالت مصادر إعلامية لبنانية إن لقيادي الحزب الذي قُتل في حماة علاقات وثيقة مع قيادات “الحرس الثوري” لتنسيق العمليات الميدانية ضد كتائب الثوار في سوريا.
كان الحاج بحسب تقارير اعلامية يشغل منصب قائد عمليات منطقة القلمون في الفترة الاخيرة قبل الهدوء الذي شهدته جبهة الزبداني ومكن الحزب من نقل اعداد كبيرة من مقاتليه الى ادلب وحماة.
وفي اليوم نفسه لتشييع “أبو محمد الاقليم”، أورد موقع “العهد” التابع ل”حزب الله” خبر تشييع حسن شريف حجازي (حيدر) الذي استشهد أثناء تأديته واجبه الجهادي،في بلدة الطيبة الجنوبية.
واليوم، أفاد الموقع نفسه التابع للحزب أن “القائد المجاهد مهدي حسن عبيد (ابو رضا) الذي قضى اثناء قيامه بواجبه الجهادي شيع في بلدة انصار البقاعية. وتحدثت تقارير عن مقتله في ادلب.
وتأتي هذه الخسائر لايران و”حزب الله” في الوقت الذي نسبت “رويترز” الى مسؤولين كبيرين مطلعين على الاوضاع في المنطقة أن الجيش السوري وقوات ايرانية ومقاتلين من “حزب الله” يستعدون لهجوم بري على المعارضة في منطقة حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية، وأوضحا أن الافاً من المقاتلين الايرانيين وصلوا للمشاركة في الهجوم.

وكان هذا التحالف شن الأسبوع الماضي هجوماً يستهدف مقاتلين من المعارضة في محافظة حماة إلى الغرب.
ويقول سميث إن خسارة العناصر القيادية في “شبكة تحرك” الحرس الثوري (وهي تشمل وكلاء كحزب الله) تكتسب دلالات نظراً الى الفترة الزمنية التي سقطت فيها الضحايا. غالبية هذه القيادات قتلت في فترة خمسة ايام . تخيلي قوة تخسر مثل هذا العدد من القادة الميدانيين والقادة الاخرين في هذه الفترة القصيرة”.ومن الناحية العملانية، تظهر هذه الخسائر المنطقة التي حشدت فيها ايران قواتها وتساهم في رسم خريطة الهجوم في شمال غرب سوريا، بما فيه ادلب وحماه وحلب، كما تعكس مدى صعوبة بعض المعارك.

(النهار)

السابق
أحمد بيضون يردّ على حملة ناشطي الحراك المدني ضده
التالي
انتخاب 5 دول بينها مصر لعضوية مجلس الامن الدولي اليوم