غرق آل صفوان: لم يبقَ أمام الشيعة سوى البحر؟

حصلت أمس فاجعة إنسانية بحق عائلة آل صفوان اللبنانية التي اتخذت البحر سبيلاً للهروب. فلماذا؟ ومن أجل ماذا أصبح يقبل الشيعة أن يقتلهم البحر؟ وما هو المطلب الذي يوازي بإلحاحه لدى عائلة شيعية لبنانية مأساة وبؤس النازحين السوريين الذين لم يجدوا سوى البحر مُنقِذ وإن كان الثمن حياتهم؟

هو البؤس والحاجة، جمع بين اللبنانيين والسوريين في زورق واحد بحثًا عن حياة كريمة في الخارج. في الخارج حيث يُحترم الإنسان كإنسان، يستطيع المرء أن ينام مرتاح البال دون قلق حول مستقبله أو مستقبل أبنائه، هناك حيث لا صوت قذائف، لا موت محتم قتلاً أو فقراً. هؤلاء باعوا ما يمتلكون طلبًا لحياة أخرى، بعيدا عن أرض الوطن، حتى لو كانت النهاية أن يتحول حلم السفر إلى غذاء في أمعاء الاسماك.
عائلة صفوان  من بين هؤلاء نام قسمًا منهم قرير العين للأبد، منهم من هو في عداد المفقودين، ومنهم إن صحّ القول “حالفهم الحظ” وبقيوا على قيد الحياة.

غرق

فهذه العائلة دفعت ثمناً باهظاً نتيجة طموحها بالعبور نحو وطن أفضل من خلال الهجرة غير الشرعية، لكن النجاة لم تكتب لأفرادها الذين وقعوا ضحية أمواج عاتية ضربت الزورق الذي كان ينقلهم من تركيا الى اليونان بقصد الوصول أخيراً إلى ألمانيا. فبدلاً من إيلان واحد الهارب مع عائلته من ظروف قاسية جراء الحرب الدامية في وطنه، عائلة لبنانية شيعية من اثنى عشر شخص هجّوا من لبنان، رحلوا من منزلهم القائم في الأوزاعي قاصدين ألمانيا. وبحسب ما روت افراد العائلة لوسائل الإعلام إنّ ١٢ فرداً من العائلة سافروا الى تركيا بهدف الهجرة غير الشرعية الى ألمانيا، وانهم تلقوا اتصالاً من أحد أفراد العائلة الذي سبح نحو الشاطىء بمشقة فيما توفيت زوجته غرقاً، وأبلغهم أن ثلاث جثث تم العثور عليها، وثلاثة من افراد العائلة هم بقبضة الشرطة التركية فيما يبقى 6 أشخاص في عداد المفقودين.

لقمان سليم
لقمان سليم

فما هو السبب الذي يوازي بإلحاحه لدى عائلة شيعية لبنانية، مأساة وبؤس النازحين السوريينالذين لم يجدوا سوى البحر منقذ لمعاناتهم وإن كان الثمن حياتهم؟

يجيب الناشط السياسي ومدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق في لبنان لقمان سليم “جنوبية” عن هذا السؤال بالقول “رصدت لقتطين على مواقع التواصل الأول خبر مقتل أسرة آل صفوان من منطقة الأوزاعي واللّقطة الثانية نشرتها إحدى مواقع التواصل عن وصول عائلة من طرابلس ركبت موجة الهجرة غير الشرعية إلى برّ الأمان”.مضيفًا إذًا “الطائفة الشيعية لا خيمة فوق رأسها، فخيمة البؤس والفقر تطال الجميع وحتّى ولو إن هذه العائلات اللبنانية تتقمس الهوية السورية في ألمانيا، فالبروباغندا الزائفة لا تخفي أن الأوضاع لدى الشيعة أفضل من غيرهم”.

ورأى سليم أنّ “الثقافة الإنتصارية التي يروّج لها حزب الله والتي هي جزء من مكونات الوعي الزائف تصوّر بأنّ الشيعة لديهم قضية أسمى تتجاوز قضايا الآخرين المعيشية والحياتية “. لافتًا إلى أنّ “هذه العائلة تدفع ثمن هذا الوعي الزائف الذي يروّج له الحزب ولكن الثمن غالي”.
ووجد سليم أنّ “وضع الشيعة بمواجهة محيطه الخليجي والسوري والأوروبي والأميركي والعالم أجمع، أدّى إلى أن لا يصبح للشيعي ملاذاً سوى الموت إلى جانب حزب الله في معاركه الدائرة في سوريا، أو اللجوء إلى البحر متقمّسين جنسيات أخرى فتتعدد الأساليب والموت واحد موت بطيئ وآخر سريع”.

وختم سليم إن “ما حصل مع آل صفوان نوع من الإصطفائية باب وعنوان نزول الطائفة الشيعية من أعلى سلّم الإنتصارية إلى الواقع بأنهم بشر يجري عليهم ما يجري على الآخرين”. مشيراً “أنهم هربوا من خيارات الموت، وأبسط الأمور أن يهرب الإنسان من الموت”.

إقرأ أيضاً: وانكسر حاجز الخوف…

السابق
شهيب: عندما يصبح موقع المطمر في البقاع جاهزا سيكون هناك جلسة لمجلس الوزراء
التالي
سورية: بانتظار الغرق الروسي